شغب الملاعب… غارات مدبرة بإحكام

مثيرو الشغب يجتمعون في أماكن خاصة ويتواصلون في ما بينهم قبل ولوج المدرجاتلا يكاد الأمن والجمهور "العادي" للفرق الوطنية، يعرفان مكان تجمع المشاغبين، يثيرون الفتنة باسم الفصائل . سؤال حير الجميع، خصوصا أن عدد هؤلاء يقدر بالآلاف، يتجمعون في مكان ووقت واحد، لإثارة الشغب في مدرجات الملاعب الوطنية.الصور ومظاهر الشغب في الملاعب، تؤكد أن غالبية الحالات هي مدبرة ومنظمة، سبق التخطيط لها في أماكن مجهولة، لا يعرفها إلا المشاغبون.اعتبار مكان تجمع المشاغبين لغزا، لا يعني أن اكتشافه صعب، لأنهم في النهاية ينهجون سبلا سهلة، يمكن للأمن اختراقها، كما فعل في عدة مناسبات، من أجل اعتقال ومداهمة بعضهم قبل وأثناء وبعد المباريات. الأنترنت ... نقطة الانطلاقتعتبر وسائل التواصل الاجتماعي وبعض البرامج الإلكترونية، من قبيل "وات ساب" و"فيبر" و"تانغو"، نقطة انطلاق المشاغبين للتخطيط لأعمالهم التخريبية والهمجية. إذا علمنا أن الأنترنت أكبر تجمع لجماهير الفرق العالمية، ليس فقط الوطنية، فإن البعض يستغله من أجل القيام بأعماله الإجرامية، تحت اسم "الإلترات" أو الفصائل، أو حتى الجمعيات الرياضية في بعض الحالات. في عدد من أحداث الشغب التي حدثت في وقت سابق في الملاعب الوطنية، بدأ الأمن تحقيقاته من مواقع التواصل الاجتماعي، والتهديدات التي اندست وسط التعليقات، دون أن ينتبه لها أحد، ليفاجأ الجميع بعد ذلك بأحداث تكون دامية في بعض الأحيان، كما حدث في ملاعب فاس والرباط والدار البيضاء. وكي يكون الأمر سريا، فإن الحشد لا يتم على مواقع التواصل الاجتماعي، وإنما برسائل مشفرة عبر تطبيقات وبرامج خاصة على الأنترنت، مثل "وات ساب" و"فيبر" وتانغو"، لتعقد بعد ذلك اجتماعات مطولة، يمكن أن تدوم ساعات، للتخطيط لأعمالهم التخريبية. ولأن التوقيت لا يكون ظاهرا في الرسائل أو في التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي، فإن الأمن يجد صعوبة في تحديد مكان الاجتماع، من أجل المداهمة في الوقت المناسب، لتتوفر لهؤلاء المشاغبين الوقت والراحة الكافيين، للتخطيط لأفعالهم. "الحاضر يعلم الغايب"ولأن استخدام وسائل التواصل والاتصال يكون أكثر ذكاء، فإن عدد الحاضرين غالبا ما يكون أكبر في كل مرة، غير أن هؤلاء المشاغبين، يرغبون في أعداد وافرة من الجماهير، من أجل إثارة عدد أكبر من الخسائر.ولا يختلف أسلوب حشد المشاغبين كثيرا، عن الأسلوب الذي يتم به التواصل في ما بينهم، رغم أنه يبقى مبهما لدى البعض. يستغل المشاغبون، الحاضرين في الاجتماع، من أجل تجييشهم حتى يوصلوا الرسائل للآخرين، أي يعملون بمنطق "الحاضر يعلم الغايب".ويتفادى منظمو هذه الاجتماعات غالبا، إعادة الرسائل ذاتها في مواقع التواصل الاجتماعي أو في التطبيقات المذكورة، كي لا يتم كشف أمرهم، أو التبليغ بهم.ولتكتمل المهمة على أكمل وجه، فإن غالبية منظمي هذه الاجتماعات، يلجون الأنترنت بأسماء مستعارة، لعدم كشف هويتهم. ولتبقى أسماؤهم مجهولة، يتخذون أسماء مستعارة حتى في الاجتماعات التي يؤطرونها، هربا من الإدانة أو الاعتقال. الأحياء الشعبية ... سر "الإلترات" رغم خطورة الأفعال التي يقوم بها البعض، فإن البعض يختار الخروج للعلن، بالمشاركة في اجتماعات "الإلترات"، التي تعقد غالبا في الشوارع وأزقة الأحياء الشعبية.فعندما يكون منظمو هذه الاجتماعات منكبين على إعطاء التعليمات من أجل رسم لوحة فنية في مدرجات الملاعب، يفضل البعض الآخر المشاغب، تمرير رسائل الحقد والكراهية، للتأثير على المشاركين، وحشدهم ضد اللاعبين والفريق، خاصة إذا كان الأخير يمر من أزمة نتائج، أثرت على صورته وعلى كل مكوناته.والغريب في الأمر، أن البعض يستغل سلمية الاجتماع وأهدافه النبيلة، ليحضره بوجه مكشوف، لكنه يحافظ دائما على اسمه المستعار.والأخطر في الأمر هو أن غالبية هؤلاء المندسين، يفضلون التوجه إلى القاصرين، أو ما يسمى حاليا لدى " الإلترات"، "المناصرين الجدد".وعلى عكس اجتماعات المشاغبين، فإن اجتماعات "الإلترات" لا يشارك فيها إلا بضع مئات من الجماهير، ويكون هدفها تأطير المشجعين الذين يأتون للملعب، ومنع حدوث أي أحداث شغب، يمكن أن تنسب لمسؤولي هذه المجموعات المساندة لفرقها، غير أنهم لا ينجحون عادة، وينتصر الشغب على اسم المجموعة.ولعل نتائج هذه العملية واضحة للجميع، إذ يثير هؤلاء المشاغبون أحداثا دامية، ويبثون رسائل مهيجة، يضطر معها الأمن للتدخل من أجل التحقيق والدراسة ثم الاعتقال.العقيد درغام

شغب الملاعب… غارات مدبرة بإحكام

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الزواغي: لـن أرحـل

بطولة الشمال تنطلق بنظام جديد

مقالات ذات صلة