نبش في تاريخ عادات يهود المغرب 10

الخطبـة فـي "نهـار الطـرف الأبيـض" الطفلة الصغيرة التي خطبها الفتى اليهودي خلال السنوات الأولى لطفولته، من النادر أن تكون اليوم زوجته الفعلية، إذ تغيرت أمور كثيرة، وحتى تلك العادة التي كانت تسمح بأن يعقد اليهودي المغربي على طفلة في السادسة من عمرها، وتأجيل البناء إلى أن تكبر، قامت "الرابطة الإسرائيلية العلمية" بجهود كثيرة لتغييرها، ووضعت، حسب إيلي مالكا، نظاما يمنع زواج الطفلات ما لم يبلغن سن الثانية عشرة من عمرهن على الأقل، و15 سنة بالنسبة إلى الفتيان. وحول عادات الخطبة، لدى اليهود المغاربة، أورد إيلي مالكا، أنه جرت العادة أن لا تتم الخطبة على يد أهل الفتى، إنما يكلف بذلك بعض الوجهاء والأعيان، لأن خوف الأب من رفض الفتاة الزواج من ابنه، أمر قد يضعه في موقف يحسد عليه ولا يجرؤ أحد على تجريبه. ويتوجه الوجهاء إلى الصهر المرتقب، ويبلغونه أن أهل الفتى الفلاني، يريدون التقدم لطلب يد ابنته، وإن رأى الأب أن الخطيب المقترح لا يليق بابنته ولا ينتمي لعائلة طيبة وتعوزه الإمكانيات، يطلب من الأعيان أن يبلغوا أهله، بلباقة أن ابنته إما صغيرة السن، أو أنها لا ترغب بالزواج، وأما إذا قبل، فيكتفي بالقول: "مبارك ومسعود". إذا انتهت مهمة الوجهاء بحصول موافقة أهل الفتاة، يتم التنسيق بين الأسرتين، ويتوجه أهل الفتى بعد أيام، إلى بيت أصهارهم الجدد، للاتفاق على التفاصيل وشروط الزواج. ويحكي إيلي مالكا، أن أبا الفتاة، إذا كان من الأثرياء، فأعراف اليهود المغاربة، تستوجب عليه أن يعين مبلغا من المال أو الملك، مهرا لابنته، ويتم تحديد موعد للاحتفال بالخطبة. وتنطلق الاحتفالات من بيت الخطيب، بحلول المدعوين به، من أجل تناول الشاي والحلويات، بعد صلاة "العشى"، وبعدها يتوجه الجميع إلى دار الفتاة، حيث ينتظرهم حفل استقبال، تقدم فيه الحلويات و"اللعوق" والشاي، وخلاله تقبل الخطيبة أيادي الضيوف من الربانيين والأعيان، وعندما تقف أمام والد زوجها يركب لها في أصبعها خاتما، ثم تقبل يده ورأسه، ثم ينصرف الجميع، مرددين: "مبارك ومسعود". وتفرض العادات اليهودية المغربية، على أهل الفتى، خلال الفترة الفاصلة بين الخطبة والبناء، أن يرسلوا مع حلول كل عيد ديني، إلى أهل الفتاة خمس صواني مليئة بالجوز والتمر والحناء والحلويات وقطع السكر، وكل ذلك مؤشر على السعادة والرخاء اللذين يعيشهما أهل الخطيب. ويؤكد المؤلف، أن عدد "خمس" صواني تحديدا، فيه دلالة إلى الخميسة التي تقي من العين الشريرة". أما أولى حفلات الزواج، فتجرى دائما في يوم أحد، وتدعى أولها "نهار الطرف الأبيض"، وخلال هذا اليوم، تتوجه النساء والمهللات إلى بيت الخطيب فيتسلمن صينية مليئة بقطع السكر وصحنا من الحناء، ثم تأتي الخطيبة، فيلبسنها ثيابا ويضعن لها الحناء على شعرها، ثم يشددن رأسها بقطعة نسيج أبيض، منه جاءت تسمية "الطرف الأبيض"، ودلالة الحناء والثوب الأبيض، حسب إيلي مالكا، تفاؤل بحياة مليئة بالهناء والسعادة. ويبقى رأس الخطيبة مشدودا بذلك "الطرف الأبيض" من الثوب، ليلة كاملة، وفي الصباح يأخذه الخطيب ويجعل فيه سبع عقد، ثم يتخذه حزاما. ووصل إيلي مالكا، في أبحاثه، إلى أن العقد السبع، لها دلالات سحرية، من قبيل تخفيف حدة أي مرض قد يصاب به الخطيب، لأن اليهود المغاربة يعتقدون بأن الخطيب معرض للسوء طيلة أسبوع الاحتفال بزواجه، إذ أن "الشياطين" تحسده على ما يرفل به من سعادة بسبب زواجه. امحمد خيي

نبش في تاريخ عادات يهود المغرب 10

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ترشيح العماري يستنفر خمسة أحزاب بالحسيمة

ثلاثة عدائين يغيرون جنسيتهم

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات