النسيج… المتضرر الأول

المصنعون المغاربة اشتكوا استفادة المقاولات التركية من دعم عمومي قوى موقعها التنافسي في السوق لم يجد مهنيو النسيج المغاربة بدا من الاحتجاج على منافسة الواردات التركية، التي أغرقت السوق خلال الفترة الأخيرة، بالتزامن مع محاولاتهم إنجاح منظومات العمل "إيكو سيستيم الموقعة مع وزارة التجارة والصناعة، إذ أفاد مصدر من الجمعية المغربية لصناعة النسيج والألبسة، رفع شكاوى في هذا الشأن إلى الاتحاد العام للمقاولات بالمغرب، لغاية مراجعة اتفاق التبادل الحر، الذي تستفيد منه المقاولات التركية الفاعلة في قطاع النسيج بشكل أساسي، خصوصا ما يتعلق بالرسوم الجمركية وسهولة الولوج إلى السوق، إلى جانب الاستفادة من دعم الدولة التركية، ما يجعلها في موقع تنافسي أفضل من نظيرتها المغربية. ويتحدث المصدر ذاته، عن كبح هذه المنافسة لتطور القدرات التصديرية لمقاولات النسيج المغربية، التي قفزت بزائد 32 % في اتجاه دول الاتحاد الأوربي، خلال الفترة بين 2012 والسنة الماضية، وبزائد 3.5 % مقارنة مع منافساتها التركية، لتصل قيمة إجمالي صادرات النسيج المغربية إلى حوالي 14.7 مليار درهم، بالاستفادة من تراجع حصة الأتراك في الصادرات الأوربية من 13.3 % إلى 12.7 خلال الأربع سنوات الماضية، موضحا أن هذا النمو يظل هشا، بالنظر إلى إستراتيجية المصنعين الأتراك، التي تركز على السيطرة على الأسواق، بشكل تدريجي. وبهذا الخصوص وجهت تركيا خططها الاستثمارية لغزو سوق النسيج المغربية منذ 2004، وكثفت مشاركاتها في التظاهرات والملتقيات المهنية الخاصة، مثل "المغرب- نسيج" الذي تحتضنه البيضاء، إذ تسجل هذه التظاهرة الدولية التي تجمع مهنيي وتجار القطاع، حضور أزيد من 80 مقاولة تركية صغرى ومتوسطة، تنشط في مختلف منتوجات النسيج، وبشكل أقوى في المواد الأولية، علما بأن عرض النسيج التركي ممثل بشكل قياسي ضمن لائحة واردات المملكة من النسيج، خصوصا في ما يتعلق بالمواد الخام. إلى ذلك، يأتي تعزيز التوجه الاستثماري التركي في قطاع النسيج بالمغرب، إلى إستراتيجية المصنعين الأتراك في البحث عن أسواق جديدة لتصريف منتجاتهم، تغنيهم عن الاعتماد على الاتحاد الأوربي، باعتباره أول مستورد، إذ تسبب هذا الأخير بفعل الأزمة الاقتصادية التي ضربت بلدانه في 2008، في شلل 20 % من قطاع النسيج التركي. ويركز مصنعو الأتراك على اقتحام الأسواق المتخصصة في صناعة النسيج كالمغرب، إذ تظهر الإحصائيات الأخيرة، استحواذ القطن على حصة مهمة من واردات المملكة من المواد الأولية، بقيمة مالية تراكمية بلغت 12 مليارا و788 مليون سنتيم، خلال الفترة بين يناير ونونبر الماضيين، في الوقت الذي تحتل فيه الواردات من المواد الأولية "الأزرار والخيوط" المركز الثاني ضمن لائحة المواد الخام المستوردة من قبل المملكة، بقيمة مالية تتجاوز 144 مليارا برسم إحصائيات السنة المذكورة. وكرست تركيا مكانتها في سوق النسيج العالمي منذ سنوات، فهيَ تصدر 176 مليار درهم من منتوجات النسيج والألبسة إلى السوق العالمية، وتستأثر بأزيد من 12 % من الواردات الأوربية. ولا يعزى الامتياز التنافسي التركي إلى انخفاض الأجور (1.80 أورو للساعة)، الذي يضاعف مرتين ونصف الأجر بالمغرب، لكن يكمن بالأحرى في بنية النسيج الصناعي. إذ أطلق الأتراك استثمارات كبرى في سبيل تحديث القطاع، ما مكنَ المصنعين من إيجاد كافة المواد الأولية تقريبا، التي يحتاجون إليها محليا. بدر الدين عتيقي

النسيج… المتضرر الأول

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

شباط ينتظر النطق بحكم بنكيران

سحب "فيتامين دي" وأدوية للصرع من الصيدليات

مقالات ذات صلة