بروفايل: بودربالة… موسيقي احترف التمثيل

عندما كان عزيز بودربالة لاعبا في الوداد الرياضي، عُرف عنه ميله إلى الموسيقى، لكنه احترف كرة القدم في أوربا، ولم يحترف العزف على آلة العود التي كان يعشقها، وبعد اعتزاله، احترف التمثيل، ولم يحترف الموسيقى. وإذا كان الاحتراف في ناد أوربي كبير هدف عزيز بوردبالة منذ بداية مساره الكروي مع الوداد، ثم وهو يخطو خطواته الأولى في المنتخب الوطني، فإن دخوله مجال التمثيل كان عن طريق الصدفة، بعدما كان يأمل تحقيق نجاح في مجال الموسيقى.يقول بودربالة «أمنيتي منذ البداية كانت أن أحقق شيئا في الموسيقى، ولم يكن مبرمجا أن أشتغل في التمثيل (في سلسلة الفريق)، لكن بعد قراءتي السيناريو قررت الانطلاق، وقلت لماذا لا أدخل الآن التجربة من جل الاشتغال في السينما».ويضيف «عُرض علي خلال السنوات الماضية الكثير من السيناريوهات من طرف مغاربة وأجانب، كمحمد فؤاد، الذي أصر علي في التمثيل أو الظهور ضيف شرف، لكني رفضت، لأن الفكرة لم تكن اختمرت بعد مثلما هي الآن». رغم قضائه أكثر من 24 سنة في ملاعب كرة القدم، وتجوله في أكثر من بلد، فإن عزيز بودربالة يعترف بأن أغلب أصدقائه من الفنانين، وليسوا «كوايرية»، كما يعترف بصداقته للفنانة المصرية يسرى، وإعجابه بفاتن حمامة، إذ يقول «أنا من عشاق فاتن حمامة بشكل كبير، التقيتها سنة 1986 وانطلقت العلاقة، وقالت عني في أحد الحوارات «عزيز العزيز».عزيز بودربالة، الذي عُرف بسلاسة لعبه، ومرونته في المراوغة، يعترف بصعوبة التمثيل مقارنة مع كرة القدم، فـ «التمثيل يتطلب تركيزا ومجهود كبيرين، الله يحسن عون الممثلين، وأعتقد أن التركيز في الكرة يكون لمدة قليلة لا تتجاوز ساعة أو ساعتين قبل المباراة، أما الممثل فيكون أمامه حوار وعليه أن يعرف ماذا يقول وكيف يعبر عن الرسالة التي يرغب في تمريرها، كما أن في الكرة هناك سيناريوهات كثيرة، وفي الفن هناك سيناريو واحد».لكن بين عزيز بودربالة اللاعب وعزيز بودربالة الممثل محاولات لاحتراف التدريب، لم تخرج من نطاق المحاولة، إذ عمل في الطاقم التقني للوداد الرياضي والمنتخب الوطني وبرنامج القدم الذهبي، كما عمل مساعدا للمدرب السويسري شارل روسلي في فريق العربي القطري، لكن سرعان ما غادر منصبه بعد استقالة صديقه روسلي، بسبب مرض ابنته.وكتبت حينها صحيفة الراية القطرية أن هناك مبادئ تحكم بودربالة في عمله الكروي، فهو جاء إلى الدوحة للعمل مع روسلي، ويصعب عليه العمل مع غيره، فيما قال هو للصحيفة نفسها «قد لا أعمل بالحماس نفسه مع مدرب آخر، وهذا ما لا أقبله لنفسي وللعربي».رأى عزيز بودربالة، واسمه الكامل عزيز الإدريسي بوردبالة، النور في 26 دجنبر 1960، بالمدينة القديمة بالدار البيضاء، من أسرة تتحدر من منطقة عين أباينو بمنطقة شيشاوة.وفي المدينة القديمة، ظهر عشق بودربالة للموسيقى، فالتحق بمعهد دار الشباب الزرقطوني، دون أن يمنعه ذلك من ممارسة كرة القدم، إذ انضم إلى بالوداد، بعدما كان قريبا من الالتحاق بالرجاء.وفي الوداد، تألق عزيز، وحقق إنجازات وألقابا عديدة، منها الفوز بثلاثة كؤوس للعرش ولقبين للبطولة الوطنية وكأس محمد الخامس، قبل أن ينادى عليه إلى المنتخب الوطني منتصف الثمانينات، ليكون ضمن المجموعة التي بلغت ربع نهائي مونديال المكسيك سنة 1986.واحترف بودربالة بنادي سيون السويسري، الذي قضى معه أربعة مواسم، فاز معه خلالها بكأس سويسرا سنة 1986، وقاده إلى ربع نهائي كأس أوربا للأندية البطلة في السنة نفسها، قبل أن يغادره إلى ماتراسينغ الفرنسي، فلعب له موسمين، ثم التحق بأولمبيك ليون الفرنسي، وقضى معه موسمين أيضا، انتقل بعدها إلى ايستوريل البرتغالي، الذي لعب له موسما واحدا، ثم عاد إلى سويسرا، حيث لعب لفريق سانغال موسمين، وساهم في صعوده إلى الدرجة الأولى.وعاد عزيز بودربالة بعد ذلك إلى الوداد، إذ خاض معه موسما وحدا، توجه بالفوز بكأس العرش، ثم اعتزل الملاعب، وعاد إلى سويسرا لدراسة التدريب، إلى أن حصل على شهادة بهذا الخصوص.عزيز بودربالة، المتزوج من سويسرية، والأب لثلاثة أبناء، هم حنفي وياسين وكامل، يشرف على مشروع استثماري في مدينة الدار البيضاء، يملأ به ما تركه له التمثيل من وقت.عبد الإله متقي

بروفايل: بودربالة… موسيقي احترف التمثيل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

طرائف "الصباح"...رياضة يومية

بودربالة...المايسترو في قاعة تحرير

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات