مولاي يعقوب… بارد وسخون

الحرارة المفرطة لم تمنع الإقبال على الحامة وشباب يعيشون من مهن مرتبطة بكراء الشقق تشكل حامات مولاي يعقوب، الواقعة على بعد 20 كيلومترا من فاس، قبلة للراغبين في الاستشفاء بمياهها المعدنية الساخنة، الغنية بمادة الكبريت المستعملة في علاجات طبية طبيعية، ما يجعلها تعرف صيفا أزهى فترة في دورة المنطقة الاقتصادية، للإقبال الكبير عليها من قبل السياح المغاربة والأجانب، على غرار مناطق الأطلس المتوسط الباردة ومختلف المدن الساحلية. ولم تمنع الحرارة المفرطة، سياحا من مختلف الجنسيات والمناطق المغربية، من زيارة هذا المنتجع المشهور عالميا بمميزات مياهه المهدئة والمحتوية على عدة معادن وأملاح ذائبة وغازات، مساعدة على العلاج الطبيعي من عدة أمراض وعلل، بسبب ارتفاع نسبة تركز الأملاح المعدنية المكبرتة والمحملة بالكلورور والصوديوم والكالسيوم والمنغنيزيوم. هذه الخصائص يؤكدها اختصاصيون في أمراض الروماتيزم والمفاصل والأمراض الجلدية، وتشجع على الإقبال على حامات الموقع ومحطتها الطبية الحرارية القديمة، لتزايد الوعي بأهمية العلاج البيولوجي والطبيعي، فيما يستغل آخرون سيما المغاربة، أي زيارة متاحة للتبرك بالولي "مولاي يعقوب" وابنته "للا شافية"، وممارسة عادات وتقاليد وطقوس دينية خاصة. وتضع شركة "سوطرمي" التابعة لصندوق الإيداع والتدبير، والمشرفة على الحامة العصرية الأولى من نوعها، وتتوفر على قاعات للترويض ومغاطس وحمامات ورشاشات وحمام بخاري وغرف خاصة للأزواج في مركز عصري وسط المنتجع، (تضع) رهن إشارة الزوار أطقما طبية وإدارية متخصصة لمرافقتهم أثناء الاستحمام والتدخل لتقديم الإسعافات اللازمة لأي حالة مستعجلة.وتقدم الحامة التي أطلقت إدارتها موقعا للتعريف بخدماتها، خدمات طبية موازية تتعلق بعلاج أمراض الجلد والأذن والأنف وأخرى للتجميل، فيما لا يتوانى المشرفون على تسيير الحامة، في التحسيس وتقديم النصح للمصابين بأمراض السرطان والقلب والتنفس والأمراض المعدية الخطرة، بعدم السباحة في مياه معدنية قوية الخروج من باطن الأرض وبدرجة حرارة جد مرتفعة. وتصل حرارة المياه الباطنية لهذه الحامة الواقعة بين أحضان مشاهد طبيعية خلابة وسط هضاب وتلال وعرة المسالك، إلى 52 درجة، فيما تبلغ ملوحتها أكثر من 30 غراما في اللتر الواحد، وتخرج من عمق يناهز حوالي 1500 متر من باطن الأرض، ما يجعل فيه منافع طبية مهمة ينصح بها المختصون موجهي مرضاهم أحيانا إلى العلاج بها لمدد متفاوتة قد تفوق 3 أسابيع. ورغم ما أثير حول مآل البناية ووجود مخاطر تهدد والجيها، فإن الإقبال يتزايد بشكل مضطرد، ما يمكن ملاحظته يوميا، سيما ربيعا وصيفا، حيث تنتعش السياحة محليا ومعها كل الأنشطة التجارية البسيطة مصدر عيش شباب المنطقة، من مداخيل، كمساعدة الزوار، أو كراء بيوت مجهزة ومعدة لذلك بأثمنة متفاوتة و"تشتعل" بزيادة الإقبال على الحامة المحتاجة إلى بنيات تحتية إضافية.أكثر من 150 منزلا معدا للكراء بالأحياء المحيطة بالحامة التقليدية، بأثمنة متفاوتة تتراوح بين 80 درهما و150 للغرفة الواحدة، وبين 150 درهما و400 للشقة، مع وجود تفاوت بين أثمنة الشقق والغرف حسب طبيعة تجهيزاتها و"شطارة" الراغب في الكراء، فيما يتوفر مركز الجماعة على 10 فنادق غير مصنفة وفندق واحد من 4 نجوم تابع لصندوق الإيداع والتدبير.وينعش كراء تلك الشقق المفروشة، جيوب العائلات المالكة لها وشباب مختص يطالع الزائر عند أول خطوة له بمركز الجماعة التي "هربت" مصالحها وإداراتها إلى خارج مجالها الترابي، عارضا خدماته في المساعدة على إيجاد منزل يوفر الراحة الضرورية، مقابل عمولات يتسلمها من صاحبه، في ظل تنافس شديد قد يصل إلى وقوع خلافات لا تسلم فيها "الجرة" دائما. فندق الحامة... إطلالة بانورامية يعتبر فندق مولاي يعقوب التابع إلى صندوق الإيداع والتدبير الموكول إليه تدبير شؤون هذه الحامات التي يعود إحداثها إلى أكثر من 3 عقود خلت، أرقى فنادق المنطقة التي لا يتجاوز عددها 11 فندقا غالبيتها غير مصنفة، التي يمكن لزائرها السكنى به، رغم أن غالبيتهم يفضلون الشقق المفروشة، أو المبيت بفاس القريبة من الحامات، سيما بالنسبة إلى المتوفرين على عربات تقلهم إلى هذه المدينة. ويتوفر الفندق من فئة 4 نجوم، على نحو 45 منزلا صغيرا (شاليهات) مفتوحة في وجه الزبناء بأثمنة متفاوتة تبدء من 250 درهما لليلة الواحدة، مع تميزه بخدمات فريدة مرتبطة بتوفره على مسبح خاص بمنطقة تفتقد إلى مسابح الماء البارد الحلو لتركيبتها، وملعب تنس وخدمات أخرى تحمس الزوار على الإقبال عليه رغم ضعف ترميمه وعدم إيلائه الاهتمام اللازم من قبل الشركة.ويقع الفندق على تل داخل منتزه بمساحة 10 أفدنة، ويضم مطعما بإطلالة بانورامية على الجبال الشامخة المحيطة بالحامة، ويقدم الأطباق العالمية والمغربية التقليدية، مع توفير خدمة تناول وجبة خفيفة بعد العشاء على حمام السباحة، فيما يتيح الفندق لزبنائه فرصة الاستمتاع برحلات إلى المدن القريبة، سيما فاس ومكناس وأطلال وليلي الرومانية. ويوفر الفندق الذي يقع على بعد مسافة قصيرة من فاس والقريب من الحامات المشتهرة بمياهها الجوفية ذات الأصل البركاني بفائدتها للجسم والروح، مرافق لركوب الدراجات والمشي. حميد الأبيض(فاس)

مولاي يعقوب… بارد وسخون

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ملاعب بديلة تفك ورطة أربعة أندية

اللهجة المغربية قادرة على تسويق نفسها

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات