مشاريع سكنية أحيت شاطئ الأمم

"صينية أتاي" و"الحرشة" على الشاطئ وسلوكات بعض المصطافين تثير الاحتجاج بين سلا والقنيطرة، يوجد شاطئ الأمم، وجهة العديد من سكان المدينتين، سيما خلال فصل الصيف. شاطئ كان شاهدا على مجموعة من الإصلاحات، التي غيرت مرافقه، وجعلته في حلة جديدة. على الطريق المؤدية إليه، تظهر أشغال بناء مشاريع سكنية لشركات خاصة، وهي الأشغال التي كانت سببا في إعادة الاعتبار إلى هذا الشاطئ.بعد منحدر وعر، يطل شاطئ الأمم. مياه المحيط الأطلسي، تخطف الأنظار، وأمواجه العالية، تثير الخوف بالنسبة إلى البعض، فيما تدخل الفرحة إلى قلوب راكبيها المحترفين، سيما أنه من بين الشواطئ التي تستقبل هذه الفئة ولوجود ناد لركوب الأمواج بالمكان. قبل الوصول إلى رمال الشاطئ الذهبية، يوجد الكورنيش الذي يضم مجموعة من المرافق العمومية، منها مركز صحي، بالإضافة إلى محلات تجارية. فالشطر الأول للكورنيش، باعتبار أنه من المنتظر أن يمتد مشروع تهيئة الكورنيش على طول 3.5 كيلومترات بكلفة إجمالية تصل إلى 80 مليون درهم، كان كافيا ليضيف لمسة خاصة إليه، ويصير وجهة العديدين خلال ساعات النهار، والليل أيضا، ويتحول إلى متنفس جديد لسكان مدينتين، سلا والقنيطرة، في ظل غياب العدد الكافي منها. على رمال الشاطئ، وضعت بعض المظلات الشمسية بشكل عشوائي، فيما وضعت في جهة واحدة، بشكل متناسق، باعتبار أنها في ملك مقاه خصصت المكان لزبنائها لكراء المظلات والكراسي، للاستمتاع بأشعة الشمس، مقابل 75 درهما. في الجانب الآخر، شاب في مقتل العمر، فعلت أشعة الشمس فعلتها فيه، يحمل «صينية» بها إبريق من الشاي وكؤوس، وقطع من «الحرشة»، يجوب بها الشاطئ بحثا عن جائع، أو متعطش لـ»كاس أتاي».الوصول إلى الشاطئ، يحتاج تجاوز منحدر آخر مغطى بالرمال، لا يقل صعوبة عن الأول. ولتخفيف خطورته وضعت أدراج خشبية، يستعان بها، للنزول أو الصعود دون مشاكل. صراخ الأطفال وهدير الأمواج، وضجيج الموسيقى، شكلت سمفونية خاصة بأغلب الشواطئ خلال هذه الفترة من السنة، والتي تشهد إقبالا كبيرا. الإقبال المتوسط على شاطئ الأمم، من بين النقط التي تجعله مميزا بالمقارنة مع الشواطئ الأخرى القريبة منه. ربما يعود الأمر إلى غياب وسائل النقل العمومية التي تصل إلى هناك، وهو الشيء الذي يستغله أصحاب السيارات «لا يبعد الشاطئ عن سلا إلا بكيلومترات قليلة، إلا أنه لا يعرف الاكتظاظ التي تشهده شواطئ المدينة، سيما خلال نهاية الأسبوع»، يقول أحد المصطافين، قبل أن يضيف أنه يفضله على شواطئ أخرى للهدوء الذي يتمتع به، وأيضا لتوفير الأمن فيه. وأوضح الرجل، أن إعادة تهيئة الشاطئ، خطوة جاءت في الوقت المناسب، معتبرا أن المكان كان في حاجة ماسة إلى ذلك، في ظل الإهمال الذي كان يتخبط فيه.تدخل تهيئة الشاطئ، وهي المبادرة التي أعادت الحياة إليه، في إطار مشروع سكني، أنجزت الشركة المكلفة به، الشطر الأولى على مساحة 500 هكتار، ويشمل 10 آلاف وحدة سكنية بمواصفات عالية ، وفنادق مصنفة، ومراكز تجارية، وملعبا للغولف بـ18 حفرة يمتد على 80 هكتارا، وناديا ترفيهيا ومصحات خاصة. في ظل المميزات التي يمتاز بها الشاطئ، نجد أن سلوكات بعض المصطافين، تثير الاحتجاجات. تصرفات تخرج المصطاف من هدوئه واستمتاعه بالمكان، من بينها، لعب كرة القدم والتنس قرب المصطافين، رغم أن الشاطئ يتوفر على مكان لممارسة هذه اللعبة، وتوافد المتسولين على المكان وإلحاحهم الكبير على المصطافين من أجل الحصول على بعض المال، دون الانتباه إلى مدى الإزعاج الذي يسببونه لهم. إيمان رضيف دار ابن غازي... حجة وزيارة قبل الوصول إلى شاطئ الأمم، يوجد على الطريق الوطنية الرابطة بين سلا والقنيطرة، متحف دار ابن غازي. بناية كبيرة يحيط بها سور، تعود إلى عائلة عرفت باهتمامها، بالتراث الوطني، واختص بعض أفرادها في فن الخياطة و التطريز، وكذا النسيج وتطريز سروج الفرسان. يقول المشرف عن المتحف، الذي يفتح أبوابه في وجه العموم من أجل الزيارة واكتشاف ما يحتويه من قطع أثرية مقابل 20 درهما بالنسبة إلى المغاربة، وذلك لزيارة بعض أرجائه ، و50 درهما بالنسبة إلى الأجانب، إن المكان يعتبر أول متحف أنتوغرافي خاص بالمغرب وإفريقيا. وأشار المسؤول إلى أنه خلال 1996، وتحت الرئاسة الفعلية للأميرة لالة مريم، تم تدشين المتحف الذي يحتوي تقريبا على 5 آلاف تحفة قيمة، ليستقبل زواره. وأكد أنه من أجل تشجيع المغاربة على زيارته وضعت أسعار مشجعة، إذ في الوقت الذي حدد ثمن الزيارات الشاملة للمتحف، بالنسبة إلى الأجانب في 100 درهم، يمكن للمغاربة القيام بالزيارة ذاتها مقابل 50 درهما فقط. ويقدم المتحف خدمات أخرى، بالإضافة إلى فتحه المجال لاستكشاف مجموعة من الحلي والمخطوطات وغيرها من النوادر الأخرى، من قبل تقديم أطباق مغربية، إذ يتوفر على مطعم يشرف عليه متخصصون متميزون. وتترك إدارة المكان للزبون فرصة اختيار مكان تناول تلك الأطباق المتميزة، إذ يوضع صالونان مغربيان تحت تصرفهم، إضافة إلى مطعم في الهواء الطلق، وأماكن أخرى. ولم يغفل المسؤولون عن تخصيص قاعة للاستضافة وقاعة للمؤتمرات، إلى جانب تنظيم مجموعة من الأنشطة الترفيهية والثقافية التي يراهن عليها مسؤولو المتحف، من أجل زيادة الإقبال على المكان. وكشف المتحدث ذاته أن المتحف يتوفر على موقع إلكتروني، من أجل الحجز، سواء للإقامة في المكان، أو لاستعمال قاعة الضيافة.إ.ر

مشاريع سكنية أحيت شاطئ الأمم

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ساجد يدك قلاع العنصر بمديونة والنواصر

بشرى خالد تصور "ناري واعر"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات