المنصوري: المغرب لن يعود إلى زمن السيبة

المنصوري قالت إن "البام" حزب جهات ولن يرضخ لخطاب العودة إلى زمن القبائل شددت فاطمة الزهراء المنصوري رئيسة المجلس الوطني للأصالة والمعاصرة أن المغرب لن يعود إلى زمن السيبة في إشارة إلى الأصوات التي رفعت شعار الدفاع عن الانتماءات القبلية في المؤتمر الوطني الثالث لـ "البام"، الذي انتخب إلياس العماري أمينا عاما، معتبرة أن حزبها حزب جهات ولن يرضخ لخطاب العودة إلى الماضي السحيق. ووصفت العمدة السابقة لمراكش الكلام عن حظوة الريف أو الرحامنة بأنه سجال سياسي غير سليم يريد أصحابه أن يعودوا بالمغرب إلى زمن القبائل، على اعتبار أن الأوضاع تغيرت وأصبح المغاربة مواطنين سواسية أمام القانون وفي مواجهة الدولة والأحزاب، أراد من أراد وكره من كره، وأنه لم يعد هناك فرق بين أعضاء الحزب سواء كانوا من الشمال أومن الجنوب، لهم الحقوق نفسها وعليهم الواجبات عينها من طنجة إلى لكويرة، يدافعون عن مشروع واحد ويحلمون بصورة مشرقة لبلادنا. أجرى الحوار: ياسين قُطيب ماذا بعد انتخاب الأمين العام ورئيسة المجلس الوطني؟ الأكيد أن مناضلات ومناضلي الأصالة والمعاصرة فخورون بالطريقة، التي مر بها المؤتمر الوطني الثالث، والأجواء التي ميزت أشغاله، بالنجاح في امتحان الديمقراطية الداخلية للحزب وهو ما عبر عنه أعضاء المجلس الوطني، الذي انتخبت أمينة عامه له، أي عن الرغبة والاستعداد للاشتغال يدا في يد من أجل تدقيق مشروع الحزب. سيتجدد العمل بعد أقل من أسبوع على نهاية المؤتمر، وذلك بالعود يوم الأحد الموالي لعقد برلمان الحزب من أجل استكمال هياكل المجلس الوطني والمكتب السياسي، على أن يتكلف الأمين العام بعد ذلك بتشكيل المكتب الفدرالي، الذي سيتكون من أعضاء المكتب السياسي إضافة إلى الأمناء العامين الجهويين. بعد الحسم في المسائل التأسيسية لأجهزة الحزب سأقوم بجولة وطنية ألتقي فيها بمناضلات ومناضلي الأصالة والمعاصرة بالجهات الاثنتي عشرة للمملكة من أجل فتح ورش نقاش كبير أساسه الحوار والتشاور ينهيه أعضاء المجلس الوطني بصياغة رؤية مشتركة وخارطة طريق واضحة المعالم محددة المواعيد والأجندات، بهدف توفير الشروط الضرورية لانطلاقة العمل بوتيرة تضع في الاعتبار الاستحقاقات التي تنتظرنا في الأشهر القليلة المقبلة، سواء فيما يتعلق بمواكبة وتكريس الجهوية اختيارا إستراتيجيا للحزب أو بإعداد العدة للانتخابات التشريعية التي ستكون في الأسبوع الأول من أكتوبر المقبل أي بعد ثمانية أشهر فقط. لكن هناك من يشكك في الديمقراطية الداخلية للحزب، كيف تردون على ذلك؟ هذه أحكام مغلوطة تكذبها وقائع المؤتمر، وكل الذين حضروا سواء من ضيوف الحزب أو من نساء ورجال الإعلام وقفوا على واقع الشفافية والوضوح اللذين طبعا مجريات عملية انتخاب القيادة الجديدة سواء تعلق الأمر بمنصب رئاسة المجلس التي حظيت بثقة الأعضاء من أجلها، أو بمنصب الأمانة العامة التي آلت بالإجماع إلى إلياس العماري الذي اتفق الجميع على أنه رجل المرحلة. لقد حضرتم مشكورين لتغطية هذه المحطة المهمة من تاريخ الحزب وعاينتم، ساعة فتح باب الترشيحات لرئاسة المجلس الوطني، كيف تقدم خمسة أعضاء، وفي ذلك تعبير عن حرية الاختلاف والحق الكامل في التعبير عن ذلك بدون كولسة أو توافقات، لكن أمام الدعم الذي حظيت به من قبل الأغلبية، خاصة من الشباب والنساء، والذين رأوا في تولي المنصوري المنصب تكريسا لمبدأ دوران النخب وفتح باب المسؤولية أمام الأجيال الجديدة، اختار المرشحون الأربعة الآخرون الانسحاب من السباق، ولا يمكن أن نرغمهم على البقاء إلى مرحلة التصويت، ورغم المنافسة سنبقى كتلة واحدة داخل حزب واحد بمشروع موحد، بالاحتكام دائما إلى الديموقراطية الداخلية التي تحمل كذلك فرضية وجود مرشح واحد. لن تجد بين أعضاء الحزب من يقول إنه تعرض لضغوط من أجل عدم الترشح، على اعتبار أن حرية الترشح لمناصب المسؤولية الحزبية كانت هي شعار مؤتمر الأصالة والمعاصرة. أكيد كانت هناك حملات وانخرط المرشحون في عملية استقطاب، ولا أرى في ذلك مركب نقص لأن الناس لا يترشحون لعملية انتخاب هكذا دون البحث عن سبل الفوز في السباق من خلال الدفاع عن مشاريعهم، وإلا ستكون الترشيحات صورية، وتلك ليس حالة حزبنا على اعتبار أن الأعضاء لم يتعرفوا على أسماء المرشحين إلا مع فتح باب الترشح أمام الجميع. هل كان انتخاب المنصوري تلبية لنداء المناصفة بين الجنسين و بين الجهات؟ لدي تحفظ بخصوص مسألة تمثيلية الشمال والجنوب وسأعود إليها في ما بعد، قبل ذلك دعني أبدأ بمسألة المناصفة بين الجنسين لأسجل أن الأصالة والمعاصرة هو أول حزب ينزل المبدأ على أرض الواقع وبالدليل الواضح، لأن منصب رئاسة المجلس الوطني لم يكن هدية من أحد لنساء الحزب، اللواتي تمكن من انتزاعه بمنطق العدد لأنهن يقتسمن عدد مقاعد المجلس مع زملائهن من الرجال. لم نستعمل مبدأ المناصفة من أجل الدعاية السياسية والانتخابية، بل تعاملنا معه مبدأ دستوريا يستوجب الأخذ به في من قبل القائمين على تسيير وتدبير كل المؤسسات الوطنية، إلى حد أنه لم يعد شعارا يرفع في الخطابات و يضمن في البرامج و الأهداف المستقبلية بل أصبح واقعا معيشا داخل الأصالة والمعاصرة. هناك من يرى في القيادة الجديدة للأصالة والمعاصرة ترجيح كفة تيار المواجهة الصريحة مع العدالة والتنمية، كيف تعلقون على ذلك؟ لا أعتقد ذلك بقدر ما أتبنى الموقف القائل بأن الأمر يتعلق بإعطاء الأولوية للدفاع عن مشروع الحزب. وبغض النظر عن الجهة التي سنواجهها سندافع عن الحداثة والانفتاح السياسي تنزيلا لمبدأ الخيار الديمقراطي، الذي وضعه الدستور ضمن الثوابت، والعمل على تقوية دولة المؤسسات وفي مقدمتها الأحزاب، وفي كلمة واحدة الدفاع عن الإنسان المغربي دون وضعه في قوالب مستوردة، بالإضافة إلى فرض الوضوح في الساحة السياسية ومحاربة المواقف الضبابية والخطاب المزدوج. نحن لا نعادي حزبا بعينه بقدر ما نرفض استغلال الدين في السياسة. أصوات كثيرة كانت ترشحك لمنصب الأمين العام، هل فكرت فعلا في منافسة العماري أم أن طموحك وقف منذ البداية عند عتبة رئاسة المجلس الوطني؟ أبدا لم أفكر في الأمر، لأنني كنت، منذ البداية، ومن أوائل المطالبين بتولي إلياس العماري زمام الأمانة العامة، ولأني أعرف قدرات الرجل وأن الحزب يحتاج في المرحلة الحالية إلى مناضل من عيار زعيم سياسي، والدليل على ذلك أن خصوم الأصالة والمعاصرة يحاولون ضرب شرعيته ومصداقيته لأنهم يعلمون ماذا يمكن أن يصنع في قيادة الحزب. وبخصوص الهجوم على الحزب عامة وعلى الأمين العام الجديد خصوصا، أقول لك إنني أستحيي من التدخل في الشؤون الداخلية للأحزاب الأخرى، وأظن أن المبدأ يسري على جميع الأعضاء،لأننا نعتبر أن الديمقراطية لا تستقيم دون الاحترام المتبادل بين الأحزاب، لذلك أرى أنه ليس من حقي إصدار الأحكام عن الطريقة التي يشتغل بها "بيجيدي" والعكس صحيح، ومن أراد أن يكون صوته مسموعا داخل حزبنا فلينخرط فيه. مغرب الجهات في ما يخص التمييز بين الشمال والجنوب، أو الكلام عن حظوة الريف أو الرحامنة أو الصحراء فإن الأغلبية الساحقة ترفض هذا النقاش وتعتبره سجالا سياسيا غير سليم يريد أصحابه أن يعودوا بالمغرب إلى زمن القبائل. لقد تغيرت الأوضاع كثيرا وأصبح المغاربة مواطنين سواسية أمام القانون وفي مواجهة الدولة والأحزاب، أراد من أراد وكره من كره، لا فرق بين أعضاء الحزب سواء كانوا من الشمال أومن الجنوب لهم نفس الحقوق نفسها وعليهم الواجبات عينها من طنجة إلى الكويرة يدافعون عن مشروع واحد ويحلمون بصورة مشرقة لبلادنا. الأكيد أن الحزب أخذ بعين الاعتبار حسابات المناصفة بين الجنسين، طبقا للقيم التي يؤمن بها، لكنه لم يكن في يوم من الأيام رهينة للحسابات القبلية والجغرافية. المعيار الترابي الوحيد في الحزب هو التقسيم الجهوي، إذ هناك تمثيلية للجهات الاثنتي عشرة في المجلس الوطني، وذلك إعمالا لإيماننا بمغرب الجهات وليس مغرب القبائل. في سطور > من مواليد 1976 بمراكش > أم لياسمينة وعبد العزيز > انتخبت منتصف الشهر الماضي رئيسة للمجلس الوطني للأصالة والمعاصرة > محامية بهيأة البيضاء منذ 2000 > انتخبت عمدة مراكش من 2009 إلى شتنبر 2015 > برلمانية عضو الفريق البرلماني لـ "البام" بمجلس النواب منذ نونبر2011

المنصوري: المغرب لن يعود إلى زمن السيبة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الداخلية تنصف جماهير الوداد والرجاء

الصمم يعزل 360 مليونا عن العالم

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات