اضطر الممثل المصري حسن حسني إلى الخروج ببلاغ أرسله إلى نقابة المهن التمثيلية في مصر، وإلى بعض المنابر الإعلامية هنا بالمغرب، يشرح فيه وجهة نظره حول «الفيديو» الذي تسرب أخيرا على الأنترنت، ويتهم فيه بسب المغربيات في حديث مع صديق له، وهو «الفيديو» القصير الذي أشعل «فيسبوك» ووسائل التواصل الاجتماعي، رغم أنه لا يستحق كل تلك الضجة، وينطبق عليه المثل المغربي المعروف «المندبة كبيرة والميت فار».حسني، وهو فنان محبوب كثيرا في المغرب، لم يكن ينوي الرد، لأن الأمر لم يكن يتعدى مجرد دعابة و»هزار»، لكنه خرج يوضح ويتحدث ويدافع ويشرح بعد أن وجد أن الأمور أخذت منحى مبالغا فيه، وأن المغاربة «دارو من الحبة قبة»، رغم أن عبارة الرجل تتضمن في الأصل مدحا للمرأة المغربية وإشادة بجمالها وبتميزها عن باقي النساء العربيات، إذ حين قال له صديقه السعودي إنه سيتزوج ويذهب لقضاء شهر العسل مع زوجته في المغرب، أجابه حسن حسني بخفة الدم المصرية المعروفة قائلا «في حد يروح مطعم وياخد معاه سندويتش؟؟». فإذا كانت هناك من إساءة في العبارة، فهي لزوجة الصديق السعودي وليس للمرأة المغربية بتاتا. لقد أصبحت ردود فعلنا تجاه مثل هذه «الحوادث»، مقرفة فعلا. كما أن المبالغة في الأمر وتحميل الأشياء، في كل مرة، أكثر مما تحتمل، أصبح يلعب ضدنا وليس لصالحنا. والأجدر بنا أن لا نلتفت إلى مثل هذه الترهات والأمور التافهة وندعها تمر من أمامنا مرور الكرام، لأنها لا شيء... مجرد «تخربيق»، وإن دلت على شيء فعلى مرض فعلي أصيب به البعض وبلغ به حد السعار. المرأة المغربية، مثلها مثل جميع نساء العالم العربي، «فيها الخايبة وفيها المزيانة». نساؤنا لسن كلهن عاهرات. لدينا نماذج لمغربيات رفعن اسم البلد عاليا، وفي جميع المجالات، حتى التي هي حكر على الجنس الخشن فقط.الدعارة موجودة في كل بلد في العالم لأنها أقدم مهنة. وليست حكرا على جنسية دون أخرى. هناك فقط اختلافات في طرق الأداء، تتناسب مع نوعية الثقافات. المغربيات، أكثر انفتاحا من باقي الجنسيات العربية الأخرى، سواء على مستوى اللباس، أو على مستوى السلوك، ومثلهن أيضا اللبنانيات. إننا أكثر تحررا ووضوحا فقط. الأخريات، يمارسن كل شيء بتحفظ و»من تحت لتحت»، لأن ثقافة مجتمعاتهن كذلك وتفرض عليهن ارتداء ثوب «العفة» ظاهريا، أما الباطن ف»ما مطلع عليه غير الله». المغربية «مرا فحلة». و»فين ما جيتيها كا تلقاها». «جيتيها فالحداكة موجودة»... «جيتيها فاللبس والأناقة تلقاها»... «جيتيها فقوة الشخصية كاينة»... «جيتيها فالحنان على راجلها وولادها... راها حاضرة... وبقوة»...المرأة المغربية واعية ومثقفة وابنة عصرها واستطاعت على مدى سنوات أن تتبوأ مناصب عليا وتثبت قدرتها وكفاءتها، في الوقت الذي ما زالت النساء في بعض الدول العربية غير قادرات على قيادة سياراتهن بأنفسهن...المرأة المغربية أنثى حين اللزوم، وب»ميات راجل» حين يتطلب الأمر ذلك. بنات بلادي متميزات عن غيرهن، أراد من أراد وكره من كره. لذلك لا داعي للولولة في كل مرة على سمعة البنت المغربية. «ما تسوقوش»... ورددن بأعلى الصوت «اللي ما بغانا تعمى عينو»... ولمن لا يفهم لهجتنا جيدا، ننصحه بالاستماع إلى قطعة معبرة اسمها «كايدة العذال أنا من يومي»... إيوا آه... (*) موقع في الواجهة www.filwajiha.com نورا الفواري