المصالح التجارية تتحكم في السوق

إذا كان نظام «المقايسة»، يستهدف تخفيف العبء عن صندوق المقاصة وخفض الدعم، فإنه خلق سوقا مفتوحة تحكمها المصالح التجارية، التي ساهمت بشكل مباشر في عدم استقرار وتيرة التزود في السوق، وهو الأمر الذي يظهر في نقص التزود بمادتي البنزين و»الغازوال» في المحطات عند بداية الشهر وفي منتصفه، أي تاريخ تحيين الأسعار بقرار من الوزارة المنتدبة المكلفة بالشؤون العامة والحكامة، إذ يعمد أرباب المحطات إلى طلب كميات صغيرة من المحروقات، قبل التاريخ المذكور، من أجل تلافي الخسائر عند انخفاض السعر بعد تحيينه. وبهذا الخصوص، شهدت مجموعة من محطات الوقود بداية الشهر الجاري ارتباكا في تزويد الزبناء لاعتبارات تجارية، خصوصا بمادة البنزين. فرغم تراجع سعرها بناقص 75 سنتيما، لتستقر عند 9.78 دراهم للتر، إلا أن الزبناء تفاجؤوا بتعليق عمل المضخات الخاصة بالمادة الحيوية، بسبب عدم توفرها، في الوقت الذي شهدت محطات أخرى ازدحاما، نتيجة تدفق الزبناء الباحثين عن البنزين عليها. وعاينت «الصباح» استمرار تعليق خدمة التزويد بالبنزين في عدد من محطات الخدمات وسط المدينة خلال الفترة المذكورة، بينما فسر أربابها هذا النقص بأسباب تجارية، إذ عمد عدد منهم إلى تقليص كمية طلبياتهم من المادة لدى الموزعين، بما يكفي لسد حاجيات الزبناء حتى نهاية الشهر فقط، للاستفادة من انخفاض متوقع في سعرها، ولتجنب خسارة مالية عن فرق السعر. ومن جهته، أكد محمد الوفا، الوزير المنتدب المكلف بالشؤون العامة والحكامة، أن الأمر يتعلق بمصالح تجارية لأرباب محطات الخدمات، إذ يتيح نظام المقايسة الجزئي معرفة سعر المادة عند البيع، انطلاقا من عملية حسابية أساسها أسعار النفط في السوق الدولي، وهو الأمر الذي يمكن اعتباره نموذجا للشفافية، لذا فالتزود حسب المصلحة التجارية يعتبر شرطا من شروط السوق المفتوحة، مضيفا أن الوزارة تسير دوريات من المراقبين، من أجل مراقبة التزام المحطات بتنفيذ الأسعار الجديدة. وغالبا ما يستثني الارتباك في التزود مادة «الغازوال»، التي تراجع سعرها بشكل طفيف خلال الأشهر الماضية، إذ أكد عدد من أرباب المحطات طلبهم كميات كبيرة من هذه المادة، التي تعتبر الأكثر استهلاكا، في الوقت الذي حصد بعضهم خسائر بالملايين بعد تراجع سعر البنزين بشكل كبير، خصوصا الذين طلبوا كميات كبيرة نهاية الأسبوع الماضي، علما أن سعر «الغازوال»، انخفض إلى 7.90 دراهم للتر، بناقص 30 سنتيما فقط. ب . ع

المصالح التجارية تتحكم في السوق

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الرشـوة تقـوي مناعتهـا

دورية وزارية لرفع احتياطات المحروقات

مقالات ذات صلة