محنة الصباح في مقر الفرقة الوطنية وإنصاف القضاء

وزير العدل أمر بالزج بصحافيين في معارك وهمية والقضاء ينصفها من إدعاءات باطلة واجهت "الصباح"، خلال هذه السنة، محنة كشفت للرأي العام أن طريق حرية التعبير ليست مفروشة بالورود، وأن هناك جهات تحن إلى عهد قمع الصحافة واعتقال الصحافيين والزج بهم في معارك وهمية. ولأن "الصباح" اعتادت على مد جسور الثقة بقرائها، فقد مارست مهنتها بكل حياد وموضوعية حينما قررت نشر خبر حول "تنقيل القضاة"، وهو ما لم يرق وزير العدل، محمد الناصري، فوقع على قرار اعتقال الصحافي خالد العطاوي، ورئيس التحرير، خالد الحري من داخل هيأة تحرير الجريدة في سابقة خطيرة سجلت ضمن إنجازات الوزير الحالي.ولم يفطن الوزير إلى أن قرار استدعاء الصحافيين للتحقيق معهما في خبر صحيح، بمثابة التوقيع على صك لترهيب الصحافة الوطنية، إذ عاشت "الصباح" جوا من الترهيب اعتقد الرأي العام أنها ولت إلى غير رجعة، دون أن يدرك "أعداء" الصحافة أن سياسة شد الحبل مع مهنة المتاعب لن تنتهي إلا بانتصار الأخيرة، فهي باقية والوزراء راحلون.من أدلة الإصرار على ترهيب الصحافة أن القضية تكلفت بها الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، علما أن أي شرطة قضائية يمكن أن تستمع إلى الصحافيين، إلا أنه بدا أن هناك اتجاها للضغط على الصحافة بإحالة المف على فرقة اختصت في قضايا الإرهاب وتهريب المخدرات على الصعيد الدولي وقضايا الفساد الكبيرة، فالرسالة كانت واضحة جدا أن الحق في الوصول إلى المعلومة ونشرها، لا يعفيان من الخضوع إلى رقابة جهاز الشرطة، في حين تكلفت أقلام "زملاء" بإعداد ساحة الإعدام ونصب المشنقة لحرية التعبير.. قصة طويلة انتهت لكنها، لحسن الحظ، كشفت عن هوية تلك المنابر الصحافية أمام الرأي العام وهوية مسؤولين يفضلون سياسة العصا لتطويع الصحافة المستقلة.ابتدأت رحلة المحنة حين اقتحم ثلاثة عناصر من الفرقة الوطنية للشرطة القضائية مقر الجريدة لاعتقال الزميلين، ومدعين وجود قرار من الوكيل العام للملك بالبيضاء، وتم التوجه بهما، في حدود الساعة الواحدة بعد الزوال، إلى مقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بحي المعاريف، معلنين بداية مسلسل طويل من الاستنطاق والضغط النفسي الرهيب (مع سمو أخلاق الضباط باستثناء أحدهم).بدأ مسلسل الاستنطاق الرهيب بحجز الهاتفين المحمولين وتكليف مختصين باستخراج كل البيانات التي يتضمنها وتحديد هوية أصحاب الأرقام الهاتفية التي تحتفظ بها ذاكرة الهاتف، وحين فشلوا في العثور على خيط يقودهم إلى هوية المصدر الذي زود "الصباح" بالمعلومات ، بدأ مسلسل الضغط النفسي بالتهديد بالاعتقال وقضاء مدة طويلة بمقر الفرقة، والتدقيق في الحساب البنكي للزميلين وممتلكاتهما، بل التباهي بمعرفتهما تفاصيل الحياة الخاصة للصحافيين، والإصرار على معرفة المصدر مهما كلف الأمر:"والله ما تخرج من هنا حتى تقول شكون لي عطاك الخبار"، كما قالها زعيم المحققين وهو يرغد ويزبد، فيما تكلف ضباط آخرون بالاستماع فقط وطرح أسئلة بأسلوب مهذب، وآخرون لا يتكلمون ويسجلون في ذاكرتهم كل الأجوبة، وفي لحظات تشنج استقدم بمحقق بدأ يستعمل كل ألفاظ التهديد، بل أعلن استعداده الدخول في مواجهة مع الصحافي قبل أن ينسحب من القاعة إلى الأبد بعد أن تبين أن مزيدا من الضغط قد يقود إلى مالا تحمد عقباه.إنها مجرد ملخص لساعات طويلة لمحنة كشفت أمام الرأي العام ضيق أفق محركي القضية والاتهامات الباطلة لجريدة المساء التي أدانتها هيأة المحكمة في القضية نفسها بنشر خبر زائف بعد رفض باطرونها الحضور لتقديم أدلة على ادعاءاته. الصباح

محنة الصباح في مقر الفرقة الوطنية وإنصاف القضاء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

آيت إيدر... يروي حكاية الوطن

11 شمعة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات