يتشبهون بالنساء ويتجملون بحثا عن زبناء أسخياء ويحرضون المارة على الفساد تتدرج دعارة الشواذ نحو العلن بوتيرة سريعة تنذر باستشراء ظواهر اجتماعية جديدة بشوارع ابتليت بتجارة جنس شاذ، ينافس بشراسة جنسا لطيفا استرخص هويته ومهددا في "مهنته" من قبل ذكور متشبهين بالنساء، يتمايلون في مشيتهم لإثارة انتباه زبناء طامعين في حميمية ذكورية. شباب لم يكتف بممارسة ميولاته الجنسية في أماكن خاصة، بل خرج إلى العلن في تحد مشوب بالحذر، بحثا عن مورد مالي من علاقات جنسية عابرة قد تكون خارطة طريق موغل نحو السجن، كما حال شابين ضبطا متلبسين بممارسة الجنس بحديقة قرب شارع محمد الخامس بفاس، مستغلين ضعف الإنارة العمومية بمختلف ممراتها. وانخرط الشابان المألوف وجه أحدهما بين مرتادي المكان، في حميمية شاذة خلف شجرة، بعدما اتفقا مسبقا على ثمن المتعة، دون أن يدريا أن أعين عنصري فرقة الدراجين، رصدتهما قبل أن تباغتهما في حالة تلبس، دون احترام للموقع والمارة في توقيت كانت فيه الحركة مازالت دؤوبة. مشاهد الإغراء يشخصها مثليون ينافسون عاهرات مسنات أو غدر بهن الزمن، تقتتن من مدخول هزيل من دعارة رخيصة ووضيعة بهذا المكان. الغمز و"البسبسة" سلاحهم لاستمالة زبناء يغريهم الجسد الذكوري، سيما عندما يرخي الليل سدوله وتقل حركة المترجلين بساحة المرور منها قد لا يكون آمنا رغم موقعها الإستراتيجي. عدم التجاوب مع الإغراء بكلمات جنسية فاضحة، قد ينتهي على إيقاع السب، في عملية تتكرر بشكل يومي بالموقع وأماكن أخرى سيما في شارع الحسن الثاني، الذي يتخذه شباب وبينهم قاصرون، مكانا لاستمالة شهوة الباحثين عن اللذة الجنسية في أجسامهم البضة، سيما نهاية كل أسبوع، الذي يعرف فيه الشارع حركة دؤوبة. قرب مقر المحكمة يسير بتأن ثلاثة شباب يفضح لباسهم وتسريحة شعرهم واحمرار وجوههم، شذوذهم، قبل أن يغازلوا شيخا يكشف هندامه هويته القروية، مطلقين قهقهة أثارت انتباه من حولهم، غير آبهين بذلك وعبارات السب المتقاطرة عليهم التي ألفوها منذ كرروا الخروج إلى العلن بحثا عن زبناء. عينة أخرى بينها فتيات سحاقيات، استعمرت ساحة فلورانسا المشهورة باحتضان دعارة رثة منذ عقود، مستعرضين مفاتنهم وأجسادهم التي يجهدون أنفسهم في تجميلها وإبراز المؤخرات بشكل مغر، كما تفعل محترفات الجنس المتهافتات على الزبناء. تتكرر المشاهد نفسها بشارع محمد السادس بشكل وثقه مواطنون سابقا بفيديوهات رصدت سلوكات مقززة وفضائح جنسية فاضحة، فيما تخفي العلب والملاهي الليلية حقائق صادمة، سيما أن بعضها وجهة مفضلة لمثليين داعرين بحثا عن زبناء آخر الليل، عكس الممددين على المقاعد الرخامية بشارع "النخيل". والخطير أن بعض المثليين أبدعوا في لباسهم وهندامهم بشكل يخالهم المارة نساء، كما حال شاب ثلاثيني بدا مهرولا في اتجاه حانة ماشيا بطريقة لا تخلو من غنج، قبالة ساحة مجاورة للسوق المركزي، ما علق عليه شباب من الجنسين، صادفوا مروره، بكلمات لم ترقه ورد عليها بالمثل مستفزا إياهم قبل تواريه عن الأنظار. الأمر كاد أن يتطور إلى حادث مماثل سبق للمدينة أن شهدته قبل نحو سنتين، عندما حوصر متشبه بالنساء، من قبل مارة في ليلة رمضانية قرب ساحة فلورانسا ليلاحقوه مشبعين إياه ضربا وركلا دون أن يسلم حتى بعد ركوبه سيارة أجرة صغيرة، إلى أن أنقذه شرطي بعد احتمائه بقيسارية قرب عمارة الوطنية. هذا الشاب ابن مقاطعة المرينيين، انطفأ نجمه بانتهاء محاكمة شابين اتهما بتعنيفه دون باقي معنفيه، ليختفي عن الأنظار، دون شباب آخرين لم يمنع اعتقالهم ومحاكمتهم وإدانتهم مواصلتهم البحث عن مدخول من مثليتهم، بل إن نسبة مهمة منهم يفضلون الاعتقال والإيداع بالسجن باعتباره مكانا أرحب لمواصلة "المشوار". حميد الأبيض (فاس)