الصحة… القطاع العليل

هزالة الميزانية وضعف الموارد البشرية ونقص التجهيزات والبرامج تغطي على الإصلاحات الضئيلة للحكومة يحتفي المغرب، اليوم (الخميس)، باليوم العالمي للصحة الذي يصادف السابع من أبريل كل سنة، تعتبره المنظمة العالمية للصحة مناسبة للتحسيس بمخاطر مرض من الأمراض وتنظم حملة تعبئة دولية لمحاربته والوقاية منه، بتنسيق مع الحكومات والقطاعات والمؤسسات المعنية. ورغم أهمية التحسيس بمخاطر داء السكري الذي يصيب مليوني مغربي يتجاوز سنهم العشرين، ونوعية الإستراتيجية التي قدمتها وزارة الصحة للتصدي لهذا المرض الفتاك، فإن الاحتفاء باليوم العالمي للصحة يشكل، بالنسبة إلى عدد من الفاعلين، مناسبة لتقييم حصيلة الحكومة في المجال الصحي خلال الخمس سنوات الماضية، ورصد المنجزات والوقوف على بعض الاختلالات والنقائص في قطاع مازال يشكو أنواع الأمراض المزمنة، ويحتاج إلى جلسات علاج بالصدمات حتى يستعيد وعيه. الوردي يثمن حصيلة وزارته وزير الصحة يقر باختلالات البنيات التحتية والتجهيزات البيوطبية في الوقت الذي تتعالى أصوات الانتقادات ويدق مختلف الفاعلين في المجال الصحي أجراس الإنذار حول تدهور منظومة الصحة، يثمن الحسين الوردي، وزير الصحة، في كل مناسبة تتاح أمامه، حصيلة وزارته التي يصفها ب"الإيجابية"، سيما في ما يتعلق بالسياسة الدوائية والمستعجلات الطبية والصحة النفسية والعقلية، والبنيات التحتية بالمستشفيات العمومية، ونسبة الولوج إلى العلاج.وكان عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، نوه بدوره، بالتقدم الحاصل بقطاع الصحة، مشيرا خلال إحدى الجلسات الشهرية المتعلقة بالسياسات العمومية، أن حكومته بادرت إلى رفع الاعتمادات المخصصة لهذا القطاع من 10,89 ملايير درهم سنة 2011 إلى 14,28 مليار درهم سنة 2016، فضلا عن تعزيز الموارد البشرية للقطاع الذي استفاد من 13 ألفا و691 منصبا ماليا خلال الفترة 2012-2016.لكن الحصيلة الإيجابية التي تتباهى بها حكومة بنكيران، لا تجعل وزير الصحة ينفي وجود مجموعة اختلالات ونقائص، يقر بنفسه أن المنظومة الصحية تعاني تبعاتها، تكمن أساسا في البنيات التحتية والتجهيزات البيوطبية، علاوة على النقص الحاد في الموارد البشرية، بالإضافة إلى مشاكل التدبير والحكامة، "التي نسعى تدريجيا إلى إيجاد الحلول المناسبة لها، علما أن هذا القطاع يبقى دائما مفتوحا أمام مزيد من الإصلاحات"، يقول الوزير في أحد لقاءاته الصحافية.أبرز المؤشرات التي يستند إليها وزير الصحة لتثمين حصيلة القطاع، تكمن في تعميم نظام المساعدة الطبية، وتوسيع العرض الاستشفائي بتعزيز شبكة المستشفيات وتأهيل المستشفيات العمومية وتحسين خدماتها، علاوة على السياسة الدوائية التي سنتها وزارتها، وعيا منها بالأهمية التي تكتسيها الأدوية في الولوج للعلاجات، ما جعلها تقرر تخفيض أسعار حوالي 1800 دواء إلى متم شتنبر الماضي، ورفع الميزانية المخصصة للأدوية، توسيع لائحة الأدوية المقبول إرجاع مصاريفها وتمكين المؤمنين بالتالي من الولوج للأدوية المخصصة لمختلف الأمراض، خاصة الأمراض المزمنة والمكلفة.وبخصوص جهود الوزارة في مجال الصحة النفسية والعقلية، أبرز الوردي أنه تم الشروع في العمل بمستشفى كبير في وجدة وآخر في مراكش مزودين بتجهيزات ذات جودة عالية، كما تم إحداث ست مصالح مندمجة في جميع المستشفيات على الصعيد الوطني، كما تم رفع عدد التكوينات وتحويل معاهد تكوين الممرضات والممرضين إلى معاهد عليا للتمريض وإحداث سلك الماستر والإجازة والدكتوراه في هذه المهنة، بالموازاة مع إعداد مشاريع قوانين تهم نظام الممرضات والممرضين ونظام المولدات والتقنيين، بمن فيهم صانعو الأسنان، ونظام العاملين في مهن الترويض الطبي.وبعد أن أنهى الوزير معركة فتح المصحات الطبية في وجه المستثمرين من غير الأطباء، انتقل إلى مجال المستلزمات الطبية، الذي أكد في عدة لقاءات وتصريحات سابقة، إنه يعرف فوضى عارمة، ما جعل الوزارة تنكب على إعداد مرسوم يقضي بتخفيض ثمن هذه المستلزمات، وتنظيمها أكثر.وفي ما يتعلق بالقطاع العمومي، أبرز أن الوزارة أعطت دفعة قوية للبنيات التحتية من قبيل بناء المستشفيات الجامعية، كما اعتمدت مخطط التنمية الصحية في الأقاليم الجنوبية، منبها إلى أن التغطية الصحية الشاملة، هي السبيل الوحيد لتقديم خدمات طبية ذات جودة لكافة المواطنين، تغطية صحية، صارت تشمل الطلبة أيضا وفي طور التفعيل بالنسبة إلى أصحاب المهن الحرة، ذلك أن الوزارة بصدد وضع اللمسات الأخيرة على طريقة الأداء والاقتطاع وتنظيم المستفيدين من التغطية الصحية.هجر المغلي

الصحة… القطاع العليل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

نقص الممرضين معضلة :الصالحي

احتجاج أصحاب الطاكسيات على طرقات سيدي بنور

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات