يعرف الأطباء الباركنسون بأنه عبارة عن اضطرابات تصيب النظام الحركي، وهو مرض ناتج عن موت أو اضطراب أو خسارة خلايا الدماغ المنتجة لمادة «الدوبامين». وسمي هذا المرض ب»باركنسون»، تيمنا بالطبيب جيمس باركنسون، بعدما كتب مقالا، ضمن فيه مختلف أعراض الرعشة اللاإرادية، منذ 1817. ومن بين أعراضه التي يمكن عن طريقها معرفة الشخص المصاب به، رجفة اليد، التي تلاحظ أساسا في حالة استرخاء الجسم. وهناك أيضا تصلب الأطراف، وبطء الحركة، اللذان يعتبران من العلامات المميزة، فضلا عن انعدام التوازن وعدم قدرة المريض على تحقيق استقرار في وقفته. فما هي أسباب الإصابة بالمرض، هل هناك عوامل محددة؟ هل صحيح أن المرض يصيب الفرد غالبا في سن متقدمة؟ كيف السبيل إلى العلاج؟ وهل يمكن التعايش مع المرض؟ أسئلة وغيرها طرحتها «الصباح» على الأطباء المختصين في هذا المرض لتمنحكم أجوبة شافية، كما تم تسليط الضوء عليه من أجل معرفة ما يتوجب فعله قبل فوات الأوان. التعايش مع الإصابة قد يصل إلى 20 سنة الدكتور الزوبي أكد أن المرض يصيب أساسا البالغين خمسين سنة وفي حالات نادرة قد يعانيه أيضا شباب لا تصل أعمارهم إلى 20 سنة نبه منير الزوبي، اختصاصي في أمراض الدماغ والجهاز العصبي إلى أنه رغم أن مرض الباركسون يصيب أساسا الأشخاص في عمر يناهز 50 سنة، إلا أنه قد يصيب أيضا الشباب ممن لا تصل أعمارهم إلى 20 سنة، مؤكدا أن تطور المرض يختلف من حالة لأخرى، وأن الإمكانيات المتاحة للعلاج، تسمح للمريض بالتعايش مع الشلل الرعاشي لمدة زمنية تصل إلى 20 سنة. تفاصيل أكثر في الحوار التالي: < كيف يمكن تعريف الشلل الرعاشي أو "الباركنسون"؟ < الباركنسون هو عبارة عن اضطرابات تصيب النظام الحركي، وهو مرض ناتج عن موت أو اضطراب أو خسارة خلايا الدماغ المنتجة لمادة "الدوبامين". سمي هذا المرض ب"باركنسون"، تيمنا بالطبيب جيمس باركنسون، بعدما كتب مقالا أو رسالة، ضمن فيها مختلف أعراض الرعشة اللاإرادية، منذ 1817. < ما هي أعراض المرض وعلاماته المميزة؟ < هناك عدة أعراض يمكن ملاحظتها على المريض، إلا أن أكثرها انتشارا هي رجفة اليد، التي تلاحظ أساسا في حالة استرخاء الجسم. وهناك أيضا تصلب الأطراف، وبطء الحركة، اللذان يعتبران من العلامات المميزة، فضلا عن انعدام التوازن وعدم قدرة المريض على تحقيق استقرار في وقفته. < هل يشترط أن تظهر هذه الأعراض مجتمعة حتى نقول إن المريض يعاني باركنسون؟ < يجب أن تتوفر على الأقل علامتان من العلامات المذكورة، حتى نفكر في أن المريض يعاني الشلل الرعاشي، وقد تظهر حتى أكثر من علامة عند المريض نفسه، كما أن هناك أيضا علامات أخرى موازية، مرتبطة أساسا بالشعور بالكآبة، وصعوبات في المضغ والكلام واضطرابات معرفية، تخص نقص الانتباه والتركيز وغيرها من المشاكل التي تصاحب المريض بعد إصابته بالباركنسون. < ماذا عن أسباب الإصابة بالمرض، هل هناك عوامل محددة؟ < يشكل مرض الباركنسون غير المرتبط بأي سبب معين "idiopathique"غالبية أنواع مرض الباركنسون التي تم تشخيصها إلى حد الآن. هذا النوع في الغالب يكون راجعا إلى نقص في خلايا الدوبامين أو موتها، غالبا ما يكون ذلك بسبب حدة التوتر، إما جراء صدمة، أو خوف عارم، أو الشعور بضيق شديد (الفقصة). وهناك أيضا أسباب جينية، إذ أثبتت العديد من الدراسات والتحاليل أنه قد تكون الإصابة بالمرض ناجمة عن طفرة جينية، وقد نجد أن المريض بالشلل الرعاشي لديه أحد أقاربه ممن يعانون المرض ذاته. علاوة على ذلك، يمكن أن تؤدي بعض السموم هي الأخرى، سيما المبيدات الحشرية، وبعض أنواع الأدوية، إلى الإصابة بأحد أنواع مرض الباركنسون، الذي يبقى احتمال الإصابة به مرتفعا بشكل أكبر لدى الأشخاص الذين سبق أن عانوا صدمات في الرأس. < هل صحيح أن المرض يصيب الفرد غالبا في سن متقدمة؟ < في الغالب المرض يسجل بوتيرة كبيرة لدى البالغين الذين تصل أعمارهم إلى خمسين سنة فما فوق. هذه الفئة تشكل غالبية مرضى الباركنسون، لكن هذا لا يعني أن المرض يبقى حكرا على هذه الفئة العمرية، بل هناك حالات لأشخاص أصيبوا بالشلل الرعاشي، في عمر 17 سنة، وفي عمر 26، وأيضا آخرون أصيبوا به عن عمر يفوق السبعين سنة. وأشير بهذا الخصوص إلى أن أعراض الباركنسون التي تظهر على الشباب مثلا، تستدعي التفكير في أمراض أخرى مشابهة، من قبيل مرض ويلسون،الذي يهم ترسب مادة النحاس في الكبد. < كيف السبيل إلى العلاج؟ وهل يمكن التعايش مع المرض؟ < هناك نوعان من العلاج، إما عن طريق استعمال الأدوية أو الخضوع إلى الجراحة. ويمكن التأكيد، في ما يخص الأدوية، أن 60 في المائة من الأدوية المخصصة لعلاج المرض الموجودة في دول العالم متوفرة في المغرب، كما أن 80 في المائة منها، هي أدوية يتم التعويض عنها. هذه الأدوية أثبتت نجاعتها وفعاليتها وحققت نسب نجاح مهمة جعلت إمكانية التعايش مع المرض تصل إلى أزيد من 20 سنة، بدون مشاكل، إذا ما تم الالتزام بتعليمات الطبيب ومتابعة الاستشارات الطبية بصفة دورية، كل ثلاثة أشهر. لكن هذا لا يمنع من القول إن هناك مرضى لا يستطيعون تجاوز خمس سنوات، حتى توافيهم المنية، بعد تفاقم المرض، أو إصابتهم بكسر يؤدي إلى الوفاة، علما أن هناك مشاكل ومضاعفات عديدة للمرض، تهم تخثر الدم بسبب قلة الحركة، وهي مضاعفات مرتبطة بوتيرة تطور المرض حسب كل حالة، علما أن مراحل الإصابة بالمرض يمكن تلخيصها في خمس مراحل، أولها بداية المرض، والمرحلة الثانية، تكون عندما يستعمل المريض الدواء، لكنه لا يحتاج إلى مساعدة شخصية، ويمكن القول إنه دخل المرحلة الثالثة عندما يصبح الدواء وسيلة لضمان الحركة، فيما المرحلة الرابعة يكون فيها المريض بحاجة إلى مساعدة بعدما تقل حركته، ويصل إلى المرحلة الخامسة، عندما يصبح طريح الفراش وغير قادر على الحركة. وسيلة العلاج الأخرى هي الجراحة، وإن كان الخضوع لها في المغرب مازال بنسب ضئيلة، ومقتصرا على مدن الرباط والبيضاء وفاس، رغم أنها تبقى وسيلة علاج ناجعة هي الأخرى. في سطور -اختصاصي في أمراض الدماغ والجهاز العصبي. - خريج كلية الطب ببروكسيل. - عضو في رابطة أطباء الجهاز العصبي بالقطاع الخاص بالمغرب. أجرت الحوار: هجر المغلي