الأعراس تسرق نجوم الشعبي

خلافا لرمضان الذي يتسم باستقرار نجوم الغناء الشعبي بفضاءات ليلية بعينها، لا يبارحونها طيلة الشهر الذي صار يتزامن في السنوات الأخيرة مع فصل الصيف، ما يؤثر على طبيعة حركية نجوم الغناء الليلي بمختلف الفضاءات المخصصة لذلك بالدار البيضاء. وبمجرد ما يتوارى رمضان، حتى تنطلق المهرجانات الفنية والأعراس من عقالها، وهو ما يشكل بالنسبة إلى نجوم الفن الشعبي فرصة سانحة للانعتاق من الفضاءات المغلقة التي ظلوا يلازمونها طيلة رمضان، إذ يفضلون الاشتغال وفق منطق "النمرة" بأكثر من فضاء، وفي كثير من الأحيان يستغنون عنها ليقتصروا على أحياء حفلات الأعراس. هذا المعطى يؤثر كثيرا على طبيعة السهرات التي تنظم بمختلف الفضاءات الليلة المعروفة باحتضانها أمسيات غنائية، إذ بالكاد تتمكن بعضها من اصطياد بعد الأسماء الوازنة التي تتمكن بفضلها من استقطاب زبناء يعشقون السهر إلى غاية ساعات الصباح الأولى على نغمات الشعبي، أو بقية الأنماط الغنائية المتسمة بالحركية. وهو ما حدث أخيرا بعد أن تم استقطاب عدد من نجوم الراي، منهم قادر الجابوني الذي حل أخيرا ضيفا على مهرجان الراي بوجدة، ليجد نفسه مدعوا إلى بعض الفضاءات الليلية بالدار البيضاء حيث أحيا بضع سهرات، قبل أن يغادر المغرب، كما أن الشيخة تسونامي اشتغلت بضعة أيام في أحد ملاهي عين الدياب، بينما عادل الميلودي وآخرون يزاوجون ما بين الاشتغال في المهرجانات والملاهي الليلية. كما يحرص بقية نجوم الغناء الشعبي المغاربة على الاقتصار على وصلات محدودة لا تلزمهم بمكان محدد طيلة فصل الصيف، حتى يتسنى لهم الاستجابة لطلبات أحيائهم حفلات الزفاف التي ترتفع بشكل مهول خلال فصل الصيف، وهو ما يشكل بالنسبة إلى هؤلاء المغنين فرصة سانحة لهم لتعويض الركود الذي يميز بقية فصول السنة. "صرت أفضل المشاركة في الأعراس التي تضمن لي دخلا مرتفعا، مقارنة مع اشتغالي في الملاهي الليلية والمهرجانات" يقول أحد الفنانين الشعبيين، ويضيف "الفنان المحترف هو الذي يستطيع أن يستغل فرصة فصل الصيف ليعوض عطالته الفنية بقية أيام السنة، ويتفادى احتكار الملاهي والكباريهات". لكن في المقابل هناك فنانون آخرون يركزون في اشتغالهم على المهرجانات الغنائية التي ترتفع وتيرتها خلال فصل الصيف، فتجدهم يطوفون المغرب من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه، حريصين على أن يكونوا حاضرين في جل التظاهرات التي يعتبرون أن الناس يحجون إليها في الصيف بكثافة، مثلما يحرص آخرون على مشاهدة نجومهم المفضلين بالفضاءات الليلية المخصصة لذلك. أما بقية نجوم الفن الشعبي فتوزعوا بين مختلف الفضاءات الليلية منهم من يشتغل بمحل واحد والأعراس، ومنهم من يتنقل بين أكثر فضاء، كما هو الشأن بالنسبة إلى عبد العزيز الستاتي وعبد الله الدوادي وسعيد ولد الحوات وعادل الميلودي وسعيد الصنهاجي وحميد المرضي وكمال هاريمو وحميد السرغيني وآخرين. عزيز المجدوب

الأعراس تسرق نجوم الشعبي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ليالي الصيف..."نايضة"

فاس...ليالي البحث عن "الدوفيز"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات