5000اعتراض على تصميم التهيئة الذي أغنى الغني وأفقر الفقير كشف مشروع التهيئة الذي سيرهن طنجة لعشر سنوات المقبلة، عن انخراط أطراف لها علاقة بالإعداد له في لعبة "اعطيني نعطيك" من خلال السماح للديناصورات العقارية ببناء مشاريعها العقارية، فيما نزلت "العصا" على مواطنين فقراء، سيتم تحول أراضيهم إلى فضاءات خضراء ومرافق عمومية.وعلمت "الصباح" من مصدر في الوكالة الحضرية بطنجة، أن عدد الاعتراضات على مشروع التهيئة الذي سيغني الغني، ويفقر الفقير، وصل إلى 5000 اعتراض توجد الآن فوق طاولة اللجنة المركزية للتعمير. ويراهن المتضررون من تصميم التهيئة الذي تولى مكتب دراسات معروف في الرباط إخراجه إلى الوجود، على حكمة وتبصر ادريس مرون، وزير التعمير من أجل إرجاع الأمور إلى نصابها، وإلحاق الهزيمة بكبار أباطرة العقار الذين نجحوا بطرق مختلفة في تجنيب عقاراتهم من أي سوء. ويأتي سكان مقاطعة بني مكادة ومنطقة سيدي ادريس في مقدمة المتضررين. وعاينت "الصباح" نهاية الأسبوع الماضي، امرأة تلج مقر البلدية التي يرأسها البشير العبدلاوي من "بيجيدي"، وهي تصيح وتبكي، احتجاجا على تحويل وعاء عقاري تملكه إلى منطقة خضراء في مشروع تصميم التهيئة الجديد، بعدما نجح جار لها في الإفلات من المصير نفسه بقدرة قادر، بعدما كان هو من سيؤدي الضريبة، قبل أن تنقلب الأشياء رأسا على عقب في ظروف غامضة. وبدل أن ينهض "بيجيدي" من خلال رئيس المجلس ورؤساء المقاطعات للدفاع عن المواطنين الفقراء الذين كانوا من أولى ضحايا تصميم التهيئة للمدينة الذي أنجز على مقاس نافذين وأثرياء وديناصورات عقارية، بدأ يسرب معلومات من خلال موظفين في قسم التعمير، تفيد أن الأراضي التي تم تحويلها إلى مناطق خضراء ومرافق عمومية في تصميم التهيئة الجديد، باعها منعشون عقاريون اشتهروا بإنشاء تجزئات سكنية بطريقة سرية، وبتواطؤ مكشوف مع منتخبين سابقين وبعض رجال السلطة الذين غادروا طنجة صوب مدن أخرى. ورفض "بيجيدي" في مجلس المدينة إرجاء مناقشة نقطة مشروع تصميم التهيئة إلى حين انتظار جواب اللجنة المركزية التي ستنظر في نحو 5000 طعن، وهو الطلب الذي سبق لفريق "البام" أن تقدم به أخيرا، لكن البشير العبدلاوي، عمدة المدينة رفضه. وفي الوقت الذي كان فيه الطنجويون المتضررون من تصميم التهيئة ينتظرون تحركات من قبل رؤساء "بيجيدي" من أجل الإنصاف، وإرجاع أراضيهم التي ظلوا يراهنون عليها من أجل إنجاز مشاريع فوقها، أو بنائها لتوفير "قبر الحياة"، لهم ولأبنائهم، راح عمدة المدينة إلى اختلاق مبررات من أجل التسريع بإخراج تصميم التهيئة إلى الوجود، وذلك بمرر المساعدة في إنجاز مشروع طنجة الكبرى. وفي سياق ردود الفعل الغاضبة على تصميم التهيئة، هاجم مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية، كل من له يد في هذه الفضيحة المكشوفة، إذ قال إن "تصميم التهيئة، الذي لا يراعي مقتضيات الحق في المجال العام والاستفادة منه، ولا يغلب المصلحة الجماعية على المصلحة الفردية، سيكون إعادة لسيناريوهات الماضي، التي شوهت وما زالت وجه المدينة". مبديا تخوفه واعتراضه بخصوص "استهداف بعض المناطق الغابوية بالمدينة، خاصة على مستوى الرميلات ومديونة، وعدم إحداث ما يكفي من مناطق خضراء تواكب تطور نمو المدينة، مع إغفال الطابع التاريخي لبعض البنايات والمناطق، كفيلا هاريس وبلاصاطورو، والعديد من المرافق الرياضية التاريخية، التي أصبحت جزءا لا يتجزأ من تاريخ الذاكرة الجماعية للمدينة. عبد الله الكوزي