حواء أذكى من آدم… حقيقة علمية

السكماتي: الحط من قدرات المرأة يبدأ بزرع بذور منافسة بينها وبين أشقائها منذ الطفولة النساء أذكى من الرجال. لا يتعلق الأمر برأي أو تعليق، إنها حقيقة علمية، خرجت كماء عذب من بين صخور العقلية الذكورية، لتقول إن الرجال لا يتمتعون بقدرات ذهنية أكبر من النساء، مع أن أدمغتهم أكبر بقليل من أدمغتهن، كما بينت هذه الحقيقة، التي توصلت إليها دراسة أجراها باحثون في جامعة فيينا، أن ذكاء الإنسان مرتبط ببنية الدماغ أكثر منه بحجمه. وقام الباحثون أنفسهم بمقارنة نتائج 88 دراسة اهتمت بقياس الذكاء وقياسات المخ، ليخلصوا إلى وجود علاقة بالفعل بين نسبة الذكاء وحجم المخ، لكنها كانت أقل مما كان يعتقد، وهنا أكد المشرف على الدراسة، أن العلماء بالغوا حتى الآن في تقييم الرابط المفترض بين حجم الدماغ والقدرات الذهنية للكائن البشري. وحسب الدراسة نفسها فإن الأمر الحاسم في الذكاء هو تنظيم قشرة الدماغ والدماغ الوسيط والمخيخ، فضلا عن التواصل الجيد بين المادتين البيضاء والرمادية، وهي أمور أهم بكثير من حجم الدماغ بحد ذاته، مضيفة أن العلاقة بين حجم المخ والذكاء خضعت للعديد من المبالغات، سيما أن عناصر أخرى تلعب دورا كبيرا في الذكاء لها علاقة بتركيبة المخ وسلامة كل جزء فيه، علاوة على آلية التواصل بين الأجزاء المختلفة بداخله، قبل أن يخلصوا إلى أن النساء هن اللواتي يتمتعن بذلك. وقالت عائشة السكماتي، "كوتش" في التنمية الذاتية، والمديرة التنفيذية لجمعية "صوت النساء المغربيات"، إن الرجل يدرك هذه الحقيقة، لذلك فهو يحاول بدون ملل، تحقير المرأة، وإسقاطها في فخ فقدان الثقة في نفسها، بل حتى المجتمع يكرس هذه العقلية، لذلك عندما تحصل البنت على نقط أعلى من الولد في مسارها الدراسي، يعيرونه بذلك، ويرددون على مسامعه مرارا "هذه غير بنت وجابت أحسن منك"، ما يخلق أجواء منافسة خبيثة وسلبية، بين الذكور والأنثى، تتغذى من أفكار وأحكام مسبقة أخرى، لتعطي للرجل انطباعا أنه الأذكى وأنه يجب ألا يخسر هذه الصورة سواء في البيت أو في العمل أو أي مجال آخر. وزادت "الكوتش"، أن العقلية الذكورية تدفع الأزواج إلى محاولة إقناع زوجاتهم بأنهن بليدات، وأنهن لا يفهمن في عدة مجالات، بل حتى في الحقل السياسي، تجد هذه الصورة إطارا كبيرا لها، لذلك يحاول السياسيون، العمل بمقولة "شاورها وما ديرش برأيها"، فهم من جهة ينصتون إلى رأيها، ويدركون أنها ذكية، لكنهم لا يأخذون برأيها، حتى لا تظهر حقيقة ذكائها، "باختصار هذا موروث ثقافي يشتغل بكل لوبياته على الحد من ذكاء النساء، لأن هناك تضارب مصالح بين الطرفين، وهناك صراع قديم حول من الأذكى، ويحاول المجتمع تكريس أن الرجل هو الأذكى كما يسعى بكل وسائله إلى الحط من قدر المرأة، حتى لا تتفوق عليه. وإن كانت الأسرة، تقول عائشة، توظف خطاب لوم البنت على الترامي على مجالات يحتكرها الرجل، فإنه في الحقل السياسي أو المهني يحاول الذكور خلق ظروف عمل تعيق تقدم المرأة، "يعقدون مثلا الاجتماعات في منتصف الليل، أو يختارون أماكن بعيدة حتى لا تتمكن المرأة المكبلة أصلا بمهمات أخرى من الحضور، وفرض رأيها، والرسالة هنا واضحة وهي أن النساء قاصرات وقدراتهن محدودة في أغلب المجالات". من جهتها أكدت بشرى عبده، مديرة مركز التحدي للمواطنة، الذي يستقبل نساء من كل الشرائح، إن الملاحظ أن أغلب الأزواج، الذين تستفيد زوجاتهم من دروس محو الأمية، يشجعوهن في البداية على ذلك، غير أنهم "ما أن يلاحظوا بعض التغيير في طريقة تعامل المرأة في البيت، ومحاولة نقلها التجربة التي تلقتها في المركز، عبر ممارسة دور التحسيس والتوعية في تربية الأبناء، بل حتى عند إبداء رأيها في موضوع معين، تتغير طريقة تعامل الرجل". وزادت عبده أن التغيير الذي يطرأ على شخصية الزوجة عند تلقيها دروسا في محو الأمية وفي التحسيس بحقوقها وواجباتها، ووعيها ببعض القوانين، التي تهمها باعتبارها امرأة وزوجة، فإن الزوج يتحجج بضرورة عودتها إلى البيت، وعدم الالتحاق بالجمعية، بل إن منهم من يردد على مسامعها "ضسرتي مللي وليتي كتمشي للجمعية"، "يحاولون إيجاد أي سبب لمنعها من الدراسة، مثلا ينتقد وجبة ما، أو يتهمها بالتقصير في العناية بأولادها وبيتها، وتبدأ المشاكل قبل أن تضطر المرأة إلى الانقطاع عن دروس محو الأمية". وحسب عبده فإن لقاءات صلح أجرتها الجمعية بين أزواج، بينت أن بعض الرجال يعانون عقدة ذكاء الزوجة، "بعد حصص صغيرة في التوعية والتحسيس، يتغير خطاب الزوجة، ويصبح بذلك الرجل في موقف ضعف ليستنجد إما بقوته الجسدية أو بخطاب الحب، دون أن يقدر على إكمال المناقشة حول حقوق زوجته وحقوقه القانونية". ضحى زين الدين

حواء أذكى من آدم… حقيقة علمية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جـــــــديــــــد الســـــوق

الأفضل في قيادة السيارة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات