رسائل إلى من يهمهم الأمر

بلغزال: المصادقة على القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي استباقا لخطوات الخصوم شدد عبد المجيد بلغزال، الباحث المتخصص وعضو المجلس الاستشاري لشؤون الصحراء، في حديث إلى “الصباح”، على أن مصادقة المجلس الوزاري، أول أمس (الثلاثاء)، على القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي، وبروتوكول التعديلات المتعلقة به، “إجراء مسطري عادي”، استبق به عددا من مناورات الخصوم، وبعث به رسائل واضحة، أبرزها جدية رغبته في العودة إلى الاتحاد الإفريقي. وقال عضو “الكوركاس” إن الرسالة الأولى التي بعثتها بلادنا، تتمثل في أن “المغرب وهو يقدم على العودة إلى إطاره المؤسسي الإفريقي، لم يكن يناور سياسيا، عكس ما اعتقده البعض وروج له، من قبيل أنه (غير كايتفلا وماعمرو يرجع)”، مثبتا بذلك أنه “جدي ويعي كل اختياراته الإرادية”. ويأتي ذلك، سيما أن الجزائر وجنوب إفريقيا، حسب بلغزال، وبفعل صدمتهما وتفاجئهما من قرار المغرب، “إذ لم يكن لديهما من الناحية المعلوماتية أو الاستخباراتية ما يشي بأنه يفكر في العودة إلى الاتحاد الإفريقي”، شرعتا في محاولات لتعطيل مسعى المغرب، بالترويج أن الأمر مناورة سياسية ترمي إلى شل الاتحاد الإفريقي. وانطلاقا من ذلك، بعث المغرب بمصادقته على القانون الأساسي للاتحاد، برسالة ثانية، مفادها التأكيد على أن “عودته ليست بهدف شل أو إحداث تناقضات داخل الاتحاد الإفريقي، بل بالعكس المغرب مصر على أن يلعب دورا إيجابيا، بما في ذلك الجلوس إلى جانب بوليساريو على مقعد واحد في الدورات المقبلة للاتحاد الإفريقي”. وفيما كشف المتحدث نفسه أن الرسالة الثالثة، تتمظهر في أن “المصادقة على القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي وتعديلاته، عملية استباقية لوأد وإجهاض المناورات التي يقودها جاكوب زوما، رئيس جنوب إفريقيا، ضد عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، من خلال السعي إلى فرض تأويل خاص للميثاق الإفريقي”، أكد أن المغرب بعث رسالة رابعة، مضمونها “طمأنة الدول التي عبرت عن تفاعل إيجابي مع عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، خاصة الدول التي مازالت تعترف ببوليساريو”. وارتباطا بذلك التطمين، يقتنع يؤكد بلغزال أن المغرب، يثبت بأن “الذي يدفع اليوم إلى تفجير وشل الاتحاد الإفريقي هو التفسير المتغطرس والعدواني الذي يقوده رئيس جنوب إفريقيا، لمساطر استعادة المغرب لعضويته، عبر توزيع الأدوار، مع زوجته رئيسة مفوضية الاتحاد الافريقي، والجزائر، ووزيرة خارجية كينيا، التي أوهموها أن عليها زيارة مخيمات تندوف إذا أرادت الحصول على رئاسة مفوضية الاتحاد الإفريقي”. وإذا كانت “دفوعات الجزائر وجنوب افريقيا، تسير إلى خلق شرخ في الاتحاد الإفريقي”، يقول بلغزال، فإن مصادقة المجلس الوزاري على القانون الأساسي للاتحاد الإفريقي، ولدت مجموعة من الرهانات، يجب السعي إلى كسبها في غضون الأيام المقبلة. ويتعلق الرهان الأول، حسب المتحدث، بـ”النخبة السياسية، إذ عليها الخروج من حالة الشلل ومنطق المحاصصة، بأن تتحمل مسؤوليتها من أجل أن يصادق البرلمان بغرفتيه على قرارات المجلس الوزاري، في أقرب وقت، لأنه علينا ألا ننسى أن الوقت ضيق، لأن انعقاد دورة الاتحاد للبت في طلب المغرب ستنعقد في نهاية الشهر”. ويتجسد الرهان الثاني، في ضرورة أن يسارع المغرب إلى “تكثيف الاتصالات والمشاورات مع كل الدول الإفريقية”، سيما “الدول التي وقعت عريضة تجميد عضوية بوليساريو، علما أن مطلب التجميد ليس قانونيا”، والدول الآنجلوساكسونية التي تعترف ببوليساريو، “لكن تقف على مسافة من النزاع، وهي نيجيريا ورواندا وتانزانيا، ليس من أجل إحداث تخندق مضاد أو (وضع البيضة في الطاس)، إنما لتوليد رؤية وقوة سياسية توقف المناورات التي تقودها جنوب إفريقيا”. تحرر نفسي أوضح بلغزال، بخصوص المخاوف المرتبطة ببعض مواد القانون الأساسي التي يعترف فيها المغرب ببوليساريو، أن “القوة في موقف المغرب اليوم أنه تحرر نفسيا، من كل ما قد يترتب على مواد الميثاق”، مشددا على أنه “يجب أن ندرك جميعا أن المغرب، منذ سنوات وهو يتفاوض مع بوليساريو، تحت يافطة مجلس الأمن والبند السادس، من أجل إيجاد حل سياسي متفاوض عليه”. وشدد المتحدث، على أن المغرب حين يجلس ويصادق على الميثاق بمواده، “يبين أنه جدي جدا من أجل البحث عن حل سياسي متفاةض عليه لقضية الصحراء”، و”اللي كايقول ماخصناش نجلسوا معاهم غير يتوهم”، لأن “هناك مئات التقارير والوثائق المتصلة حول التفاوض بشكل مباشر أو غير مباشر بين المغرب وبوليساريو”، كما قدمت بلادنا “مشروع مبادرة للحكم الذاتي من أجل التفاوض”. امحمد خيي

رسائل إلى من يهمهم الأمر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الراضي مرشح لرئاسة أول جلسة

10 سنوات لرئيس بلدية جرف الملحة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات