الحكامة الأمنية…هل سنطوي صفحة الانتهاكات؟

استمرار التعذيب والاعتقالات التعسفية يفرض إعادة النظر في كيفية اشتغال جهاز الأمن كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن الحكامة الأمنية باعتبارها السبيل إلى إيقاف التجاوزات الأمنية المتمثلة في الاعتقالات التعسفية والحصول على اعترافات باستعمال التعذيب الجسدي أو النفسي.الصباح طرحت موضوع الحكامة الأمنية للنقاش، وانطلقت من الأسئلة التالية، ما المقصود بالحكامة الأمنية؟ ما هي توصيات هيأة الإنصاف والمصالحة حول هذا الموضوع؟ وهل دسترة الحكامة الأمنية كافية من أجل الحد من هذه التعسفات؟الجواب على هذه الأسئلة استدعى جرد مسلسل الحكامة الأمنية في المغرب، ونوعية النقاش حوله، والتوصيات التي جاءت بها هيأة الإنصاف والمصالحة، كما تم ربط الاتصال ببعض المتخصصين في المجال، إذ أكد عبد اللطيف حاتمي، محام بهيأة الدار البيضاء، أن دسترة الحكامة الأمنية لا يمكن أن توقف بالمرة التجاوزات والتعسفات، مضيفا أن القضاة، سواء رجال النيابة العامة أو التحقيق أو الحكم، عليهم أن يقتنعوا أنهم سلطة مستقلة، وأن يتجاوزوا الحاجز النفسي الذي يدفعهم إلى الاعتقاد أنهم جزء من السلطة التنفيذية أو في خدمتها، لوضع مسافة بينهم وبين محاضر الضابطة القضائية، قبل اتخاذ أي قرار بشأنها وألا يترددوا في استبعادها أو إبطالها لأي عيب في الشكل، وأن يرجحوا أقوال و تصريحات المتهمين أمامهم في غياب الدليل القاطع على الإدانــة.ودعا باحثون آخرون إلى ضرورة إعادة النظر في العلاقة بين الدولة والمجتمع، وأن تكون هناك علاقة شفافة يضبطها القانون، كما اعتبروا أن المغرب مطالب، في الوقت الراهن، بإخضاع الأجهزة الأمنية والعسكرية لرقابة المؤسسات السياسية والحكومية، وقبل ذلك، يجب البحث عن الوصول إلى قناعة مشتركة لحكامة أمنية بين أجهزة الأمن والعسكر، باعتبار أن المغرب لم يصل بعد إلى مناقشات صريحة حول الحكامة بين أجهزة الدولة أو المجتمع المدني.يستمر النقاش في انتظار دسترة الحكامة الأمنية، والأكيد أنه سيستمر بعد ذلك وسينصب حول قدرة هذه الدسترة على الحد من الخروقات، وإن كان البعض قدم قراءة قبلية واعتبر أن ذلك لن يوقف بالمرة التجاوزات التي يمارسها بعض رجال الأمن، بقدر ما قد تقلل منها ما دام هؤلاء بإمكانهم أن يمارسوا تعسفاتهم وتجاوزاتهم في الظلام وبعيدا عن أعين المراقبة، و بالتالي فإن الأمر هنا يحتاج إلى آليات ناجعة ويوكل بالدرجة الأولى إلى الضمير والتربية والأخلاق وعدم تبني سياسة الإفلات من العقاب، مؤكدا أن القضاء يلعب دورا كبيرا في تجسيد الحكامة الأمنية. الصديق بوكزول

الحكامة الأمنية…هل سنطوي صفحة الانتهاكات؟

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مدونة قواعد سلوك رجل الأمن

"حلال"... فرانشيز لهوية المغاربة في بروكسيل

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات