أغاني الإلترات… عنف الخطاب والشعارات

مقاطع تشجيعية لأنصار الفرق الرياضية تحرض على الكراهية رغم الحضور اللافت الذي صارت توقع عليه الإلترات أو الجماعات التشجيعية، خلال السنوات الأخيرة، سواء بالإيجاب من خلال اللوحات التي ترسمها في مدرجات ملاعب كرة القدم، أو سلبا من خلال تورط الكثير من أفرادها في أحداث شغب وعنف، فإنها لم تخضع للبحث وتحليل نظمها وتفكيك بنيات خطابها المُصرّف عبر وسائل شتى، من قبل المختصين.وقفزت الألترات إلى الواجهة، نهاية الأسبوع الماضي، بعد أحداث الشغب التي أعقبت مباراة الرجاء البيضاوي وشباب الريف الحسيمي، وتحولت المدرجات التي احتضنت جمهور الفريق البيضاوي إلى ساحة حرب مفتوحة بين الفصائل المكونة له، وبلغ العنف مداه بأن حصد أرواحا وخلف جرحى ومعطوبين ومرميين خلف قضبان السجن.الجميع تساءل أين كان هذا العنف كامنا؟. وكيف لجمهور محسوب على فريق واحد وفي غمرة انتشائه بفوز الفريق وذكرى تأسيسه، يكشر عن أنيابه وينكفئ على جسده نهشا وتقطيعا، ويقوم بحركات "هاراكيري" عبارة عن تقطيع ذاتي لأوصال الجسد الواحد؟.العنف الذي تفجر ليلة "السبت الأسود" عبر عن نفسه في مناسبات عديدة سابقة وبأشكال مختلفة، لم تلتقط في حينها بالجدية اللازمة، بدليل أن الإجراءات الفوقية المتخذة لم تزد الوضع إلا استفحالا، ما دامت الظاهرة أصلا لم تخضع للتحليل ولم ينزل المهتمون بها من أبراجهم العاجية لاختراق مكونات هذه الفصائل والوقوف على الكيفية التي تفكر بها، وتعبر عن شحنات المشاعر المتناقضة التي تتوزع أفرادها وتجعلهم يرتبطون بالفرق التي يشجعونها بشكل صوفي، يجعلهم مستعدين لفعل أي شيء من أجل المبادئ والأفكار التي يعتنقونها.وقد أفرزت الألترات، منذ ظهورها بالمغرب قبل أزيد من عشر سنوات، أشكالها التعبيرية التي تتضمن جانبا من طرائق تفكيرها، والتي لا تخلو في الكثير من الأحيان، من صور تحيل على مخزون العنف الكامن فيها، أبرزها الأغاني والمرددات التي تجهر بها حناجر الجماهير المشجعة للفرق الرياضية والتي تكشف عن رسائل خطيرة لا تخلو من تهديدات مباشرة ولا تتورع عن تبني العنف منهجا وأسلوبا في تدبير الاختلاف.وباستعراض نماذج لبعض أغاني الإلترات يقف المتأمل لها على الطريقة التي تصاغ بها هذه الأغاني التي تمتح أسلوبها من الواقع اليومي للمراهقين والشباب، ولا تخلو في بعض الأحيان من طرافة وفي أخرى من تحريض صريح على العنف والخروج على الأعراف والتقاليد والقوانين.فالكثيرون رددوا مع جماهير فريق الرجاء الجملة الشهيرة التي تقول "عايشين عيشة مهبولة/ خارجين على قانون الدولة" أو "لو كان عندي الفرادة/ كون تيريت فاللعابة...".وفي مقاطع أخرى تكشف فئة من الجماهير الخضراء عن نزوعها إلى العنف في تدبير الخلاف مع الخصوم حين يقولون "خليك بعيد يا حكومة/ حنا نوصلو معاهم فين بغاو/ الليلة لحسابات يتصفاو/ ما يهموناش لي كونسيكونس (أي النتائج)/ والله ما يهمنا اللي يصرا/ كي عكاشة كي لومبيلانص/ الحياة عندنا كي المقبرة...".كما لا تخلو المرددات التشجيعية لبقية الفرق الأخرى منها الوداد من شحنة العنف التي يصرفونها من خلال الأغاني التي تردد في المدرجات، منها المقطع الذي يقولون فيه "وليدات الحمرا/ شي الكيرا والصعرة/ وكاميكاز ما كايخافوش/ وحالفين بربي ما يحشموش..." أو المقطع القائل "العوافي راها شعلات/ الحكومة تزرّات/ الصحافة والكاميرات/ الحقيقة راها تعرفات...".عزيز المجدوب

أغاني الإلترات… عنف الخطاب والشعارات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الحرب على "الهوليغانز"... الدرس الأوربي

دماء المدرجات تفرقت بين الوزارات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات