“البابيلا”… “لا غلا على مسكين”

ثمنها في تطوان لا يتجاوز 50 درهما ومصدرها موريتانيا تحولت تطوان إلى مجال واسع لتجارة وترويج المخدرات القوية، خاصة منها الكوكايين، إذ تحول كثير من باعة المخدرات التقليدية، مثل "الكيف" و"الشيرة"، إلى باعة لهاته المادة الجديدة لما تدره عليهم من مدخول.. فكمية قليلة من الكوكايين يمكنها أن تضاهي في مداخيلها كيلوغرامات من الشيرة التقليدية. الظاهرة، التي تصفها مصادرنا الأمنية أنها أصبحت "مقلقة جدا"، لم تعد تخص بعض المنحرفين أو المتعاطين الراشدين لهاته المادة السامة والمخدرة، فقد وصل ترويج هذا النوع من المخدرات إلى المؤسسات التعليمية والنوادي وغيرها، وأصبح أمرا شائعا.ورغم عدم وجود إحصائيات رسمية، لكن التقديرات تتحدث عن أرقام مفجعة، فنسبة هامة من المراهقين بالمؤسسات التعليمية والأحياء المختلفة أصبحوا تحت رحمة المخدرات القوية، خاصة منها الكوكايين، الذي يباع ويشترى في مناطق معروفة، وعلى أبواب المؤسسات التعليمية. ووفق إحصاءات المصالح الأمنية، فإن سوق بيع الكوكايين اتسع بشكل كبير، رغم الحرب الضروس التي تخاض ضدها منذ مدة، لكن يبدو أن تلك الشبكات المختصة في هذا النوع من التجارة، هي الأكثر تقدما والأكثر سيطرة على الساحة، فهم يستعملون وسائل متطورة وجديدة، في كل مرة، للإفلات من ملاحقة الشرطة والمصالح المختصة."الصباح" التقت بعض التلاميذ المتعاطين للكوكايين، أوضحوا أنهم ضحايا شبكات منظمة، تشتغل بشكل دقيق وتصطاد "ضحاياها"، ذكورا وإناثا، بإتقان، خاصة الفتيات، وهو ما يظهر جليا في بعض الملاهي الليلية وحتى في بعض المقاهي المعروفة بوجود هذا النوع من الفتيات المتعاطيات للمخدرات والكوكايين بالأساس، واللواتي يلجأن، إلى الدعارة أحيانا، ليتمكن من توفير مبالغ مالية لاقتناء جرعة المخدر، التي تسمى بالشمال بـ"البابيلا"، والتي هي عبارة عن ملغرامات من المخدر، لا يقل ثمنها عن خمسين درهما، بالنسبة إلى النوع الرديء ويزيد عن 100 درهم بالنسبة إلى النوع المتوسط...مصادر أمنية، أكدت في حديث إلى "الصباح"، أن "الكوكايين" لا تدخل عبر سبتة المحتلة كما يعتقد، بل غالبيتها تأتي من الشرق والجنوب، فبعض أنواع الكوكايين، الرائج في أسواق تطوان والضواحي، مصدره الجنوب المغربي، الذي يستقبل كميات كبيرة قادمة من موريتانيا ومن جزر الخالدات، التي تستقبل بدورها الكوكايين الخام من أمريكا اللاتينية.جودة المادة، لا يمكن الحديث عنها، لكن ما هو مؤكد حسب بعض المصادر، أن ما يعرض في تلك الأسواق، هو من النوع الرديء جدا، بل قد يكون بعيدا كل البعد عن أبسط المقاييس التي يهيأ بها هذا المخدر. إنه "الزبل" يقول مصدر طبي عليم. فبعض الكميات التي تحتجزها المصالح الأمنية، تبين فعلا هذا الأمر، إذ يتم خلط المخدر الحقيقي، بأنواع أخرى تكون أكثر ضررا.وكشفت مصادر عليمة ل"الصباح"، أن الكوكايين الذي يباع، هو خليط لبعض من الكوكايين الحقيقي، بكميات من الحبوب المهلوسة التي يتم دق بعض أنواعها الرخيصة، فتبدو الجرعة أشبه بكمية حقيقية من الكوكايين، ونادرا ما يتم الانتباه لهذا الأمر، وكل ما يهم هو التأثير الذي تخلفه بالنسبة إلى المتعاطين لها."البابيلا" هكذا تسمى بالشمال، إنها الجرعة الصغيرة المعدة لاستعمال واحد، وقد انخفض ثمنها في السنتين الأخيرتين بشكل كبير، إذ كانت في بداية الألفية الجديدة لا تقل عن 100 درهم، لينخفض الثمن في بعض الأحيان إلى 50 درهما، وهو النوع الذي يغرق السوق هاته الأيام، نظرا لردائته.“القلي" مصطلح أصبح أكثر تداولا لدى مستعملي الكوكايين، ويعني الطريقة التي يتم بها استعمال واستهلاك الكوكايين، وهي شبيهة بعملية القلي المعروفة، إذ توضع "بودرة" الكوكايين في ملعقة، أو ورق الألومنيوم، ويتم تسخينها من أسفل، من أجل تحللها وسهولة استعمالها، ومن ثم تستنشق بالطريقة المعروفة.وكانت المصالح الأمنية، اجتثث في الآونة الأخيرة عددا غير قليل من معاقل بيع هذا المخدر، خاصة بجبل درسة والكاريان ومرتيل والفنيدق، وألقت القبض على بعض المروجين لها، لكن تجار الكوكايين يحاولون دائما الحصول على مساحات أوسع لترويج مخدراتهم، خاصة في غياب سياسة ناجعة لحماية بعض المدمنين وعلاجهم، رغم وجود مركز مختص بتطوان.يوسف الجوهري (تطوان)

“البابيلا”… “لا غلا على مسكين”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

طلبة الطب... "مامفاكينش"

غزوة "البيضا"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات