وجها لوجه

الفقيـه بنصالـح... قاعـة انتظـار رئيس المجلس اعتبر أن الحكومة أنقذت المدينة وخصومه يقولون إن الحصيلة لم تتجاوز 20 % دافع محمد مبديع عن حصيلة ولايته على رأس بلدية الفقيه بنصالح، مشددا على أن المجلس عمل جاهدا للنهوض بالمدينة، وخير دليل على ذلك، طبيعة مشاريعه ذات الصبغة الاقتصادية، خاصة في ما يتعلق بإستراتيجية الأسواق الرئيسية والعصرية. موضحا أن المدينة تمكنت من الحصول على حصة وافية من الدعم الحكومي والرفع من مساهمات القطاعات الحكومية في مواردها المالية، لأن مشاريعها مضبوطة وتصوراتها واضحة. ومن جهته اعتبر سمير راديوس، الأمين العام الإقليمي لحزب الأصالة والمعاصرة، أن المجلس فشل في استقطاب الاستثمارات ودفع أبناء المدينة إلى الاستثمار في جهات أخرى، وأن هناك مشاريع لم تنجز، ومشاكل بالجملة في تدبير أمور المدينة. القـادم أفضـل < ماهي الحصيلة التي سيدافع بها محمد مبديع عن ترشحه لولاية جديدة على رأس المجلس البلدي للفقيه بنصالح؟ < لن يكون هناك أصدق في الحديث عن حصيلة المجلس البلدي للفقيه بنصالح أكثر من سكان المدينة وجمعيات مجتمعها المدني، الذين يشهدون على أن هناك إنجازات مشرفة يحق لنا الاعتزاز بها، على اعتبار أن المجلس أطلق عددا من المشاريع التي أعطت للمدينة نفسا جديدا، وساهمت في تحريك اقتصادها، وذلك في انتظار حركية أكبر مع استكمال أوراش مفتوحة ومشاريع لم تكتمل والبدء في تنفيذ أخرى لم تنطلق بعد. هذا بالإضافة إلى مشاريع تكميلية جديدة لما أنجز تجاوزت مرحلة الدراسات . < ولكن هناك من يقول إن المدينة لم تتغير منذ عقود، كيف تردون على ذلك؟ < هذا مجرد كلام لا يستند على الواقع، ولا يصدر عن الذين يعيشون في المدينة، ويستفيدون من تطورها، ويحسون بالتغييرات الجارية فيها، خاصة بعد مشروع التأهيل الحضري الأول في 2008، ثم الثاني الذي انطلق سنة 2014 الذي وصلت نسبة إنجازه إلى 10 في المائة بتكلفة مالية إجمالية قدرها 65 مليار سنتيم. هذه المشاريع أعطت للمدينة وجها جديدا من حيث هيكلتها على العديد من الأصعدة, وهناك أمثلة كثيرة تثبت العكس وأود أن أذكر على سبيل المثال لا الحصر الأشغال الجارية لتشييد القاعة المغطاة والقرية الأولمبية والمسبح البلدي الجديد والأسواق الرئيسية والنموذجية، وعملية إعادة تهيئة المناطق الخضراء الموجودة وإحداث مناطق خضراء جديدة وإحداث طرق مدارية في محيط المدينة. < ولكن المعارضة تقول إن المجلس لم يقم بدوره في جلب الاستثمارات، هل فشلتم في التسويق للفقيه بنصالح وجهة استثمارية، خاصة بين صفوف أبنائها المقيمين في الخارج؟ < على العكس تماما من ذلك، عمل المجلس جاهدا في هذا الاتجاه، وخير دليل على ذلك، طبيعة مشاريعه ذات الصبغة الاقتصادية، خاصة في ما يتعلق بإستراتيجية الأسواق الرئيسية والعصرية، بالإضافة إلى المشاريع التجارية الكبرى، كما هو الحال بالنسبة إلى المركب التجاري، الذي سيحل محل السوق العشوائي (الجوطية)، وذلك في شكل تجمع للمرافق الاقتصادية من متاجر عصرية ومطاعم راقية، مع تخصيص جزء منه لاحتضان تجار «الجوطية» سواء تعلق الأمر بسوق الخضر أو سوق التوابل أو الجزارة. كما جرى إعطاء انطلاقة أشغال الحي الحرفي، الذي يضم حوالي 500 مستفيد من السوق التجاري، وهو المشروع الذي يهدف إلى إنهاء معاناة 200 بائع متجول، دون إغفال المشاريع المهمة التي ستنطلق قريبا، وفي مقدمتها إنشاء منطقة صناعية لجذب وتشجيع المستثمرين لخلق فرص الشغل ورفع عدد المعامل والمصانع ومرافق الخدمات الاجتماعية. وفي هذا الاتجاه، تستعد المدينة للبدء في مشروع كبير ينتظر أن يساهم في ازدهارها الاقتصادي، ويتعلق الأمر ببناء نواة جامعية بشراكة مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والمدرسة العليا للتكنولوجيا الغذائية. < ألا تلاحظون أن أغلب المشاريع مازالت في بدايتها، إن لم نقل لم تتجاوز بعد مرحلة الدراسات ؟ < اخترت أن أبدأ بالأوراش المفتوحة لأن استكمالها سيكون من أولويات الولاية التي أخوض غمار المنافسة عليها، لكن ذلك لا يعني أن هناك مشاريع كثيرة اكتملت كما هو الحال بالنسبة لمعلمة المركب الثقافي الكبير، بالإضافة إلى المركب الاجتماعي ودار الطالب ودار تأهيل المرأة والفتاة، وإعادة تهيئة مدخل المدينة والإنارة العمومية ذات الجودة العالية الإصلاح الشامل لشبكة قنوات الصرف الصحي، ورفع مستوى البنيات التحتية خاصة في ما يتعلق بالطرق والشوارع. < لم تتمكن بعض المجالس من توفير السيولة المالية لترجمة مخططاتها على أرض الواقع، ماذا عن الفقيه بنصالح؟ ليس بالإمكان الاعتماد على الموارد الذاتية للمدينة في تنفيذ برامجنا حتى لو بقينا في المجلس 100 سنة أخرى، ويكفي أن يعلم الجميع أن المداخيل السنوية للمجلس البلدي لا تتجاوز 500 مليون سنتيم، في حين وصلت كلفة المشاريع المفتوحة إلى 95 مليار سنتيم، لذلك قمنا بمبادرات وشراكات مع الدولة ومع قطاعات حكومية، إذ ساهمت وزارة الداخلية بـ 14 مليار سنتيم في تمويل شق شوارع المدينة و بناء، مجمعاتها، ووزارة الصحة بـ 7 ملايير ونصف مليار سنتيم، لبناء المستشفى الإقليمي، وبالمبلغ نفسه، تدخلت وزارة الشباب والرياضة لتمويل مشاريع ملاعب القرب ومركب الفروسية ودور الشباب، ووزارة البيئة بالمبلغ نفسه خصص لإعادة تهيئة المطرح البلدي وتغطية الفراغة. أما وزارة التجهير والنقل، فقد ساهمت بما مجموعه 10 ملايير سنتيم خصصت لمد الطرق وتهيئة المداخل والمدارات، وإصلاح الطريق الرابطة بين الفقيه بنصالح ووادي زم وإنجاز قنطرة على وادي أم الربيع بأولاد عبد الله، بالإضافة إلى 14 مليار سنتيم التي ساهمت بها وزارة السكنى وإعداد التراب الوطني. < هل يعني ذلك أن الحكومة أنقذت مبديع؟ < الحكومة أنقذت الفقيه بنصالح، التي تمكنت من الحصول على حصة وافية من الدعم الحكومي والرفع من مساهمات القطاعات الحكومية في مواردها المالية، وذلك لأن مشاريعها مضبوطة وتصوراتها واضحة والقادم أفضل، ولأن المجلس يحظى بالمصداقية لدى الحكومة، وعلى هذا المنوال، نريد أن يستمر العمل من أجل تغطية منطقة «الفراغة» وتثنية الطريق المحاذية لها، وإنجاز محطة لتصفية المياه العادمة وإنشاء مجمع لبائعي المتلاشيات وسوق مركزي للخضر والأسماك وسوق للجملة واللائحة طويلة، وهذا جزء من كل والقادم أفضل إن شاء الله. المدينـة ضيعـة للرئيـس < تقولون إن مبديع فشل في تدبير أمور المجلس، ماهو دليلكم على ذلك؟ < لم يفلح رئيس المجلس في تنزيل وعوده على أرض الواقع كما كان يدعي في حملته الانتخابية السابقة 2009، ذلك ما يؤكده سكان الفقيه بن صالح الذين سجلوا فشله في بلورة تصوراته، بل تراجعت المدينة إلى الأسوأ لإبعاده فعاليات المجلس من التشاور واتخاذ القرار المناسب. إن الرئيس لم يحسن تسيير جماعته وتدبير أمورها نحو الأفضل، لأن ما وصلت إليه المدينة لا يعكس أننا نعيش في القرن الواحد والعشرين. إننا في وضع لا يحسد عليه، لأن الرئيس يفتقد فعلا إلى رؤية واضحة لحل المشاكل التي تعانيها المدينة التي أصبحت تتخبط في مشاكل لا حصر لها. كما أن المستثمرين من أبناء المدينة فضلوا الانتقال إلى البيضاء ومراكش وفاس لتوظيف أموالهم، لأنهم لم يجدوا ما كان يروج له الرئيس في برامج حملته الانتخابية السابقة، وبالتالي فضلوا الاستثمار في جهات أخرى لانعدام البنيات التحتية في المدينة التي تؤهلها لتحتضن مشاريع كبرى تخفف وتيرة البطالة المرتفعة، ما يدفع شباب المنطقة للهجرة وركوب قوارب الموت. < الرئيس يقول إن الفقيه بنصالح كلها أوراش مفتوحة، ألا تعتقدون أن الخصاص يظهر في قلة الموارد؟ < ما زالت المدينة، ومنذ أمد بعيد، لا تتوفر إلا على شارع وحيد يضيق بعدد السكان الذين يلوذون به للترويح عن أنفسهم وقت الحرارة وكذا أيام رمضان، في غياب شوارع أخرى تستوعب أعدادهم المتزايدة. كما تفتقد المدينة إلى مصانع ومعامل لتشغيل اليد العاملة التي تفضل أن تختار العمل في ميدان الفلاحة الذي لا تستوعب العدد الكافي من الراغبين في البحث عن فرص الشغل، وبالتالي تسود موجة إحباط كبيرة في مدينة الفقيه بن صالح لانسداد الآفاق المستقبلية أمام طموحات شباب المدينة، فضلا عن غياب مستشفى كبير يلبي حاجيات المرضى المحليين الذي يفضلون الانتقال إلى مدينة بني ملال للتطبيب، تنجم عنه مشاكل عديدة خلال تنقلاتهم إلى بني ملال. < ما هي الوعود التي لم يف بها مبديع ؟ < لم يحقق الرئيس أكثر من 20 في المائة من المشاريع التي وعد بها سكان الفقيه بن صالح، ما نجمت عنه موجة من الاستياء لدى المواطنين الذين يطالبون بتنزيل المشاريع التي وعد بها، قبل أن يدشن صاحب الجلالة مجموعة منها منذ 2007 . ومن المشاريع التي بقيت عالقة إلى يومنا هذا، رغم الوعود التي أطلقها، القاعة المغطاة التي ينتظرها رياضيو المدينة بفارغ الصبر، والقرية الأولمبية التي يدغدغ بها مشاعر المواطنين كل مرة، فضلا عن المسبح البلدي الذي مازال غصة في حلق أبناء المدينة، الذين يكتوون بدرجة الحرارة في فصل الصيف، لأنهم لا يجدون فضاءات للسباحة والترويح عن النفس. لكن رئيس المجلس البلدي، محمد مبديع يوظف كعادته دهاءه المعهود، إذ لم يبق مكتوف الأيدي، وعلى بعد أقل من أربعة أشهر، أعطى الانطلاقة لبعض المشاريع، ليستقطب أصوات الناخبين، والعودة إلى المجلس البلدي الذي سيعرف مفاجآت خلال الانتخابات المقبلة. < ماذا عن تعامل الرئيس مع مكونات المجلس البلدي؟ < يعتمد مبديع سياسة انتقائية تفتقد إلى الحكامة المعهودة لدى مسؤول إداري يسير مدينة كالفقيه بنصالح. إنه يميز بين الأحياء التي يعطف على بعضها في حين أن أخرى لا يهتم بها لأن ناخبين يقطنونها لا يصوتون على رئيس المجلس البلدي (أحياء سيدي شنان والفتح ..) وما يقوم به مبديع يتسم بسوء التدبير وغياب الحكامة التي تبلغ ذروتها عندما فضل التسيير الانفرادي على الجماعي، وكأن بلدية الفقيه بنصالح ضيعة تابعة لأملاكه. كما أن محمد مبديع يفتقد إلى رؤية تدبيرية لاستثمار القطاع الخاص الذي لم يجد العقار الكافي لإنجاز مشاريعه، بعد أن تم تفويت أملاك الدولة بثمن بخس للوبي العقار، علما أن جماعات ترابية تابعة للفقيه بن صالح توفر مساحات الوعاء العقاري للمستثمرين الذي غيروا وجهاتهم إلى مدن أخرى، بسبب غياب منطقة صناعية تستثمر المنتوجات الفلاحية للمدينة في إطار الصناعة التحويلية لسلسلة من المنتوجات الغذائية المحلية. إن التحكم الانفرادي لمبديع في مصير المدينة جعله يغيب الأحزاب الشريكة في تسير أمور الجماعة التي تعيش مشاكل اجتماعية واقتصادية لا حصر لها، لافتقاده إلى مخطط وبرنامج للنهوض بالمنطقة التي أنجبت مواطنين من خيرة هذا البلد، إذ عوض أن يجلب مشاريع للمدينة، فوجئ المواطنون بجلبه مطرحا جهويا إلى تراب الجماعة، لكن سكان المنطقة تصدوا لسياسته التي زادت من تعميق مشاكل المدينة التي تفتقد إلى كلية تستقطب طلبة الفقيه بن صالح، فضلا عن مراكز التكوين ومركب رياضي، يعيد الأمجاد لفريق اتحاد الفقيه بن صالح. إنجاز: ياسين قُطيب وسعيد فالق

وجها لوجه

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إحضار المدير العام لبنك المغرب بالقوة

مرشحون يعتصمون بعمالة برشيد

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات