الزواغي: لـن أرحـل

المدرب التونسي كمال الزواغي قال إن وضعية شباب الحسيمة ليست كارثية قال كمال الزواغي، مدرب شباب الحسيمة، إنه لن يغادر الفريق، طالما أنه مرتبط معه بعقد يمتد موسمين، مشيرا إلى أنه ليست هناك أسباب تجبره على الرحيل في الفترة الحالية. وأضاف الزواغي في حوار مع «الصباح الرياضي»، أن استقالته غير واردة إطلاقا، لأنه حقق جزءا من أهدافه التي جاء من أجلها، والمتمثلة في تكوين فريق للمستقبل من خلال تعزيزه بسبعة لاعبين من فئة الأمل. ونفى مدرب شباب الحسيمة الأخبار التي روجت لقرب رحيله، مؤكدا أن مكتب الفريق جدد الثقة فيه أخيرا وثمن عمله، وتابع «إن وضعية شباب الحسيمة ليست كارثية، لأن مستواه الفني أفضل مما هو موجود لدى فرق وطنية عديدة». وأقر الزواغي بوجود مضايقات بمحيط النادي منذ مواسم عديدة، معللا ذلك بكثرة التغييرات سواء في طاقمه التقني أو في تركيبته البشرية، قبل أن يستدرك قائلا «المضايقات والضغوطات موجودة في لعبة كرة القدم، ولم يسلم منها أي فريق». واعتبر الزواغي مستوى البطولة الوطنية غير مستقر ومتغيرا من الناحية الفنية، كما أثنى على لاعبي شباب الحسيمة، مؤكدا قدرتهم على العودة بنتيجة إيجابية أمام الجيش الملكي في المباراة التي تجمعهما غدا (السبت)، لحساب الدورة العاشرة من منافسات البطولة. وفي ما يلي نص الحوار: بداية، هل أنت راض عن مستوى شباب الحسيمة إلى الآن؟ لا يخفى على أحد أن انطلاقة شباب الحسيمة كانت جيدة، خاصة في مسابقة كأس العرش، قبل أن يعرف أزمة نتائج في المباريات الأخيرة. وأعتقد أنها نتيجة عدم التركيز والشك، الذي تسرب إلى اللاعبين في المباريات الأخيرة، ما جعل الفريق ينهزم في أربع متتالية، علما أن المجهود العام المبذول كان في المستوى المطلوب. ونتمنى أن يستعيد الفريق الحسيمي نتائجه الإيجابية في المباريات المقبلة. لكن أربع هزائم متتالية تجعل الغموض يلف وضعية الفريق وعلامات استفهام كبرى حول مستقبله؟ الذي يفهم الكرة جيدا أو يشتغل فيها، لا يطرح علامات استفهام سلبية، بقدر ما يفكر في ما هو إيجابي من أجل الخروج من الوضعية التي يتخبط فيها أي فريق. وأظن أن شباب الحسيمة لا يشكل الاستثناء، وليس الفريق الوحيد الذي يمر بأزمة فراغ، بل هناك أمثلة لفرق وطنية عديدة لم يحالفها الحظ في الفوز لدورات عديدة، كما أن فرقا عالمية نظير التشيلسي ومانشستر يونايتد عانت أزمة نتائج، لكنها نجحت في التغلب عليها بفضل سياستها وحسن تعاملها مع النتائج السلبية، بمعنى أن تفكيرها كان إيجابيا للخروج من دوامة النتائج السلبية. إن واقع كرة القدم مختلف وغير مستقر، فلم يسلم أي فريق من نتائج سلبية مهما كانت قوته. هل تعرفت على مكامن الخلل بالفريق وكيفية التخلص منها؟ إن شباب الحسيمة يعاني أزمة نتائج في الفترة الأخيرة، بسبب الضغط المتزايد على اللاعبين، فيما المستوى الفني مطمئن جدا. ونحن بصدد تقييم هذه الفترة جيدا والعمل على إصلاحها في القريب العاجل. ولدي ثقة كبيرة في اللاعبين. ما نتمناه هو دعم الجمهور المتواصل في هذه المرحلة بالذات. ألا تفكر في مغادرة النادي؟ إطلاقا، أحترم العقد الذي يربطني بشباب الحسيمة، والذي يمتد لمدة عامين. كما لدي أهداف واضحة جدا مع النادي. وأنا بصدد تحقيقها، بمعنى أن الهدف الذي جئت من أجله تحقق إلى الآن، في انتظار إعادة الفريق إلى سكة الانتصارات مجددا. عن أي أهداف تتحدث؟ تعاقدت مع شباب الحسيمة من أجل تكوين فريق للمستقبل يكون قادرا على فرض شخصيته بالبطولة الوطنية، ولم لا المنافسة على أحد الألقاب في المواسم المقبلة. ومن بين الأهداف المسطرة تعزيز الفريق بلاعبين من فئة الأمل، وهو ما حققته بضم سبعة لاعبين شباب. إنني مؤمن بالعمل الذي أقوم به وسأحقق كل أهدافي دون الاهتمام بضغط الشارع. وأعتقد أن إدارة النادي منسجمة مع قناعاتي إلى الآن. ألم تتضمن الأهداف حفاظ الفريق على مكانته بالقسم الأول؟ الحديث عن النزول أو الفوز باللقب سابق لأوانه، طالما أجريت تسع مباريات فقط، بمعنى أن مشوار البطولة مازال طويلا. ويتطلب مجهودات كبيرة سواء من قبل الفرق الطامحة في الفوز باللقب، أو الراغبة في تفادي النزول إلى القسم الثاني. أما بخصوص وضعية شباب الحسيمة، فليست مقلقة، طالما أن مستواه الفني جيد وليس أقل مما هو متوفر لدى باقي فرق البطولة الوطنية. هناك من يتحدث عن قرب إقالتك من منصبك، بسبب تواضع النتائج، فهل هذا صحيح؟ أظن أن مسؤولي شباب الحسيمة فكروا في إقالتي في الفترة الأخيرة، بدليل أن رئيس الفريق عبد الصادق البوعزاوي اجتمع بي بعد مباراة المغرب التطواني، كما اتصل بي نائبه نور الدين البوشحاتي، إذ جددا الثقة في شخصي من أجل مواصلة عملي، كما أنهما راضيان عنه، خاصة أن الفريق الحسيمي بات يضم لاعبين شبابا. هل تقر بوجود مضايقات في محيط النادي للتأثير على مردوديته؟ المضايقات دائما موجودة وليست وليدة هذه السنة، بل عاناها الفريق في السنوات الماضية، بدليل أن الفريق غير ثلاثة مدربين و14 لاعبا تقريبا. وشخصيا أعتبر هذه المضايقات عادية جدا في عالم كرة القدم، لأننا لا نشتغل في سويسرا أو في أي منطقة في العالم. فالمضايقات موجودة في الكرة. وجهت إليك انتقادات عديدة بسبب اختياراتك وانتداباتك الجديدة، خاصة أن هناك لاعبين لم يقدموا الإضافة المطلوبة، فما تعليقك؟ أعتقد أن الذين لم يقدموا الإضافة المطلوبة سيغادرون شباب الحسيمة في «الميركاتو الشتوي». فلن يكون مكان لأي لاعب لم يجتهد لفرض مكانته عن جدارة واستحقاق، وهذا طبيعي في كرة القدم. أفهم من كلامك أن هناك تعزيزات مرتقبة في مرحلة الانتقالات الشتوية؟ لا يمكنني الحديث عن اللاعبين المغادرين أو المجلوبين الآن، طالما أن مرحلة الذهاب لم تنته بعد. سنقيم الوضع الحالي لشباب الحسيمة وبعدها سنقرر، مع أن وضعنا ليس كارثيا، لأننا نتوفر على لاعبين جيدين استطاعوا تحقيق نتائج إيجابية في بداية الموسم. هل سبق أن شكوت من سوء أرضية ملعب ميمون العرصي وتأثيرها على أداء اللاعبين؟ أعتقد أن العشب الاصطناعي أينما وجد يؤثر على مردودية اللاعبين ويحد من إبراز مهاراتهم الفنية والبدنية، فهو قاهر الممارسين، كما أن سفريات الفريق وطول مسافتها تزيد من متاعبنا، لكننا مصرون على التغلب على هذه الإكراهات في القريب العاجل. ألا تعتقد أن مباراة الجيش الملكي ستزيد من الضغط على اللاعبين وعلى المدرب نفسه؟ إن الضغط لا يقتصر على مباراة الجيش الملكي، بل عانيناه في مبارياتنا السابقة، ولن نسلم منه في المباريات المقبلة، لأنه جزء من اللعبة، لهذا نعمل على تجاوزه والتغلب عليه، شأننا في ذلك شأن باقي الفرق الوطنية. ولن تشكل هذه المباراة أو غيرها أي ضغط استثنائي، بل لدي الثقة الكاملة في اللاعبين، فبقليل من الحظ يمكن العودة بنتيجة إيجابية. وكيف تتوقع المباراة في ظل تراجع نتائج الفريق؟ مما لا شك فيه، أن المباراة لن تكون سهلة على الإطلاق بالنسبة إلى شباب الحسيمة، لأنه سيلعب خارج ميدانه وبعيدا عن أنصاره، فضلا عن قوة الجيش الملكي، بعد النتائج الإيجابية، التي حصل عليها في المباريات الأخيرة. سنخوض هذه المباراة بثقة أكبر من أجل العودة بنتيجة إيجابية، طالما أن لدينا من الإمكانيات ما يؤهلنا لإرباك حسابات الفريق العسكري. كيف تقيم مستوى البطولة الوطنية منذ عودتك إليها قبل سنتين؟ أعتقد أن مستوى البطولة الفني متغير وغير ثابت، فتارة يكون جيدا، وطورا سيئا ومقلقا، بمعنى ليس هناك استقرار على المستوى الفني. أجرى الحوار: عيسى الكامحي في سطور الاسم الكامل: كمال الزواغي تاريخ ومكان الميلاد: 03/05/ 1971 في صفاقس تونس الحالة العائلية: متزوج وأب لفارس وأيمن المدرب الحالي: لشباب الريف الحسيمي مساره الرياضي لعب لأندية الصفاقسي وقرقنة وفرق تونسية مساره المهني درب ملعب القابسي والنادي الإفريقي والأولمبي الباجي والترجي الريفي ونجم بني خلاد ومستقبل القسري فرق أجنبية دربها درب نادي دبي والعين والفجيرة الإماراتية وأولمبيك آسفي والكوكب المراكشي وشباب خنيفرة دبلوماته حاصل على دبلوم الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم «كاف ألف» حاصل على الماستر في ديداكتيك بورتري الزواغي...العنيد عندما سجل التونسي كمال الزواغي حضوره مدربا أجنبيا في البطولة الوطنية رفقة شباب أطلس خنيفرة، رغم اندحاره إلى القسم الثاني، توقع له عديدون أن يواصل هذا الحضور المتميز، وهو مدرب لشباب الريف الحسيمي، بيد أن الرياح جرت بما لا تشتهيه السفن. ذلك، أن نتائج الفريق الحسيمي في تراجع متواصل وغموض يلف مستقبله، في ظل مطالبة عديدين برأس المدرب التونسي، دون انتظار نهاية الذهاب، على الأقل. ورغم أن الفريق مني بأربع هزائم متتالية، إلا أن المدرب الزواغي يقر أن مستوى فريقه أفضل بكثير من فرق وطنية، وأن ما يعيشه حاليا لا يعدو أن يكون مرحلة فراغ ليس إلا. هكذا هو التونسي الزواغي، مدرب لا يستسلم بسهولة، وعنيد يصر على موقفه مهما كانت المضايقات، التي يمكن أن يتعرض لها بين حين وآخر، لهذا ليس سهلا أن يترك منصبه بشباب الحسيمة عن طواعية، فهو يرى أنه حقق أهدافه المسطرة مع النادي بتكوين فريق للمستقبل وتعزيز تركيبته بلاعبين شباب، في انتظار تحقيق الأهم، والمتمثل في ضمان البقاء بالقسم الأول. ورغم عدم حصوله على إنجازات رفقة الفرق التونسية والعربية، التي أشرف على تدريبها، إلا أنه ترك بصمات واضحة مع بعضها، خاصة ملعب القابسي والأولمبي الباجي التونسيين ونادي دبي والعين الإماراتيين. يؤمن المدرب الزواغي بطريقة عمله وأسلوبه في التدريب رغم الضغوطات. لا يغير قناعته بسهولة، حسب مقربين منه، كما لا يتردد في الاعتماد على لاعبين شباب في جميع الفرق التي أشرف على تدريبها، دون أن يولي اهتمامات للضغوطات وكثرة منتقديه، مصرا على اعتبار وضعية شباب الحسيمة غير مقلقة، تماما كما اعتبر ترويج خبر إقالته مستفزا وغير وارد على الإطلاق.

الزواغي: لـن أرحـل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

انهيار واجهات ستة منازل بالبيضاء

شغب الملاعب... غارات مدبرة بإحكام

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات