أمين والعوني… “شيخا” الحراك الشبابي

هما أشهر عرابين للحراك الشبابي في 2011، سواء في صيغته الأولى «حركة شباب 20 فبراير» أو لما مسه تغيير وصار «حركة 20 فبراير»، سبقا الشباب إلى الشوارع، وتزعما وقفات لدعم انتفاضتي تونس ومصر، عبر الشبكة المغربية لدعم الشعوب، التي ستتحول في ما بعد إلى "المجلس الوطني لدعم حركة 20 فبراير".وفي المجلس، جمعا التنظيمات والأحزاب الداعمة للحراك، حماية للشباب من حسابات السياسة والتنظيمات، فكان المجلس، على الأقل في بدايته، يكتفي بتوفير ما يحتاج إليه الشباب لإنجاح أشكالهم النضالية، والمشاركة في الخروج معهم إلى الشوارع دون التدخل في شؤون حركتهم.الأول يدعى عبد الحميد أمين، من مواليد 1944، مهندس زراعي ونقابي قيادي في الاتحاد المغربي للشغل وحزب النهج الديمقراطي، والثاني اسمه محمد العوني، منذ 1982 وهو صحافي في الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، أي "الإعلام الرسمي للدولة"، لكن له قناعات سياسية وانتماء إلى الحزب الاشتراكي الموحد، تجعلك تتساءل، كيف استطاع التوفيق بينهما.ورغم أن الاختلاف سيجد طريقه إلى تنسيق الرجلين، في 2013، فقدم العوني استقالته من مهمة منسق المجلس الوطني، الذي يتولى فيه أمين، مهمة نائب المنسق، لأسباب لا توجد معلومات دقيقة حولها، إلا أنهما أبانا عن اقتناع طيلة فترة الحراك، وقبلها، أن «الشارع هو السبيل إلى التغيير».وتبعا لذلك حرصا على دعم الحراك الشبابي وشاركا في كل المسيرات، ما جلب عليهما اعتداءات وتهم التخوين، ونيران صديقة، تعبر عن نفسها بمقولات ساخرة، من قبيل: «ألا يتعب هذان الشيخان؟ نريد منهما أن يتغيبا عن مسيرة واحدة فقط".وقبل أن يلتئم اليساريان، أمين، خريج الجامعات الفرنسية ومن مؤسسي "منظمة إلى الأمام"، والعوني، خريج المعهد العالي للصحافة، في المجلس المعلن رسميا عن تأسيسه في 23 فبراير 2011، بمشاركة ممثلي هيآت سياسية ونقابية وحقوقية ونسائية وشبيبية وثقافية وجمعوية، كانا سنوات قبل الحراك، من أكبر داعمي تنسيقيات مناهضة ارتفاع الأسعار وتدني الخدمات.ورغم أن محمد العوني، لم ينل حظه الكامل من «التسويق» الإعلامي، إلا أنه من قدماء الحراك الشبابي بالمغرب واسمه مرتبط دائما بالشباب، ويتذكرونه بصفته الكاتب العام لحركة الشبيبة الديمقراطية، مؤسسا للجنة التنسيق للشبيبات الديمقراطية الوطنية (الأذرع الشبابية لأحزاب الاتحاد الاشتراكي والاستقلال والتقدم والاشتراكية ومنظمة العمل الديمقراطي الشعبي).من نقط قوة محمد العوني، حسب أحد رفاقه القدامى في منظمة العمل الديمقراطي الشعبي، التي ستتحول في ما بعد إلى الحزب الاشتراكي الموحد، أنه "يزاوج في آن، بين العمل المدني والإعلامي والسياسي»، وبسبب مواقفه، مع عمله رئيسا للتحرير في الإذاعة الرسمية، كان موضوع قرار زجري بالتنقيل أو "النفي" من الرباط إلى بوعرفة، أقصى الجنوب الشرقي للمغرب، لكنه، قاوم القرار ورفض الابتعاد، إلى أن انفرجت الأجواء من جديد فألغي.أما عبد الحميد أمين، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان من 2001 إلى 2006، فهو، حسب يوسف الريسوني، رفيقه في النهج ورئيس فرع الجمعية بالرباط، «لم يتردد في أن يكون من الأوائل الذين واكبوا ودعموا 20 فبراير، لاقتناعه بأن الشارع، هو أداة التغيير الحقيقي في المغرب».ولا يخفي الريسوني في حديثه، أن عبد الحميد أمين، الذي يعد من مؤسسي الاتحاد الوطني للمهندسين، كلفه نشاطه لفائدة نجاح 20 فبراير، الطرد من الأمانة الوطنية للاتحاد المغربي للشغل.ومنذ ذلك الحين، وأمين يتزعم «الاتحاد المغربي للشغل-التوجه الديمقراطي»، وهو تيار يعارض القيادة الحالية، وعلى رأسها الميلودي المخارق، في كل شيء، باستثناء أي قرار تتخذه ويكون إعلانا عن إضراب وطني أو مسيرة احتجاجية للعمال في الشارع، فيسارع إلى إصدار بلاغ التأييد ودعوة أنصار «التوجه الديمقراطي» إلى المشاركة فيها.امحمد خيي

أمين والعوني… “شيخا” الحراك الشبابي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

هل كانت "مؤامرة" أمريكية؟

الحركـة تحتضـر

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات