الوردي: احتجاجات الطلبة استغلت سياسيا

وزير الصحة قال إن الحكومة لم تسحب فكرة "الخدمة الصحية الوطنية" وصحة العالم القروي خط أحمر قال الحسين الوردي، وزير الصحة، إن توقيع محضر 2 نونبر بين الطلبة الأطباء ووزارتي الصحة والتعليم العالي تجسيد لقناعة "لا غالب ولا مغلوب"، مؤكدا، في حوار مع "الصباح"، أن الاتفاق الأخير هو نفسه الاتفاق الموقع عليه بين الأطراف الثلاثة 28 شتنبر الماضي، أي قبل 40 يوما من اليوم، موضحا أن الحكومة لن تتراجع عن تغطية الخصاص في العالم القروي، و"جميع الأفكار والمقترحات قابلة للنقاش للوصول إلى هذا الهدف". أجرى الحوار: يوسف الساكت عاد الطلبة الأطباء إلى مدرجاتهم بعد ستين يوما من المقاطعة، ماذا يعني لكم ذلك؟أغتنم فرصة أولا، لأهنئ أبنائي الطلبة الأطباء على حسهم الوطني وروحهم العالية، إثر قرار رفع حملة مقاطعة الدروس والتداريب والاختبارات السريرية بكليات الطب والصيدلة.وأؤكد أن الاتفاق الذي جرى التوصل إليه، الاثنين الماضي، بين وزارتي الصحة والتعليم العالي والتنسيقية الوطنية للطلبة تجسيد لقناعة لا غالب ولا مغلوب، وهي قناعة كانت حاضرة حتى في أصعب لحظات الحوار والتفاوض مع الطلبة التي دامت زهاء شهرين.اليوم، حققنا الأهم، بالنسبة إلي، وهي عودة الطلبة الأطباء إلى مدرجاتهم واستئناف دروسهم وتداريبهم لإنقاذ موسم جامعي من سنة بيضاء. وأنا أتحدث معك بصفتي عميدا سابقا لكلية الطب بالبيضاء وطبيبا أستاذا ممارسا، وأعرف ما تعني سنة بيضاء في كلية الطب والصيدلة وكلفتها المالية والمعنوية على الجميع. وتعهدنا أمام الطلبة وأمام أنفسنا بمساعدة أبنائنا الأطباء بإنهاء سنتهم الجامعية في أحسن الظروف وتقديم جميع المساعدات الممكنة لصالحهم أولا، ولصالح الوطن الذي لا نريده أن يتضرر، أو يصيبه أي مكروه مهما كان صغيرا. هل صحيح أن الحكومة سحبت المشروع بشكل نهائي؟بالنسبة إلى مسودة مشروع الخدمة الوطنية الصحية، أجدد التأكيد أن الأطراف الثلاثة اتفقت على عدم طرحها بصيغتها الحالية، والعودة إلى الحوار والنقاش قصد التداول في مقترحات وأفكار جديدة، مع الحذف والإضافات والتنقيحات.إن الأمر لا يتعلق بأي سحب كلي للمسودة ومشاريع الأفكار التي لم يرفضها الطلبة الأطباء في كليتها وغاياتها المؤطرة لها، وهي مساهمة الجميع في التخفيف من الخصاص المهول في العالم القروي والمناطق النائية على مستوى الخدمات الصحية. لكن ما دلالة كلمة عبارة "إيجاد بديل لا يقوم على الإجبار" التي وردت في نص المحضر المشترك؟هذه العبارة أصر الطلبة الأطباء على إضافتها وقبلنا ذلك، دون أن نحملها أي دلالة خارج سياق النقاشات والمداولات اللاحقة التي ستلي التوقيع على المحضر وتتكلف بها لجنة ثلاثية مكونة من الوزارتين والتنسيقية الوطنية لأطباء الطب وطب الأسنان.فالأساسي اليوم، أن نتفق على المبادئ العامة والاختيارات الكبرى للنهوض بالواقع الصحي ومساهمة الجميع في هذا المجهود كل من موقعه، وبالشكل الذي يضمن حقوق وواجبات الأطر الصحية والمواطنين، أما التفاصيل الأخرى، فيمكن الاتفاق أو الاختلاف حولها أثناء النقاش، وصولا إلى مناطق توافق وسطى الرابح فيها هو الوطن وحده.نحن لا نتشبث في الحكومة بأي مسودة أو بدائل أو أفكار، وصدورنا مفتوحة لجميع المقترحات والمشاريع التي تستحضر أولا وأخيرا إيجاد حلول للخصاص الكبير في البنيات التحتية والبشرية في العالم القروي والمناطق الهامشية والنائية، وتوفير العلاجات والدواء والاستشفاء لملايين المغاربة الذين يعيشون هناك، ومن واجبنا تجاههم العمل على تسهيل ولوجهم إلى هذه الخدمات، مناصفة ومساواة مع إخوانهم في المدن الكبرى والمتوسطة. إذا كان الأمر بهذه "السهولة"، السيد الوزير، لم أهدر المغرب 60 يوما من التكوين الطبي بسبب المقاطعة، ألا يتعلق الأمر بخلل في التواصل بين الطرفين تتحمل جهة ما مسؤوليته؟قد يكون الأمر صحيحا إلى أبعد الحدود. فالطلبة يتحدثون عن مشروع قانون خاص بالخدمة الإجبارية يقترب من المصادقة البرلمانية ليصبح ساري المفعول وملزما لهم قانونيا، والوزارة المعنية تقول إنها طرحت فقط مسودة أفكار أولية للنقاش العمومي وعممته في بوابها لتلقي الملاحظات والمقترحات قبل المرور إلى مرحلة التجميع والتنقيح والحذف والإضافة.لكن في الوقت نفسه، يجب أن ننتبه إلى أن جلسات الحوار لم تنقطع مع ممثلي الطلبة، بل إننا وقعنا منذ 28 شتنبر، أي قبل 40 يوما تقريبا من هذا اليوم، على اتفاق/محضر مماثل مع الأطباء، تضمن تقريبا النقاط المدرجة في محضر الاثنين الماضي. ويمكنكم أن تتأكدوا من ذلك بمقارنة صيغتي المحضرين السابق والحالي.ويبدو لي للأسف أن المغرب، وليس الوردي أو الداودي، أو بنكيران، أو حتى الطلبة، ضيع شهرين كاملين من احتجاجات ومقاطعات لا أرى مبررا لها، اللهم آفة الاستغلال السياسي التي ابتلينا بها، إذ تدخل الأطراف نفسها، كما وقع في ملف "أمانديس" على الخط، لتوجيه الوقفات الاحتجاجية إلى اتجاه سياسي محض، وهو ما نبهت إليه أثناء تدخلي في البرلمان للتعليق على هذا الموضوع. قد يكون الأمر كذلك، لكن الطلبة يطالبون بإدماجهم في الوظيفة العمومية، مقابل انخراطهم في المشروع؟ يا سيدي هذه أفكار قابلة للنقاش، ونحن مستعدون للجلوس مع الطلبة وعرض جميع المناصب المالية المتوفرة وإيجاد صيغة للاستفادة منها، والتداول حول جميع النقاط المرتبطة بشروط الإدماج وعدد الفئات ومن له الأسبقية وغير ذلك من الأفكار التي ستحل بالحوار ثم الحوار والحوار، لا بأشياء أخرى. أعدنا فتح 285 مركزا صحيا على مستوى التشخيص. ماذا نعني بالخصاص في العالم القروي؟ أولا، هناك مجهود قامت به الحكومة الحالية والحكومة التي سبقتها في عهد الأستاذة ياسمينة بادو، وانتقلنا من أكثر من 352 مركزا صحيا مغلقا، إلى أقل من 100 ما زالت مغلقة ونجتهد في أفق فتحها من جديد. لكن هذا المجهود غير كاف، إذ لا يعني أن إعادة فتح مستوصف أننا وفرنا العلاج للسكان المحيطين به. فأغلب هذه المراكز المفتوحة تفتقر إلى أطر طبية، ويقوم الممرضون بمجهودات جبارة هناك، لكنها تبقى ناقصة بمفهوم حل معضلة تقديم العلاجات والتشخيصات، دون الحديث عن التعثر الذي يرافق تنزيل نظام "راميد" الذي يقتضي احترام مسار استشفائي دقيق ينطلق من المستوصف الصغير ويصل في نهاية المطاف إلى المركز الجامعي الاستشفائي.

الوردي: احتجاجات الطلبة استغلت سياسيا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مخــتــصــرات

سابقة... سلفيون يمتدحون الحموشي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات