سوريا… الشعب يسدد فاتورة الحرب

هبت رياح "الربيع العربي" عاتية على سوريا، التي طالتها شرارة الثورة ضد الأنظمة في كل من تونس ومصر في 2011، حين خطت مجموعة تلاميذ بمنطقة درعا، إعلان حرب مفتوحة، مازالت تحصد أرواح الآلاف من السوريين والأجانب، الذين جذبتهم ساحات القتال مدفوعين بمصالح سياسية واقتصادية، ما حول منطقة الشام إلى بؤرة توتر كبيرة، مؤثرة في محيطها، تتحكم مجريات الأحداث فيها بميزان القوى العالمية. وتحت دوي قصف المدافع والرشاشات وهدير محركات الطائرات، تناسى الشعب السوري المطالب الوردية، التي أغرته للخروج إلى الشارع قبل خمس سنوات، ليجد نفسه في مواجهة خيارات محدودة، أهونها اللجوء إلى بلدان الجوار، وما يرتبط بذلك من جحيم الحياة بأقل مقومات العيش الكريم، أو الغرق بحرا أو التيه في غابات أوربا، بحثا عن لجوء "خمس نجوم"."دي ميستورا" ووفد الرياض و"جنيف 1"، وكذا "جنيف 2"، مسميات لم تعد تعني للمواطن السوري البسيط شيئا، وإن ترددت على مسامعه وأنظاره آلاف المرات يوميا، إذ صار همه الوحيد الحصول على الأمان داخل وطنه، وفي بلدان اللجوء، في ظل تنامي موجة العنصرية ضد اللاجئين في عد من الدول الأوربية، وعلى رأسها ألمانيا، التي فتحت حكومتها أبوابها في وجه اللاجئين السوريين مرحبة، فيما تحركت تيارات سياسية في الداخل، خصوصا اليمين المتطرف وبعض الحركات العنصرية، لتأكيد رفضها للاجئين، ما ظهر في شكل اعتداءات وممارسات، شكلت مادة دسمة للإعلام الدولي، وأرضية خصبة للدراسات والاستطلاعات، التي تناسلت خلال الفترة الماضية عن المنظمات الحقوقية الدولية.سوريا التي تحولت إلى ساحة حرب باردة جديدة بين قوى الغرب وروسيا، التي تدخلت أخيرا عسكريا على الميدان، ما زالت مصدرا كبيرا للاجئين، الذين تجاوز عددهم، وفق آخر الإحصائيات، 12 مليونا، داخل وخارج البلاد، متمركزين في دول الجوار بشكل رئيسي، تحديدا في كل من تركيا ولبنان والأردن، فيما يعيش 70 % من اللاجئين في لبنان وحدها تحت عتبة الفقر، حسب استطلاع لمنظمة الزراعة والأغذية العالمية "فاو"، وهو الأمر الذي يمثل كلفة التحرير بالنسبة إلى المعارضة السورية، التي ما زالت في فرقتها، تفاوض وتقاتل النظام على الميدان، فيما يسدد الشعب فاتورة هذه الحرب من أمنه ومستقبله واستقرار عيشه.بدر الدين عتيقي

أموال مفسدي الانتخابات تهزم حصاد والرميد

ليبيا… الحصاد المر

مقالات ذات صلة

أنتم تستعملون حاجب إعلانات