بعث سلفيون من التيار السلفي الإصلاحي، من داخل السجون، في سابقة من نوعها، رسالة شكر إلى عبد اللطيف الحموشي، المدير العام للمديرية العامة للأمن الوطني.وكشفت رسالة الشكر، أن سلفيين من التيار السلفي الإصلاحي، استفادوا من منح مالية، وأن الحموشي هو الذي يقف وراء هذه المبادرة، التي وصفها موقعو الرسالة بـ "الطيبة".وحملت الرسالة، التي توصلت "الصباح" بنسخة منها، توقيع الناطق الرسمي باسم هذا التيار، السلفي عبد الرزاق سماح، الأمير السابق لتنظيم حركة المجاهدين بالمغرب، والذي أدت اعترافاته إلى كشف تفاصيل العلاقات الخفية والسرية بين التنظيمات الإرهابية وبين المخابرات الجزائرية لاستهداف استقرار أمن المغرب منذ عقود. كما وقع الرسالة رئيس لجنة التواصل والتنظيم حافظ الوافي، وذكر فيها أنها تمثل جميع المنتمين إلى هذا التيار سواء من الذين مازالوا يقضون عقوبات داخل السجون، أو الذين أفرج عنهم.وأشارت الرسالة نفسها إلى أن المستفيدين من منح مالية توصلوا كذلك برسائل "تطمينية"، تطلب منهم "المضي قدما لخدمة بلدهم". وهي الخطوة التي اعتبرها، سلفيو التيار الإصلاحي ذات دلالة معنوية كبيرة، مضيفين، في رسالتهم، أن دلالة هذه الخطوة لا تتجلى في المنح المالية، بقدر ما تتجسد في ما هو معنوي، أي احتضان أبناء التيار السلفي الإصلاحي، وتشجيع مشروعهم من قبل المديرية العامة للأمن الوطني. ودعت رسالة الشكر نفسها، رئيس الحكومة ووزير العدل والحريات، ومندوبية السجون والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ومؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، إلى التفاعل الإيجابي والسريع مع هذا الحراك السلفي المغربي، الذي، تقول الرسالة، إنه يسعى إلى "خدمة البلاد والانخراط الإيجابي في العمل المؤسساتي تحت مظلة الثوابت الرسمية والتاريخية للبلاد"، كما أنه يسعى إلى "احتضان أبناء التيار حماية لهم من الارتماء في أحضان الفكر المتطرف تحت ضغط الأمر الواقع حتى تعود الثقة إلى نفوسهم".وكشف التيار ذاته، سابقا، الخطوط العريضة لمشروعه الإصلاحي، والهادف، حسب ما ناقشه ممثلوه مع لجن أمنية زارتهم داخل السجون، على "تطوير منظومة عقدية متكاملة لبروز الوعي الصحيح عند الفرد والجماعة بالعقيدة"، وهو ما اعتبره التيار ركنا أساسيا في الحفاظ على تماسك الجماعة، وعنصرا أساسيا في حياتها. وحسب المشروع الإصلاحي للتيار نفسه، فإن بروز العقيدة وصفائها "يمكن الفرد من ربط تصورات الوعي ببعضها، وربطها بالواقع المعيش"، مشيرا كذلك إلى أن إصلاح المناهج يكون بتغيير وتعديل الفكر القديم الذي يرى الجماعة تختلف عن الأمة، بل تعاديها وتصادمها، ويقتضي كذلك إعادة الحقل الديني على مستوى الخطاب والإدارة والتكوين والإعلام.ضحى زين الدين