نعيمة شابة تتحدر من الدار البيضاء، قدمت عند خالتها بأزمور، فاقترحت عليها زيارة الضريح للتبرك من صاحبته. رفضت الشابة اقتراح خالتها لكن بعد إلحاحها وإقناعها بأن الزيارة ستفيدها كثيرا، رضخت لرغبتها ورافقتها في أحد أيام السبت. كان المكان غاصا بالزوار، نزلت من العربة المجرورة وخطت بضع خطوات قبل أن تتوقف. انتظرت خالتها التي أدت واجب نقلهما من المدينة إلى ضريح للا عائشة النهرية. وتوجهتا نحو خيمة مصنوعة من القش والبلاستيك. ولما وقفتا أمامها طلب منهما صاحبها الدخول. كان الضوء داخل الخيمة خافتا وكان الفقيه جالسا في أحد أركانها يضع أمامه مجمرا به نار خافتة ومجموعة من الكتب الصفراء والقوارير وأشياء أخرى. وطلب من المرأتين الجلوس ريثما يفرغ من كتابة حرز بين يديه. وكان يرمقهما خلسة دون أن تنتبها لذلك. وبعد وضع ما كان بين يديه جانبا، وجه الكلام للخالة مستفسرا إياها عن سبب زيارتهما. وشرحت له ما تعيشه ابنة أختها بعد طلاقها من زوجها. تمتم الفقيه بكلام غير مفهوم وقدم للشابة قارورة صغيرة وطلب منها شرب محتواها لثلاثة أيام على أن تعود إليه وحيدة في اليوم الرابع. بعد انتهاء محتوى القارورة، عادت الشابة نحو الفقيه ودخلت الخيمة دون استئذان وجلست قبالته. أمسك من رأسها وشرع في تلاوة بعض التعاويذ وكلام غير مفهوم، والدخان يتصاعد ورائحة قوية تطغى على المكان. أحست الشابة بدوران ولم تعد تعي ما يحيط بها. وبعد مرور دقائق معدودة، وجدت نفسها ممددة فوق فراش صوفي وجسمها يرتعش. انتفضت وغادرت المكان دون أن تنتبه للفقيه. أحمد ذو الرشاد (أزمور)