هل كانت “مؤامرة” أمريكية؟

في الشرق الأوسط، تعالت الأصوات أكثر من مرة، لتتهم انتفاضات "الربيع العربي" بأنها مؤامرات للقوى العظمى، وتشير بالتحديد إلى وثائق أمريكية عن مشروع "الشرق الأوسط الجديد"، أو خطاب أوباما إلى العالم الإسلامي الذي ألقاه من القاهرة وأعلن فيه دعمه لإرادة الشعوب.غير أنه في المغرب، لم يسبق لمعارض للحراك الشبابي في 2011 أن أشهر اتهاما صريحا مماثلا، باستثناء أنباء عن دعم أو لقاءات لبعض النشطاء مع مستشارين سياسيين لسفارات، ودورات تكوينية في الفترة السابقة للحراك، شارك فيها بعض أشهر نشطائه، فهل كانت 20 فبراير مؤامرة خارجية؟إبان الحراك، توجه الجدل والتحفظات أساسا، إلى الدعم والتمويلات وبعض المنافع التي استفاد منها نشطاء تربطهم علاقات برجال أعمال كانوا يدعمون مطالب الحركة، وبعد سنتين عن الحراك، نشرت صحف معلومات، تشير إلى دعم لوجستي قدمته السفارة الأمريكية. وتمثل الدعم في حواسيب، استفادت منها أسماء مرتبطة بالحركة، في إطار دورات تكوينية حول الصحافة الإلكترونية وحرية التعبير وتعزيز ثقافة حقوق الإنسان، زيادة على المعلومات التي تشير إلى مباركة أمريكية لصعود الإخوان المسلمين إلى الحكم بدول المغرب وتونس ومصر.وبالنسبة إلى محمد العوني، منسق المجلس الوطني لدعم حركة 20 فبراير، يجب التمييز، في مسألة التأثير أو التأثر الأجنبي، بين شيئين، تأثير تطورات الحراك في دول مثل مصر وتونس وسوريا وليبيا، على زخم الحراك بالمغرب، إذ أنه لما أدت رياح الربيع بتونس إلى التغيير، شجع ذلك الحراك بالمغرب، ولما قادت تلك الرياح إلى الفوضى في ليبيا وسوريا، انخفض منسوب الحراك في المغرب، فكان ذلك دليلا على أن المغاربة "يريدون التغيير السلمي ومتابعون لما يقع من حولهم".أما عن علاقة القوى الدولية العظمى بالحراك الشبابي والانتفاضات في 2011، فيقتنع المتحدث، برأي يقول إن القوى "الامبريالية والرجعية"، فاجأها الحراك، وتجاوزها، فعملت على مواكبته واستيعابه، من خلال "استدراك الوضع"، لكنها في ما بعد، عادت لتنقلب عليه وتحوله إلى خريف، لتعود إلى تنفيذ مخططاتها السابقة الرامية إلى التقسيم والتجزيء.والمنحى ذاته، سارت عليه دراسات دولية حول الموضوع، اعتبرت أن "حديث المؤامرة في بعض أحواله لا يعتبر حديثا كاذبا، لكن الإيمان به والتحرك على ضوئه، يضعف ويشتت أفكار الأفراد والشعوب عن نفسها".ذلك أن "الحذر من الغرب وأطماعه، ومن الاستعمار في نسخته الحديثة المتجسدة في الرعاية الغربية وسياسة العولمة والسوق الحر والشركات المتعددة الجنسيات، لا الإيمان بقدرة الشعوب على الفعل".ا . خ

هل كانت “مؤامرة” أمريكية؟

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

التـدخل الأمنـي وارد

أمين والعوني... "شيخا" الحراك الشبابي

مقالات ذات صلة