حين تكتب جريدة مثل "الباييس" الإسبانية، أن عبد الإله بنكيران هو "ميسي" المغرب، فاعلم، جزاك الله، أن المغرب كروي الشكل، وأن أرضه "معشوشبة"، وأن حدوده الشمالية والجنوبية قضبان حديدية بها شباك، مثل المرمى تماما.وصفت الجريدة الرصينة التي تبيع حوالي 400 ألف نسخة يوميا، عبد الإله بنكيران ب"ميسي" المغرب، في مدح لمهارة رئيس حكومتنا الذي قرر، في وقت سابق، متابعة الصحافي بها إغناسيو سيمبريرو، قضائيا... فهنيئا لرئيس حكومتنا بلقبه "وعقبى" للقب الأسطورة "بيلي".والحقيقة أن "الباييس" ظلمت بنكيران، فهو أشهر من "ميسي" بكثير، ومراوغاته في السياسة تفوق إبداعا نجم برشلونة، وربما تنافس الحركات الجميلة لمارادونا، فهو قادر على تسجيل الأهداف الخرافية، على حد وصف معلقي القناة الرياضية العظماء.قالت الجريدة الإسبانية: "إن "ميسي" المغرب استطاع أن يأسر قلوب الناخبين بسبب شعبيته الكبيرة الناتجة عن كاريزماه، ولغته البسيطة الواضحة، ورغم وصوله إلى مراكز القرار حافظ على بساطته، إذ مازال يعيش في المنزل نفسه ولم يغيره، رغم أن منتقديه يصفون أسلوبه بالخشن و"المبتذل"... لكنها لم تخبرنا أين تباع أقمصته الرياضية، حتى يهب الشعب لاقتنائها، ويدخر الأمين العام لحزب العدالة والتنمية مبلغا ماليا يقيه شر الفقر.تبا للجريدة، أبدعت في التشبيه، لكنها ظلمت رئيس حكومتنا، فبنكيران أمهر من "ميسي"، رغم اعتزاله المبكر، ولا شك أنه همس لصديقه الوزير نجيب بوليف لتوجيه سهام نقده لمدرب المنتخب الوطني، بادو الزاكي، بعدما تحسر على مستوى لاعبي المنتخب وانهزاميتهم في جل المباريات، طيلة ولاية الحكومة الحالية.. وطبعا بنكيران لا يقبل الهزيمة، ولا يتمتع بالروح الرياضية.مقال "الباييس" عبارة عن رسالة مشفرة، وفق نظرية المؤامرة، من أجل دفع بادو الزاكي للاستعانة بمهارات بنكيران، خصوصا أن الزاكي لا مانع لديه في عمر اللاعب، مادام يستدعي محترفين شيوخا، ويترك شبابا على دكة الاحتياط، فبنكيران الأولى بحمل شارة العمادة والقميص رقم 10، حينها لن تستطيع منتخبات ألمانيا والبرازيل والأرجنتين هزمنا، وربما فزنا بكأس العالم، قبل إجرائها.. كم أنت داهية يا "الباييس".وبلغة معلقي القناة الرياضية، فإن بنكيران يجيد تسديد الضربات عن بعد، وكراته "اللولبية" في ضربات الأخطاء أطاحت بجدار السياسيين، بل شتت، في مباراته الأخيرة، جدار الصد المكون من رباعي المعارضة، فهرب المدافع حميد شباط إلى فريق المساندة النقدية، واختفى إلياس العماري، وتاه إدريس لشكر داخل رقعة الملعب، حينها خسرت المعارضة "الماتش"، وبدت فرقا ضعيفة بالكاد "تحاور" الكرة.التخصص الذي يجيده "ميسي" بنكيران داخل المستطيل الأخضر، دون غيره من اللاعبين، هو حالات التسلل، والويل ثم الويل لزملائه إن تسببوا في حالة تسلل واضحة، فربما يطردهم من الفريق الحكومي أو يغضب عليهم. ألم يوبخ صلاح الدين مزوار في الانتخابات المحلية، حين أخل الأخير بالخطة؟ بل جعل معنوياته "مهزوزة"، وهو يتحدث ب"التزعزيع" و"التفعفيع".ولأنه لاعب خلوق، فلم تُشهر في وجه بنكيران أي بطاقة صفراء أوحمراء، فهو وديع حين يداعب الكرة، مثل الكابتن ماجد، ويقهقه حين يسدد الركلات، ويحترم الحكم كثيرا، فيبادله الجمهور بالتقدير، حتى أن أغلبيته صوتت عليه في الانتخابات الأخيرة.يشعر بنكيران، الآن، بضيق كبير، وصعوبة في التنفس، وهبوط مفاجئ في الضغط الدموي، ودوران في الرأس لم ينفع دواء الفقراء "الشاي" ودوليبران في الحد منه.. فقد انتهت جل مبارياته الكروية بفوزه، ويفصله عن المباراة المقبلة بالرباط حوالي السنة.. فمن يراهن على فوزه مرة أخرى؟(*) موقع في الواجهة www.filwajiha.com