صحافيون قادة أحزاب6 الرقاص: الصحف الحزبية تعيش تحولات

قال إن قناعاته السياسية تمنع عنه الابتذال بصفتك عضوا قياديا في التقدم والاشتراكية، وممارسا في الآن نفسه لمهنة الصحافة، نريد منك جوابا حول حدود المسافة بين المهني والحزبي في مسيرتك الحزبية والصحافية؟ أولا أنا لست قياديا بارزا في الحزب الذي أنتمي إليه، وقد اخترت شخصيا منذ شرعت في العمل في صحيفة الحزب أن أكون أقرب إلى مهنتي الصحافية من الانغماس في العمل الحزبي المباشر، كما أنني مثل كثيرين حللت بمهنة الصحافة بفضل التكوين والممارسة السياسيين داخل التنظيم الحزبي أولا، قبل أن تتطور التجربة بالدراسة والممارسة، ولهذا أنا ممتن اليوم لحزب التقدم والاشتراكية بكل ما حققته في مساري المهني.من جهة ثانية، صحف الأحزاب هي أيضا اليوم تعيش تحولها، ولو بأشكال متفاوتة، لكن المشكلة أن النظر إليها من خارجها لا يستحضر هذا التحول الذي شهدته ولا تزال، ولا يتأملها ضمن السياق المغربي، وإنما البعض يقرأ فنجان صحفنا الحزبية بتقدير وسياق ما يجري في أوربا، وهذا على كل حال لا يجسد الحقيقة، كما أنه لا يساعد على تطوير هذه الصحف نفسها.أنا أؤمن بضرورة أن تتطور صحف الأحزاب في اتجاه أن تكون صحفا سياسية وطنية لها شخصيتها ومميزات خطوطها التحريرية، وتمتلك شحنات أكبر من الانفتاح، لكن لا بد من الانتباه إلى أن صحفا خاصة في بلادنا لها خطوطها الحمراء هي أيضا، وتعالج المواضيع الاقتصادية والسياسية اعتبارا لوجهات نظرها أو لمصالح، أحيانا واضحة وأحيانا ملتبسة، وعلى هذا المستوى ربما تبقى صحف الأحزاب أكثر وضوحا ومبدئية من غيرها. هل يمكن أن تحكي لقراء"الصباح" إحدى الطرائف التي تعرضت لها في مسيرتك المهنية أو الحزبية؟ لعل أكبر طرفة، إذا جاز اعتبارها كذلك، وقعت لي أنه قبل أن تنتهي سنوات دراساتي الجامعية في ما كان يسمى الاتحاد السوفياتي، وخلال إحدى العطل الصيفية بالرباط زرت الرفيق محمد نبيل بنعبد الله، وفي سياق الحديث بدأ يشجعني على احتراف الصحافة، خصوصا أنني مثل كثير من أعضاء الحزب كنت أحرر مراسلات للصحيفة من مدينتي تيفلت، وعندما تولى لاحقا إدارة صحيفتي الحزب خلفا للفقيد علي يعتة، نجح في إقناعي بنسيان التخصص الدراسي (لسانيات اللغة الروسية والأدب الروسي)، ووضعني على سكة العمل الصحافي بمكتب الرباط لصحيفة (بيان اليوم)، وبعد كل هذه السنوات أتذكر اليوم طرفة البداية هذه، فأعتز بما استفدته من معارف وعلاقات وتجارب أيام الدراسة في العاصمة الأوكرانية كييف، وأيضا بما تحقق في مساري الصحافي إلى غاية اليوم، وأحفظ الفضل لصاحبه، أي للرفيق محمد نبيل بنعبد الله. ألا ينعكس انتماؤك السياسي على مهنتك الصحافية، ومتى أصبحت صحافيا وكيف؟ بالنسبة إلى الشق الثاني من السؤال، ربما أجبتكم عنه في السؤال السابق، أما بالنسبة إلى علاقة السياسي والمهني، فإنني أولا أعمل ضمن قناعات مبدئية منتصرة للخط التحريري للصحيفتين اللتين أتولى اليوم إدارتهما والكتابة فيهما (بيان اليوم) و"ALBAYANE"، وعندما لن تعود هذه القناعات قائمة سأغادر المؤسسة فورا، كما أن مطالعة محتويات صحيفتينا اليوم ومقارنة ذلك بمضامين باقي الصحف الوطنية، بما في ذلك الخاصة، تفسران أننا كلنا نشتغل يوميا على المواضيع نفسها، ونحضر التغطيات واللقاءات ذاتها، ونجرب الأجناس الصحافية نفسها، وفقط هناك زاوية النظر قد تختلف أحيانا وهذا أمر مشروع حتى بين الصحف الخاصة نفسها، وبالنسبة إلى تجربتي الشخصية، فقناعاتي السياسية وتكويني الحزبي، هما ما يمنعان عني أخطاء التقدير والتعبير وانزلاقات فهم الوقائع والأشياء، وتفادي الابتذال.

صحافيون قادة أحزاب6 الرقاص: الصحف الحزبية تعيش تحولات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مغاربة اشتهروا بعد وفاتهم 5 الزروالي... "مسرار" الرجاء

منصة عملاقة تنتظر نجوم "جوهرة"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات