شهر من الانتظار للقاء الحسن الثاني

صحافيون في ركاب الحسن الثاني كان الملك الراحل الحسن الثاني، دائم التنقل خارج أرض الوطن، في إطار دبلوماسية متنقلة جابت أرجاء العالم. وفي كل زيارة، كان حريصا على أن يصطحب معه ممثلي وسائل الإعلام الرسمية والحزبية والخاصة، بل ويطالع ما أذيع وبث ونشر في الصحف الورقية.من خلال روايات الصحافي المخضرم، محمد نافع، صحافي ورئيس تحرير سابق بيومية "الأنباء" الرسمية، ويشتغل حاليا في أسبوعية "لوريبورتير"، وله مؤلفات بينها "المغرب السعودية، علاقة أخوين"، و"الإمارات علاقة توأمة" و"فؤاد عالي الهمة أو السياسية بطريقة أخرى" بالفرنسية، (من خلال هذه الروايات) نقف على طرائف وقعت بين الملك الحسن الثاني والصحافيين وبعض زعماء العالم.إعداد: أحمد الأرقام كما يعلم المغاربة جميعهم أن الملك وفق الدستور يفتتح دورة البرلمان الجمعة الثانية من أكتوبر كي يوجه خطابه لممثلي الأمة المغربية، وللحكومة معا ولمن يجب من كبار المسؤولين.ويعرف المتابعون لشؤون البرلمان، أن الملك الراحل الحسن الثاني، حينما كان يحل بمقر البرلمان، يلج مكتبه داخل المؤسسة البرلمانية، ولبرهة من الزمن يغادره كي يلقي خطابه المركز على بعض القضايا التي يرى أنها ملحة، إذ يدافع عن حكومته في مواجهة أحزاب المعارضة التي كانت آنذاك شرسة وقوية، بل ويوضح مرامي اتخاذ حكومته لهذا القرار أو الإجراء دون الآخر التي تطالب به قوى المعارضة.وكان يحضر في جلسة الافتتاح الوفد الصحافي المتنوع من مختلف المنابر الإعلامية التي تحصل على بطاقة المرور، وتلج مقر البرلمان بساعتين قبل افتتاح الجلسة، وحدث أن تأخر الصحافي المصور علي عاشور، الذي لا يزال على قيد الحياة، إذ لم يحضر رفقة الوفد الإعلامي لأنه كان في مهمة رسمية، ومع ذلك قرر عدم التخلي عن عمله في هذا اليوم الذي يكون مشهودا. وحينما ولج عاشور القاعة مسرعا، اصطدم بأحد الحراس المحسوب على القصر الملكي الذي انقض عليه ومنعه من التحرك، فحاول عاشور الانفلات من قبضته، والتمس منه تركه وحاله، لكن الحارس رفض رفضا باتا، لكن الملك الحسن الثاني وهو يغادر مقر مكتبه، تابع الحدث، وقال للحارس " أسي طلق من الراجل وخليه يمشي يخدم ". سمع الحارس الكلام، ولم يعرف أنه صدر عن الملك الحسن الثاني، لكن أحد الحراس المرافقين للملك، قال للحارس الذي رفض إطلاق سراح الصحافي، " راه قاليك سيدنا طلق الصحافي خليه يمشي يخدم، واش كتسمع"، التفت الحارس لمصدر الصوت، وقال " أنعام سيدنا" واطلق سراح عاشور الذي أسرع إلى داخل قاعة الجلسات للقيام بواجبه المهني.وفي سياق آخر، طلب الملك الحسن الثاني من مساعديه الإبقاء على الصحافي المصري جلال كشك، في المغرب، معززا مكرما، إذ ظل ينتظر مقابلته طيلة شهر كامل، بفندق حسان بالرباط، وحينما تعب أراد أن يسافر إلى بيروت، وطلب الاستئذان من الملك عبر بعض المسؤولين الذين رفضوا أن يغادر حتى قرر الملك، وبلغة المخزنية " حتى يشاورو عليك" ، وهكذا كان.وتوصل الصحافي كشك بمكالمة هاتفية من القصر الملكي، وكان على الخط الملك الحسن الثاني، الذي أسر له أن لديه مفاجأة سارة له ستعجبه، ولم يكن الخبر سوى إعداد المسيرة الخضراء لاسترجاع الأقاليم الصحراوية المغربية من المستعمر الاسباني . مجلة المسيرة الخضراء أنجز كشك ملحمة المسيرة الخضراء التي استرجع بها المغرب صحراءه، في كتاب تحت عنوان" وقيل الحمد لله " يروي فيه لقاءه الانفرادي مع خطري ولد سيدي سعيد الجماني، وعودته إلى المغرب واستقباله من قبل الملك الحسن الثاني، وعلاقة القبائل الصحراوية التي قدمت الولاء لملوك المغرب بفعل البيعة الدينية، ولم تقدم البيعة للنظام الاشتراكي بالجزائر الذي تدخل في شؤون الصحراء المغربية بحثا عن منفذ يطل على المحيط الأطلسي.

شهر من الانتظار للقاء الحسن الثاني

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جمعة: يجوز الإفطار في سفر المتعة

آفاق الشراكة المغربية البريطانية

مقالات ذات صلة