بلخياط يعرض نفسه لـ “الطعن”

أثار منصف بلخياط، القيادي في حزب التجمع الوطني للأحرار، زوبعة في المشهد السياسي المغربي، إثر بثه شريط فيديو قصيرا مدته خمس دقائق و23 جزءا من المائة، على حسابه في «الفايسبوك»، تفاعل معه أكثر من 500 شخص، بينهم مؤيد ومعارض ومحتج بالشتائم. وأحدث بلخياط سابقة في تاريخ الانتخابات بالمغرب منذ نصف قرن، بإثبات وقائع الطعن في نتيجته الانتخابية، لأنه وثق تدخله بالصوت والصورة، حاثا المواطنين على التصويت على لائحة حزبه التجمع الوطني للأحرار، ورمزها «الحمامة»، بدوائر آنفا، وسيدي بليوط، والمعاريف، والمدينة القديمة. وارتكب منصف خطأ قانونيا، لأنه اعتمد على ما يمنعه ويحرمه القانون على المرشحين، بعدم خوض حملة انتخابية سابقة لأوانها، لم تقتصر كما عهد في المرشحين على تقديم الولائم في الشقق والفيلات والضيعات تحضيرا لربح رهان الانتخابات، ما يصعب عمليا الطعن في تلك التجمعات، بتبرير أن المرشح كان يعقد اجتماعات بمقار سكناه للتخطيط الانتخابي رفقة مساعديه، ومسؤولي حزبه المحليين، وبالتالي فإنه لم يكن يجتمع بالناخبين لحثهم على التصويت عليه، وطبيعي أنه في بيته مطلوب منه أخلاقيا أن يقدم لهم الأكل حتى ولو كان على طريقة « الزرود» لأن ذلك يدخل في إطار الكرم الحاتمي المغربي، ولكنه أثبت عمليا حملته الانتخابية السابقة لأوانها عبر شريط فيديو. وقال بلخياط «صوتوا على خوكم منصف لأنه سيخدم مدينتكم»، إذ يتضح أن حزب صلاح الدين مزوار، رئيس الحزب، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، وكل مسؤوليه في المؤسسات الدستورية، من مجلس النواب إلى الحكومة، لا يتوفر على خبير مختص في مجال تدبير التواصل بتوعية مثلا المرشح بلخياط أنه لا يحق له دعوة المواطنين بالتصويت على لائحة الحزب قبل انطلاق الحملة الانتخابية، لأن ذلك يعد خرقا سافرا للقانون، بل يمكن لأي مرشح تسجيل الفيديو واستعماله بعد الإعلان عن النتائج الانتخابية للطعن فيها، سواء فازت لائحة حزب « الحمامة»، أم لا؟. وأقحم بلخياط، الملك محمد السادس في شريطه من خلال التأكيد أنه دعا في خطابه في 2011، إلى الاهتمام بالجهوية، وبالتنمية المحلية، وبالتالي يجب الاستمرار في العمل الجاد لتطوير البلاد، وتنمية جهة الدارالبيضاء، التي توسعت من حيث حجم مساحتها، وباستعمال بلخياط الثوابت الوطنية، يعد أيضا موجبا لقبول المجلس الدستوري أي طعن في انتخابات 4 شتنبر لإعادتها في موعد لاحق. ودافع بلخياط عن حصيلته وزيرا أسبق للشباب والرياضة، منذ 2009 إلى 2012، في عهد حكومة عباس الفاسي، مؤكدا أنه ساهم في تشييد ملاعب كبرى، بمراكش وطنجة، وأكادير، ووضع اللمسات الأولى لبناء ملعب الدارالبيضاء الكبير الذي لم ير بعد النور، وإنشاء ملاعب القرب السوسيو رياضية، ومساعدة الشباب في مجال التخييم ، كما اعتبر رئاسته لمؤسسة محمد السادس للأبطال الرياضيين في 2011، إيجابية لأنه تمكن من تقديم المساعدة لأزيد من 450 بطلا سابقا يعانون العوز. لكن بلخياط لم يتمكن من الرد على نوعين من الأسئلة تلك التي تتضمن شتائم كثيرة بعضها اغترف من قاموس الشوارع، وتلك المحرجة، مثل توقيعه على عقد مدرب المنتخب المغربي الأسبق لكرة القدم، إيريك غيرتس، ب350 مليون سنتيم، مع ضمان سرية العقد الموجبة في حال كشفها، بأداء ذعائر تصل إلى المليارين، أو سياقة سيارة « الأودي 8» عبر كرائها بأموال عمومية للوزارة، ما اعتبر تبذيرا لأموال الشعب، أو تكاليف عرس شقيقه الباذخ، الذي بث في اليوتوب، وأثار بدوره أسئلة حول صرف الملايير في 12 ساعة بالليل، وشرب أنواع الشمبانيا، ومشاركة الأطفال فيها، وراقصات أجنبيات، لعقد زفاف، فكان رده على عرس شقيقه، أنها مسألة شخصية، ولا أحد من حقه التدخل في الحياة الخاصة . ورد بلخياط على اتهام خطير بأنه من طينة الذين نهبوا المال العام، بوصفه ب « علي»، ليرد هو أن الأربعين مليونا، وليس «أربعين حرامي»، سيصوتون لأجل تطوير البلاد، وليس سرقتها. ورد على أمنية امرأة أنه الأفضل لقيادة الحكومة المقبلة، فأجاب أن منصب رئيس الحكومة، أو بتعبيره الوزارة الأولى، « بعيدة شوية علي»، فيما طموحه هو تطبيق مشاريع إنمائية على أرض الواقع كي يستفيد منها المغاربة. أ. أ

بلخياط يعرض نفسه لـ “الطعن”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الأحزاب ترشح رؤساء عزلتهم الداخلية

أصحـاب السوابـق عائـدون

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات