آفاق الشراكة المغربية البريطانية

ما هي الانعكاسات المرتقبة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي على الاقتصاد المغربي؟ سؤال يردده الكثيرون بالنظر إلى اتفاقيات التبادل الحر الموقعة مع الاتحاد الأوربي وحجم المبادلات التجارية المغربية البريطانية. وكان رأي عبد اللطيف الجواهري، والي بنك المغرب، واضحا عندما أكد أن الانسحاب البريطاني ستكون له انعكاسات محدودة على الاقتصاد الوطني، وتوقع أن يتأثر النمو بالمغرب بحوالي 0.1 في المائة. ويرى محللون أن انسحاب المملكة المتحدة البريطانية، الزبون 12 للمغرب، يمكن أن يمثل فرصة بالنسبة إلى المغرب من أجل فتح مفاوضات مباشرة من هذا البلد الأوربي على أساس قواعد جديدة. وتجدر الإشارة، في هذا الصدد، أن المبادلات بين البلدين رغم النمو الذي عرفته، أخيران فإن حجمها ما يزال محدودا، إذ وصلت صادرات المغرب إلى المملكة المتحدة، خلال السنة الماضية، ما يناهز 6 ملايير درهم، أي ما يمثل 2.78 % من إجمالي الصادرات، في حين يستورد المغرب من هذا البلد حوالي 8 ملايير درهم، ما يناهز 2.18 في المائة من إجمالي الواردات. كما أن الاستثمارات البريطانية بالمغرب تظل محدودة، إذ لا تمثل سوى 1 في المائة من إجمالي الاستثمارات البريطانية الخارجية المباشرة. وهكذا، فإن الخروج البريطاني، لن تكون له انعكاسات كبيرة على المدى القصير بالنسبة إلى الاقتصاد المغربي، خاصة أن عملية الانسحاب ستتطلب مرحلة لن تقل عن سنتين.لكن هناك سيناريوهات متعددة، على المدى المتوسط والبعيد، التي يمكن أن تكون لها تبعات على الاقتصاد الوطني، إذ يمكن أن تفضي المفاوضات حول عملية الانسحاب بين الاتحاد الأوربي وبريطانيا إلى خروجها من الاتفاقيات التجارية بين أوربا وشركائها التجاريين والاقتصاديين، الذين من ضمنهم المغرب، من خلال اتفاقية الشراكة والوضع المتقدم. وفي حال انسحابها من هذه الاتفاقية، فإن الصادرات المغربية نحو بريطانيا ستخضع إلى الواجبات الجمركية، خاصة أن المغرب لا تربطه اتفاقيات تجارية ثنائية مع بريطانيا، ما يفرض فتح مفاوضات مباشرة، في هذه الحالة، مع المملكة المتحدة في أفق التوقيع على اتفاقية ثنائية للتبادل الحر. لكن إذا تمكن الاتحاد الأوربي وبريطانيا من التوصل إلى اتفاق شراكة يحافظ على القواعد التجارية بين الجانبين بعد الانسحاب، فلن يطرأ تغيير على الصادرات المغربية تجاه بريطانيا.وفي حال الانسحاب، أيضا، ستتأثر العملة البريطانية، إذ يتوقع أن تنخفض قيمة الجنيه الإسترليني مقابل الدولار والأورو، ما سيخلق صعوبات للصادرات المغربية، التي سيفقدها هذا التراجع تنافسيتها في السوق البريطاني. ومن المنتظر أن يفتح المغرب مفاوضات مباشرة مع السلطات البريطانية للتوصل إلى اتفاقية شراكة شاملة بين البلدين، علما أن المملكة المتحدة ترى في المغرب، أيضا، بوابة من أجل الولوج إلى جنوب غرب الصحراء والبلدان الإفريقية بشكل عام.ع . ك

آفاق الشراكة المغربية البريطانية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

شهر من الانتظار للقاء الحسن الثاني

مطيع يدعو أفراد الشبيبة إلى الجهاد

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات