الكريني: رسائل ملكية

< كيف تقرأ دلالات اللقاء بين مستشاري الملك ورئيس الحكومة والدعوة إلى التعجيل بتشكيل الحكومة؟ < أولا، اللقاء بين مستشاري الملك ورئيس الحكومة المكلف، يحيل إلى ثلاث ملاحظات، أولاها أنه يأتي انسجاما مع مقتضيات الدستور، التي تجعل من المؤسسة الملكية الساهرة على ضمان سير المؤسسات الدستورية. ثانيا، الوقت الذي استغرقته مشاورات تشكيل الحكومة، طال أكثر من اللازم، رغم أن المدة غير محددة في الدستور، إلا أنها تعطل عمل العديد من المؤسسات والمصالح. ثالثا، هناك الكثير من الملفات والانتظارات، التي من المفترض أن تنخرط فيها الحكومة الجديدة، والتي لا تنتظر الـتأجيل، سواء في مستوى التشريع أو السياسات العمومية، أو الأوراش التي بدأتها الحكومة السابقة، وتنتظر مواصلتها من قبل الحكومة الجديدة. < ما هو السيناريو الأقرب في نظركم لتجاوز حالة البلوكاج، في ظل التجاذب بين بنكيران وأخنوش؟ < أعتقد أن الدعوة الملكية إلى التعجيل بتشكيل الحكومة، تحمل في طياتها ضرورة استحضار المصالح العليا للدولة والمجتمع، وهي مصالح يفترض في الأحزاب التي ترغب في المشاركة أن تستحضرها، انسجاما مع العديد من الخطب الملكية، وآخرها خطاب دكار، الذي حدد طبيعة الحكومة وبرنامجها، بما يستجيب لانتظارات المواطنين والمؤسسات. وأعتقد أن الدعوة الملكية التي حملها مستشارا الملك، ستدفع مختلف الأطراف إلى تجاوز بعض الحسابات الحزبية الضيقة، التي ساهمت في عدم التوصل إلى التوافق المطلوب. وأعتقد أن الأمر لن يتطلب هذه المرة الكثير من الوقت، بعد الرسالة الملكية الواضحة والصريحة، خاصة أن هناك العديد من القواسم المشتركة بين التجمع والعدالة والتنمية التي يمكن أن تيسر الوصول إلى حلول. < استبعد لقاء المستشارين خيار إعادة الانتخابات الذي ظل الاستقلال يلوح به، ما هي الرسائل التي حملها لقاء بنكيران؟ < إلى حدود الساعة، لم تستنفد جميع الحلول للوصول إلى اتفاق حول التشكيل الحكومي، وأظن أن تدخل المؤسسة الملكية في هذا الوقت بالذات قبل حلول السنة الجديدة، يقطع الطريق على المزيد من الانتظار، ويدعو إلى حل أسرع، بعيدا عن حلول أخرى مكلفة، من قبيل الدعوة إلى إعادة الانتخابات، كما يلوح بذلك الاستقلال، خاصة أن الانتخابات التشريعية مرت في أجواء سليمة، بشهادة الأحزاب والمراقبين المحليين والدوليين. والأكيد أن إعادة الانتخابات مكلفة سياسيا وماليا ولوجيستيا، وقد تعطي انطباعا غير جيد عن مصداقية الفاعلين السياسيين، وفشلهم في التوصل إلى التوافق الذي تتطلبه المصلحة العليا للوطن. والأكيد أن هناك إمكانيات لبلورة تحالف قوي أكثر متانة من الحكومة السابقة، إذا ما استثمر بنكيران الـتأخير الحاصل، والمشاورات المطولة. * أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش أجرى الحوار: برحو بوزياني

الكريني: رسائل ملكية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أكبر حزب معارض في موريتانيا يشيد ببلاغ الخارجية المغربية بعد تصريحات شباط

تجديد التكليف الملكي يستعجل الحكومة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات