الفنانون ناكرون للجميل

"الماناجير" مهنا قالت إن الهاجس المادي وراء تفضيلهم أقرباءهم لإدارة أعمالهم اعتبرت خديجة مهنا، مديرة الأعمال السابقة لعدد من الفنانين الشعبيين، أن هؤلاء لم يصلوا بعد إلى مرحلة يقدرون فيها دور "الماناجير" وأهميته بالنسبة إلى مسارهم الفني. وفتحت مهنا، في حوار مع "الصباح"، النار على من اشتغلت معهم من الفنانين المغاربة، الذين استغلوها ليصبحوا على ما هم عليه اليوم، حسب قولها. في ما يلي تفاصيل الحوار: < كيف كانت بداياتك في مجال إدارة أعمال الفنانين؟< كنت أشتغل في الأساس في مجال تنظيم السهرات في فرنسا. في 2002، جلبنا عبد الله الداودي والداودية (كانت معروفة آنذاك بالشابة زينة)، وعادل الميلودي، لحفل هناك، إضافة إلى سعيد الصنهاجي الذي كان حينها نجما معروفا. بعد نجاح الحفل، وبعد أن لاحظ هؤلاء الفنانون جديتي في العمل، طلبوا مني تولي إدارة أعمالهم لأنهم كانوا، مثلما قالوا، في حاجة إلى شخص يمثلهم في فرنسا وأوربا. وهكذا كانت بداياتي في المجال.< وماذا عن تجربتك مع هؤلاء الفنانين؟ < بعد موافقتي على إدارة أعمالهم، طلبت أن يتم الأمر بشكل قانوني، وبالتالي وقعوا العقود و"عيونهم مغمضة"، مثلما يقولون، لأنهم كانوا في حاجة إلي. ولدت في فرنسا وأتكلم الفرنسية، وهو ما كان يشكل بالنسبة إليهم نوعا من الأمان. للأسف، كانت تجربتي سيئة مع هؤلاء الفنانين، لكني اكتسبت الكثير من التجربة والخبرة في هذا المجال عموما. تعلمت وربحت أصدقاء ومعارف. اليوم، أفضل ألا أتعامل مع هؤلاء الفنانين لأنني أعتبر الأمر مجرد ضياع للجهد والوقت والطاقة. كنت أهتم بهم وبمسارهم الفني على حساب حياتي الشخصية، وكان جزائي النكران والجحود. إذا كان جميع الفنانين المغاربة مثل هؤلاء الذين تعاملت معهم، فمن الأفضل عدم الاشتغال معهم من الأساس.< انطلاقا من تجربتك، هل الفنانون بالمغرب واعون بأهمية مهنة مدير الأعمال؟< لا أظن. وأنا هنا أتحدث من منطلق تجربتي مع الفنانين الذين اشتغلت معهم، والذين يعتبرون مدير الأعمال شخصا يقوم بكل شيء. ليسوا واعين بدور "الماناجير" وأهميته، ولو كانوا كذلك، لكنا ما زلنا نشتغل معا. المدة التي قضيتها مديرة أعمال البعض منهم، كانت لأنني صبورة بطبعي وأتحمل الكثير. كنا مثل الأزواج، تستمر علاقتهم لأن "واحد فيهم هاز الثقل" و"صابر على لاخر". كنت أتحمل الكثير منهم احتراما لالتزاماتي مع المتعهدين ومنظمي الحفلات الذين لم يكن بالإمكان أن أخذلهم. لدي وعي وضمير مهني حاضر في علاقتي بهم. كنت أحل جميع المشاكل المتعلقة بهم من "الفيزا" مرورا بتذكرة الطائرة والفندق والأكل، وصولا إلى "دلعهم"...(تعصبت... هادا ما هضرش معايا مزيان..)... كنت أحاول أن أجد التوازن بينهم وبين الموسيقيين و"الأوركسترا"... حتى مكالماتهم الهاتفية التي كانوا يودون التخلص منها كنت أتكفل بها.. بالنسبة إليهم لم أكن "ماناجير"، بل أداة كانوا في حاجة إليها في أوربا في مرحلة معينة. استعملوني من أجل أهدافهم. كانوا يتخلصون عن طريقي من المسؤوليات... إنهم أطفال أكثر منهم فنانون... إذا فقد أحدهم شيئا في مطار ما، يتصل بي، "إيلا باغي يشري كارت التلفون" أيضا... كانوا غير قادرين على حل مشاكلهم... بالنسبة إليهم، علي القيام بكل شيء، فقط لأنني آخذ نسبة. مع أن مهمتي تنحصر في جلب العقد وأخذ نسبتي وانتهى الأمر. كنت أهتم بكل شيء ولم أكن أتقاضى عن ذلك أجرا... وفوق هذا هم ناكرو جميل. < ما هي نوعية المشاكل التي صادفتها معهم؟< مشاكل لها علاقة بالالتزام بالوقت. أحيانا لا يأخذون طائراتهم في الوقت المحدد. أحيانا يتأخرون عن موعد الحفل، أو يتخلف أحدهم تماما عن الحضور ليقول لك إنه لم يجد التذكرة. أحيانا أخرى يظل أحدهم في الفندق ليسكر وينسى أنه أتى ليغني وليس ليشرب الخمر. وبما أنني "ماناجير"، علي أن أحل جميع المشاكل، خاصة أنني أنا من التزمت مع المتعهد أو منظم الحفل. < لماذا في نظرك يكون أغلب مديري أعمال الفنانين أشخاصا من أقربائهم؟< الهاجس المادي هو أول سبب يدفعهم إلى ذلك، لأنهم يفضلون أن يعطوا النسبة لقريب لهم، بدل "البراني". "باغين كلشي فجيبهم"، لذلك يضعون أخا أو أختا أو زوجة... حتى يوفروا مبلغ النسبة. في الوقت نفسه، هم لا يثقون في أحد. يعتبرون أن مدير الأعمال دائما يسرقهم. لأن في طبعهم الخيانة، يعتقدون أن الجميع يشبههم. إنهم لا يفهمون شيئا ولا يعرفون أنه من الأفضل عدم خلط الحياة الشخصية بالمهنية في هذا المجال، وإلا دخلوا في مشاكل لا حصر لها... < ماذا أخذت من الفنانين وماذا استفادوا منك؟< «شوفي كيفاش كانو وكيفاش ولاو"... منهم من اشتغلت معه مدة 15 سنة، ورغم ذلك يتعامل معي بقلة ثقة. لقد كانوا في حاجة إلي، وحين وصلوا أهدافهم وأصبحوا مشهورين بدؤوا يجدون مبررات للتخلص مني. لا يمكن لهؤلاء الفنانين أن يتعاملوا معك طيلة هذه المدة دون أن يكونوا قد استفادوا منك شيئا. إنهم يستعملون الشخص مدة معينة ويستغلون علاقاته قبل أن يستغنوا عنه لتوفير مبلغ النسبة لأنفسهم. < يتردد أنك تطلبين نسبة مرتفعة. إلى أي مدى هذا الأمر صحيح؟< لا توجد نسب كبيرة يأخذها "الماناجير». النسبة معروفة ولا تتجاوز 15 أو 20 في المائة. إنهم ليسوا فنانين "كا يتباعو" بملايين الأوروهات. لا أجني من ورائهم شيئا يذكر. "هوما براسهم ما عندهومش كاشيات كبار"... إنها مبالغ حقيرة مقارنة مع النجوم العالميين. لكن الفنانين المغاربة يحبون النظر إلى ما لدى الآخر. "كا يشوفوك نتا شحال خديتي". وبالنسبة إليهم، "ديما راك خديتي ليه شي حاجة ديالو"... "ديما خديتي بزاف"... ولأنهم يفكرون هكذا، فلن يصلوا إلى شيء أبدا... عقليتهم لا تناسب طريقة تفكيري. أجرت الحوار: نورا الفواري لم أفرض نفسي على أحد < يتهمك البعض بأنك تريدين استغلال الفنانين وتفرضين عقودا طويلة الأمد. كيف تردين؟< لم أفرض يوما عقدا على أحد. قمنا معا بحفلات ناجحة وطلبوا مني أن أمثلهم وأدير أعمالهم، مثلما سبق وقلت. العقود تتحدد مدتها تلقائيا. وتكون مدتها طويلة من أجل تفادي الإجراءات البيروقراطية في كل مرة ترغب فيها في التجديد. لا أحد يمكن أن يفرض شيئا على أحد. هناك شروط يجب الالتزام بها من أجل وضع حد للعقد بكل هدوء ومودة، من بينها الإعلام المسبق وأداء تعويض عن فسخ العقد واحترام القانون والآجال... لم أفرض على أحد أن يعمل معي. هم من كانوا في حاجة إلي ولست أنا. كرامتي لا تسمح لي بالاستمرار مع بعضهم، لذلك فضلت أن أتوقف عن الاشتغال معهم. لست مديرة أعمال زوجي < لماذا تديرين إذن أعمال زوجك المغني موس ماهر؟ < لست مديرة أعمال موس ماهر. لديه فريق عمله الخاص به. موس زوجي. أشجعه وأساعده عن بعد، أو حين أستطيع من الناحية الإدارية. لست "ماناجيره" ولا أرافقه في جولاته أو حفلاته أو سهراته... في سطور - من مواليد 13 أبريل 1973 - رأت النور بسان دوني بفرنسا- تتحدر من عائلة أمازيغية من إيمينتانوت- تولت إدارة أعمال الداودية والداودي والصنهاجي والميلودي... - زوجة مغني الراي موس ماهر

الفنانون ناكرون للجميل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

البهائيون... من الإعدام إلى التعايش

لامارا... صانع النجوم

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات