بيوعات “السيزي” ليست دائما مربحة

لا تسلم الجرة في كل مرة، قول مأثور، ينطبق على مزاد علني شارك فيه مهاجر، حل بالمغرب خصيصا للاستقرار وتسيير مشروع حلم بأن يكون معوضه عن سنين الغربة التي قضاها في فرنسا. بعد أنهى كل المخططات، استقر رأي حدين البشير، مغربي قضى سنوات في فرنسا، على أن يكتري في البداية محلا تجاريا في أهم شارع بالبيضاء، وبعد أن جهز المحل الموجود بشارع 2 مارس، وشرع في استغلاله، طرق بابه ذات يوم مفوض قضائي، وأخبره أن المحل مثقل بالديون وأنه موضوع حجز تنفيذي، وهي الأشياء التي تم إخفاؤها حين التعاقد، سيما أن موضوع الحجز صدر في جريدة غير مقروءة. لجأ حادين إلى محاميه، وبعد أن بحث الأخير في ملف الحجز للتعرف على أطرافه، اكتشف أنهم دائنون ضد مالكي المحل وهم أشخاص آخرون، غير الطرفين اللذين أبرم معهما عقد كراء المحل تجاري، إذ تبين أنهما ليسا مالكين للمحل التجاري موضوع النزاع، حسب ما هو مبين في شهادة المحافظة العقارية. لم يكن أمام حدين الذي أنفق المال الكثير في تجهيز مشروعه، إلا الدخول في المزاد العلني الذي ستجريه المحكمة لبيع المحل التجاري، فقد تمسك بالمثل الشعبي القائل “نص خطية ولا خطية كاملة”، وبالفعل شارك فيه بتاريخ 21 مارس 2013، ورسا عليه في النهاية. ومن أجل تمويل محله أبرم عقد ائتمان مع شركة قروض عقارية، ما خول له مواصلة استعمال المحل التجاري. لم تنته معاناة البشير عند هذا الحد، فما أن أنهى مساطر الاقتناء عن طريق المزاد العلني وتسجيل المحل باسمه مع ضمان حقوق القرض، حتى فوجئ بمساطر جديدة بطلها الشخصان اللذان كانا أبرما معه عقد الكراء في البداية، إذ قاضياه بالمحكمة التجارية نفسها، بدعوى أنهما يملكان الأصل التجاري، رغم أن عقد الكراء الذي أخفيا فيه أن العقار مثقل بالرهون وهو في ملك أشخاص آخرين، نص صراحة على كراء محل تجاري، وليس أصلا تجاريا. كان مطلبهما أمام المحكمة هو فسخ عقد الكراء، نظرا لأن البشير توقف عن أداء السومة الكرائية. وهو ما استجابت له المحكمة الابتدائية التجارية، ليتم الطعن بالاستئناف في الحكم، فكان حكم آخر أيد الابتدائي، ليجد البشير حدين نفسه قد ضاع استثماره، ليتوجه نحو محكمة النقض. وعوض أن يطور البشير مهاراته في التجارة التي اختارها مشروعا له بعد عمر من الهجرة، وجد نفسه يطور مهارات أخرى، تتعلق بالمحاكم والقانون وثغراته. المصطفى صفر

بيوعات “السيزي” ليست دائما مربحة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الخبرة القضائية... مفتاح الأرباح

ليالي الصيف..."نايضة"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات