بان كي مون يطلق مسيرة جديدة للوحدة الوطنية

أحزاب تطالب بمساءلة الأمم المتحدة وتندد بفشل الأمين العام في اقتراح حلول للنزاع حملت الدورة الاستثنائية لمجلسي البرلمان، المنعقدة أول أمس (السبت) رسائل إلى المنتظم الدولي، وإلى الأمم المتحدة بأن المغرب يرفض بقوة المس بوحدته الترابية، من أي جهة حتى وإن كانت الأمم المتحدة، لأن قضية الصحراء قضية الشعب المغربي برمته.وأكد عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة أن المغرب، مواطنين ومؤسسات وأحزاب ونقابات ومجتمعا مدنيا وفعاليات حقوقية ومجتمعية، يقف وقفة جسد واحد، حين يتعلق الأمر بالوحدة الوطنية. ووصف رئيس الحكومة تصريحات بان كي مون بالتطاول الخطير، الذي سبقته خروقات منذ تعيين كريستوفر روس، مبعوثا أمميا خاصا، إذ حاول التدخل سنة 2012 مباشرة في مفاوضات صياغة قرارات مجلس الأمن، وهو ما اعتبر آنذاك سابقة اضطرت المغرب إلى سحب ثقته منه، بالإضافة إلى الإيعاز بفكرة توسيع صلاحيات مينورسو، وصياغة تقرير مجحف أحدث أزمة جديدة مع الأمانة العامة، تلاها الاتصال الهاتفي بين الملك والأمين العام، تم خلاله الاتفاق على الالتزام بالمعايير المحددة من قبل مجلس الأمن، أي تسهيل مفاوضات بين الأطراف للوصول إلى حل متفق عليه.وكشف بنكيران كيف أن الأمين العام للأمم المتحدة تغاضى عن إثارة قضية الخروقات المكثفة لحقوق الإنسان وحقوق اللاجئين التي ارتكبت في مخيمات تندوف بالجزائر، واختطاف أزيد من 150 امرأة، واحتجازهن في مخيمات تندوف، أثناء زيارتهن لأسرهن.وانتقد رئيس الحكومة إعلان بان كي مون حديثه عن تنظيم مؤتمر لمانحي المساعدات للمحتجزين في تندوف، وإغفاله الحديث عن إحصائهم، والذي دعا إليه بنفسه في العديد من تقاريره.وأكد أن بان كي مون تجاوز الأهداف التي حددها لزيارته، وتمادى إلى درجة استعمال لفظة «الاحتلال» لوصف استرجاع المغرب لأقاليمه الجنوبية، و»هي سابقة في قاموس الأمم المتحدة في تناولها لملف الصحراء المغربية، إذ لا تستند لأي أساس سياسي أو قانوني، ويعتبر استحضارها في هذه الحالة مخالفا للقانون الدولي وللأعراف المعمول بها».وأجمعت الفرق والمجموعات النيابية بمجلسي النواب والمستشارين على أن تصريحات الأمين العام الأممي، تشكل انحرافا خطيرا عن نبل أهداف ورسالة منظمة الأممية، وخروجا عن روح ميثاقها. واعتبر العدالة والتنمية أن تصريحات بان كي مون تمثل خروجا مفضوحا عن وازع التجرد والسعي إلى خدمة السلم والاستقرار في المنطقة، مؤكدين أن زيارته للمنطقة العازلة في الأقاليم الجنوبية المغربية، تشكل أيضا استفزازا لمشاعر الشعب المغربي الذي انخرط في كل المبادرات الأممية لإيجاد حل نهائي لملف الصحراء.وأكد الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس النواب والمستشارين، أن زيارة بان كي مون لمنطقة بئر لحلو التي توجد بالتراب المغربي، انزلاق خطير ومس كبير بالوحدة الترابية للمملكة.وأشار حمدي ولد الرشيد إلى أن أي قرار يمس السيادة الوطنية قرار مرفوض شكلا ومضمونا، مشددا على أن الصحراء مغربية وستظل مغربية أحب من أحب وكره من كره، رغم كيد الكائدين.وسجل عزيز بنعزوز باسم الأصالة والمعاصرة أن مواقف بان كي مون ضرب جلي وفي الصميم لمصداقية منظمة الأمم المتحدة ولمساعيها من أجل إيجاد حلول ملائمة للخلافات الدولية، داعيا إلى مساءلة المسؤول الأممي، بسبب خرقه لأعراف الأمم المتحدة.وشدد التجمع الوطني للأحرار على أن التصريحات الأخيرة لبان كي مون تشكل انحرافا خطيرا عن رسالة الأمم المتحدة وخروجا عن روح ميثاقها التنظيمي، ومحاولة للتغطية على فشله طيلة ولايتيه على رأس المنظمة، في إحراز تقدم ملموس في تسوية النزاع المفتعل بالصحراء.وأضاف عبدالوهاب بلفقيه، باسم الاتحاد الاشتراكي، أن المغرب الذي سيبقى متشبثا بصحرائه، انخرط في تنزيل مسلسل الجهوية المتقدمة، وأطلق مبادرات تنموية ضخمة في المنطقة، كان على الأمين العام الأممي الإشادة بها، بدل معاكسة الوحدة الترابية للمملكة. وأكد أن مواقف الأمين العام تعاكس بشكل جلي المبادرات التنموية التي أطلقها المغرب في الأقاليم الجنوبية، وتضرب وازع الحياد الذي يفترض أن يعتمده مسؤول أممي في قضايا من هذا القبيل.وشدد ادريس الراضي باسم الاتحاد الدستوري على أن زيارة بان كي مون لبئر لحلو، وإطلاق تصريحات منحازة، أسلوب متعمد للإساءة لمشاعر الشعب المغربي، وعمل مفضوح لإجهاض أي مساع لإنهاء النزاع المفتعل، مؤكدا أن الخطوات التنموية بالأقاليم الجنوبية هي أحسن رد على المناورات الدنيئة لخصوم المغرب.واعتبر الحركة الشعبية تصريحات الأمين العام الأممي، تجاهلا فظيعا للحقائق التاريخية بشأن ملف الصحراء، ولمقترح الحكم الذاتي، مسجلا أن بان كي مون تعمد تجاهل حقائق التاريخ، وإغفال دور المملكة قاعدة للاستقرار وقوة إقليمية أساسية ذات دور كبير في حفظ الأمن، وفي محاربة الإرهاب الذي يشكل تهديدا كبيرا بمنطقة الساحل والصحراء.وقال رشيد روكبان باسم فريق التقدم الديمقراطي إن تصريحات بان كي مون، عمل منحاز لا يليق بمسؤول أممي، وتراجع عن الالتزامات والضمانات ذات الصلة التي تم التعهد بها من قبل منظمة الأمم المتحدة.وأعرب ممثلو الاتحاد العام لمقاولات المغرب، والكنفدرالية الديمقراطية للشغل والاتحاد المغربي للشغل، والمجموعة النيابية لتحالف الوسط، عن شجبهم لتصريحات بان كي مون ، معتبرينها ضربا لميثاق الأمم المتحدة وتساهلا مفضوحا مع ابتزاز دولة وهمية.برحو بوزياني مناورات فاشل شجب أعضاء مجلسي النواب والمستشارين المواقف المنحازة وغير المسؤولة للأمين العام للأمم المتحدة، معتبرين أن هذه التصريحات «تشكل انحرافا خطيرا عن نبل أهداف ورسالة وطبيعة منظمة الأمم المتحدة، وخروجا عن روح ميثاقها المؤسس وعما راكمته من أعراف وقواعد في مجال التجرد ومن سعي إلى خدمة السلم والاستقرار عبر العالم».واعتبر بيان باسم المجلسين أن الانحراف المتعمد من الأمين العام، هو محاولة للتغطية على فشله طيلة ولايتين على رأس المنظمة، في إحراز تقدم ملموس في تسوية النزاع، وهو إرضاء مدان للأطراف التي تعادي حقوق المغرب الثابتة في سيادته على أقاليمه الجنوبية.وأكد البيان أن تصريحات الأمين العام تتجاهل الحقائق التاريخية بشأن ملف الصحراء، ومنها مواقف الأمم المتحدة، خاصة منذ 2008 في أعقاب تقديم المغرب لمقترح الحكم الذاتي واعتباره من طرف المنتظم الدولي بالمقترح الجدي والواقعي والذي يشكل أرضية للتفاوض، خاصة بعد أن تأكد عدم قابلية الاستفتاء للتطبيق. وأوضح البيان أن مفهوم «تقرير المصير» الذي جعل منه أعداء الوحدة الترابية للمملكة شعارهم المقدس، لا يعني بالضرورة الانفصال، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يناقض حق الدول في استكمال وحدتها.

بان كي مون يطلق مسيرة جديدة للوحدة الوطنية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ثلاثة أسئلة: من أجل خارطة طريق موحدة

الديناصورات العقارية تهزم "بيجيدي" بطنجة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات