نساء المناصب العليا … بوحسيني: طموح المناصفة ما زال بعيدا

< يلاحظ أن نسبة تعيينات النساء في المناصب العليا، لا تتلاءم مع طموح المناصفة. ما هي في رأيك أسباب استمرار هذا الضعف؟ < إذا كان المقصود بالمناصب العليا المتعلقة أساسا بالوظيفة العمومية،يمكن القول بناء على تقرير أعدته وزارة تحديث القطاعات الصادر في أكتوبر 2015، أن نسبة التأنيث الإجمالية قد وصلت إلى 39.3 % خلال 2014، وهي النسبة التي تتفاوت، حسب القطاعات، حيث تسجل أعلى نسبة (58.7 %) بوزارة الصحة، وأدناها بوزارة الداخلية، إذ تصل إلى %10.48. والملاحظ أن تزايد نسبة التأنيث، لم تنعكس بالدرجة والوتيرة نفسها على احتلال النساء للمناصب العليا بالوظيفة العمومية، حيث مازالت النسبة الكبيرة تسجل في منصب رئيسة مصلحة (23 %)، بينما تظل تمثيليتهن في منصب مديرة أو كاتبة عامة لا تتجاوز 10 %، و4 % بالنسبة إلى منصب مفتشة عامة، الأمر الذي يظهر بالملموس أن طموح المناصفة ما زال بعيدا. ويمكن إجمال أسباب ذلك في عدم التكافؤ بين الإناث والذكور في ولوج أسلاك الوظيفة العمومية، وثقل الأدوار الاجتماعية الذي يحد من طموح النساء أنفسهن؛ وضعف التدابير التحفيزية، بل وغيابها لشغل مناصب المسؤولية، التي تتطلب استثمارا في الوقت والجهد يتم بالضرورة على حساب المسؤوليات الأسرية، التي مازالت تثقل كاهل النساء؛ ومناخ منافسة حادة يتطلب استعدادا نفسيا وقدرة على المواجهة في غياب شروط المنافسة الحرة القائمة على الشفافية، والكفاءات المهنية والتقنية والإدارية. < تبرر الحكومة ضعف حضور نساء في مناصب عليا إلى أنهن لا يقدمن ترشيحاتهن وفق المعايير المطلوبة. كيف تردين على هذا التبرير؟ < قد يكون الأمر صحيحا، إذا استندنا إلى ما أشرت إليه سابقا من عوامل، غير أن الحكومة مطالبة بالبحث عن الأسباب الحقيقية التي تحد من تقديم ترشيحات نسائية، والتوقف عند آثارها، واقتراح تدابير وإجراءات تحفيزية من شأنها المساهمة في خلخلة التقسيم الجنسي للأدوار والدفع بالكفاءات النسائية لاحتلال مناصب يستحققنها مثلهن مثل الرجال. فالحكومة لا يمكنها السقوط في التبرير القاضي بالمحافظة على الوضع القائم، بل تكمن مسؤوليتها أساسا في إيجاد الحلول، وإبداع السبل للتقدم في حل المشاكل والمعضلات التي تحول دون تحقيق المناصفة. < ما المطلوب من الحركة النسائية لمواجهة العقلية الذكورية المهيمنة على المؤسسات؟ < أعتقد أنه لا يمكن إنكار أن ما تحقق من مكتسبات بخصوص قضية المرأة، يعود الفضل فيه إلى حيوية الحركة النسائية المغربية. فهناك الكثير من الشبكات الجمعوية التي تشتغل على قضايا بعينها، لعل أهمها اليوم هي تلك التي تهم مناهضة العنف بمختلف أشكاله وكذلك تفعيل الدستور في ما يتعلق بمبدأ المناصفة، خصوصا منها في مراكز القرار السياسي، وهذا يدخل في صميم مواجهة العقلية الذكورية التي تحتاج إلى زمن، هي سيرورة طويلة الأمد، تحققت في إطارها عدد من المكتسبات ومازال الطريق طويلا وشائكا. بالتأكيد، يحتاج الأمر إلى رص الصفوف بين مختلف مكونات الحركة النسائية وتقوية الذات الداخلية، إذ يعتبر ذلك شرطا ضروريا للتقدم. في غياب الوعي بذلك، ستفوت الفرصة لتحقيق التراكم، بل يمكن التراجع عن بعض ما تحقق، وفي هذه الحالة فالجميع يتحمل المسؤولية. أجرى الحوار: برحو بوزياني بوحسيني لطيفة: أستاذة جامعية وباحثة مهتمة بالقضية النسائية

نساء المناصب العليا … بوحسيني: طموح المناصفة ما زال بعيدا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

منع مكالمات الأنترنيت: درب غلف ... ملجأ المتضررين

تعيينـات "اعطينـي نعطيـك"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات