الحركـة تحتضـر

البعض اعتبر أنه من الصعب أن تعود مرة أخرى إلى الشارع بالقوة ذاتها «هاد البراهش بغاو يخرجو على البلاد، سخن عليهم راسهم»، هذا ما كان يردده الكثير من المغاربة، بداية احتجاجات حركة «20 فبراير»، معتبرين أن الشأن الاجتماعي والسياسي للمغرب لا يحتاج إلى الخروج في مسيرات ورفع شعارات نارية من أجل تغييره، إنما إلى أشياء أخرى، قد لا يقوون على تحديدها.بالتزامن مع احتجاجات الحركة التي خرجت من العالم الافتراضي، وفرضت نفسها بقوة في الساحات العمومية، كانت احتجاجات أخرى، تجد مكانا لها، تستنكر جرأة هؤلاء الشباب، ولجوءهم إلى محاولة زرع الفتنة، وتهديد استقرار البلاد، قبل أن يؤكدوا أن صراخهم لن تكون له نتيجة، وأنهم سيعودون أدراجهم، بعدما يتعبهم رفع المطالب وتنظيم الجموع العامة لتحديد أشكالهم الاحتجاجية المقبلة. مرت الأسابيع والشهور، واستمر هؤلاء الشباب في طريقهم، وصارت احتجاجاتهم أسبوعية، والأكثر من ذلك، تضاعف عدد المتعاطفين معهم، والذين حاولوا الركوب عليها من أجل تمرير مطالبهم وتحقيق أهدافهم.وفي ذلك الوقت، غير الكثير من المغاربة موقفهم من الحركة، وعوض التأكيد أنها تضم «براهش» يحاولون تقليد ما عاشته الكثير من الدول، إبان ما يسمى «الربيع العربي»، اعتبروا أن الحركة تطالب بالإصلاح بالفعل، الذي يحتاجه المغرب، لتحقيق المزيد من التقدم، لكن جهات أخرى، تستغلها، ومن الممكن أن تتمادى في مطالبها، وتتجاوز السقف الذي رفعته في بداياتها.من بين هؤلاء، سفيان جدي، إطار بنكي، قال إنه كان على يقين أن الحركة لن تستمر طويلا، سيما أن الوضع بالمغرب، يختلف كثيرا عما تعيشه تونس، مثلا، التي اندلعت فيها ثورة الياسمين، إلا أنه بعد توسعها، اتضح جليا له، أن جهات، استغلت شباب الحركة، ووضعتهم تحت سيطرتها، فكانوا هم في الواجهة، فيما هي كانت تقف خلف الستار. واسترسل سفيان «صحيح أنه كان لها الفضل في إصلاح مجموعة من القطاعات، واستجاب الملك محمد السادس لمطالب الشارع، لكنها، في نهاية المطاف، بلغت مرحلة الاحتضار»، مشيرا إلى أنه من الصعب أن تعود مرة أخرى بالقوة ذاتها إلى الشارع.من جهتها، قالت منال، طالبة، إن حركة «20 فبراير « حققت الكثير، بكسرها جدار الصمت في المغرب، إذ لم يكن المواطنون يجرؤون على المطالبة بالتغيير، «غير أنها برأيي لم تكن بريئة مائة في المائة من تدخلات جهات معينة، كما أنها لم تكن بعيدة عن التوظيف من قبل بعض الأحزاب السياسية وحتى الجماعات الإسلامية».وأوضحت منال أن جهة حاولت أن تستفيد من الحركة قدر ما استطاعت، قبل أن يتنكر لها الجميع في النهاية ويتركوها للاحتضار، مشيرة إلى أن «20 فبراير» حاولت التجدد في عدة مناسبات غير أنها كانت تصاب بالفشل، إذ راهنت على احتجاجات اجتماعية مناسباتية «كل ذلك لا يمنع من القول إن الحركة جلبت تغييرا، لمسناه في دستور 2011 كما لمسناه في اعتلاء الإسلاميين للحكم، غير أن ذلك لم يكن كافيا» على حد تعبيرها.من جهة أخرى، كانت الحركة تحظى بمساندة ودعم كبيرين من قبل بعض فئات المجتمع. مغاربة لم يهتموا لماذا خرجت الحركة لإعلان تمردها وغضبها؟ ولا الجهات التي كانت تتحكم فيها سرا، إذ أن الأهم بالنسبة إليها، أنها رفعت مطالبها، وطالبت بإصلاح قطاع التعليم والصحة والعدل، وترسيم الحقوق، وأنها أخذت بعين الاعتبار موضوع المناصفة والقضاء على زواج القاصرات وغيرها من الملفات.هؤلاء المغاربة، مازالوا إلى اليوم على استعداد للخروج إلى جانبها، بل صاروا أعضاءها الدائمين في الوقت الذي كانوا فيه من المساندين، ينتظرون الفرصة، للخروج إلى الشارع، ورفع المطالب في وجه المسؤولين. إيمان رضيف

الحركـة تحتضـر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أمين والعوني... "شيخا" الحراك الشبابي

قرعة كأس إفريقيا تغضب منتخب القاعة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات