الأجساد الأجنبية… الهوس الجديد

الطلب يشتد على المتحدرين من إفريقيا جنوب الصحراء في مراكش، بدأت تتسرب إلى صالونات المدينة وجلساتها، حكاية مثيرة عن منتوج وهوس جنسي جديد، أبطاله "أجساد أجنبية"، كثفت نشاطها في الفترة الأخيرة، حتى باتت فضاءات معينة للسهر ليلا، عناوين معروفة لمن ينشد هذا الهوس. ويتعلق الأمر بشبكات ليل أجنبية، يعد منتوجها أجسادا سمراء من إفريقيا جنوب الصحراء، ذكورا وإناثا، يشكل نشاطهم، أبرز وأحدث تحول يعرفه قطاع تجارة الجنس بالمغرب، ويقبل عليه المغاربة كما الأجانب. واللافت في الأجساد الأجنبية التي تعرض خدماتها الجنسية، وصار وجود بعض العلب الليلية، سواء في مراكش أو البيضاء، مرتبطا بها، أن أغلبها تتمتع بوضع قانوني سوي، إذ ينتمي أغلبها إلى فئة الطلبة الجامعيين، الذين حلوا بالمغرب لطلب المعرفة، وهو الفئة المكونة في مجموعها من 15 ألف شخص، 8000 منهم من إفريقيا جنوب الصحراء. وزيادة على أسلوب العمل التقليدي المعروف بالمغرب، ممثلا في التوجه نحو الفضاءات الليلية لاستدراج الزبائن، تعتمد الأجساد الأجنبية، على التكنولوجيا الحديثة، إذ تعرض نفسها في تطبيقات التواصل الاجتماعي المتخصصة في القوادة، من قبيل "تيندر" و"بادو"، و"كريندر" بالنسبة إلى المثليين. وكما تستقطب الشبكات المحلية زبناءها من الشرق والخليج، تركز الشبكات الأجنبية على الأوربيين، من حيث يأتي رجال ونساء جريا وراء أجساد أجنبية تبيع المتعة على التراب المغربي، ويعد الانسجام الثقافي عاملا مساعدا على الاستفادة والتفاهم دون مشاكل. ويساعد العامل الثقافي نفسه في الانبراء عن الأعين التي تستخبر حول ما يجري في العمارات السكنية بالمدن، إذ في الوقت الذي يسقط المغربي حينما يستدرج ممتهنة جنس إلى منزله بعد وشاية الجيران الذين يعرفون أن ضيفته ليست زوجته، ينجو الأجانب بحكم أن المغاربة يوقرونهم ولا يمنعون عليهم سكن الذكور والنساء في شقق دون عقد زواج. وتروج في المحاكم بعض القضايا التي تكشف نشاطا مكثفا لشبكات الليل الأجنبية بالمغرب، سيما بعض الجرائم التي كان أطرافها مثليون من إفريقيا جنوب الصحراء، ومنها تلك التي تفجرت بالبيضاء، في شتنبر الماضي، وكان طرفاها مثليان من جنسية سنغالية وزبون مغربي. وكانت تلك القضية، تنطوي على تفاصيل مثيرة، إذ أن الزبون المغربي، سعى وراء الخدمات الجنسية للسنغاليين، غير أن المطاف، انتهي به مصورا من قبلهما في مشاهد جنسية، وعرضة للابتزاز المالي في مبلغ قدره 15 ألف درهم، لكنهما سقطا في يد الشرطة بحي لاجيروند بعد نصب كمين لهما. وسبقت تلك الواقعة، بنحو 30 يوما، حادثة أخرى، جرت فصولها بالجديدة، حينما لقي مواطن فرنسي استقر بالمغرب، مصرعه بشقة يقطنها في الجديدة، فقادت الأبحاث نحو ثلاثة متهمين ذكور من إفريقيا جنوب الصحراء، ويمتهنون تقديم خدماتهم الجنسية للمثليين الأجانب. وكشفت الأماكن التي تم فيها القبض على المتهمين، أن نشاطهم يتركز في مدن البيضاء ومراكش والجديدة، إذ تم إيقاف الأول من جنسية إيفوارية وعمره 23 سنة، رفقة زميله السنغالي (25 سنة)، في البيضاء، أما السنغالي الثالث (29 سنة) فقد كان في المدينة الحمراء. وبرر المتهمون حينها سبب قتلهم لزبونهم الفرنسي البالغ في العمر60 سنة وتعريضه لاعتداء جسدي وحشي، بأنه تنصل من دفع المبلغ المتفق عليه أثناء التفاوض عبر تطبيق إلكتروني للدردشة يعتمدونها لاستدراج زبائنهم، في حين تكشف قضايا أخرى، أن نشاط الشبكات الأجنبية يمتد من المتاجرة بالجنس إلى المتاجرة في المخدرات القوية. الاتجار في البشر كثيرا ما أثارت تقارير الأمم المتحدة ووزارة الخارجية الأمريكية ومنظمات دولية كثيرة، قضية الشبكات الأجنبية للاتجار في البشر بالمغرب، فلا يخلو تقرير سنوي، من فقرات تشير إلى وجود أجانب وأجنبيات في المغرب يستغلون في الدعارة من قبل شبكات الاتجار في البشر وتهريبه. وليس البسطاء والكادحات من جنسيات أجنبية وحدهم التحول الوحيد في الليل الأحمر بالمغرب، بل صار أجانب حاملون لرؤوس أموال، الأسياد الجدد لليل بالمغرب، إذ استثمروا في المطاعم والملاهي، كما فضل بعضهم العمل غير القانوني، فاقتنوا شققا حولوها إلى أوكار للدعارة. امحمد خيي

الأجساد الأجنبية… الهوس الجديد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

3 أحزاب لثلاثة سيناريوهات

كولونيل متقاعد يستغل نزيلات خيرية

مقالات ذات صلة