يشتكي العديد من ممثلي المجتمع المدني وبعض الأعيان في المدن التي تحتضن مقرات الولايات والعمالات، من الانتقائية في اختيار من سيمثلهم في حفل الولاء الذي ينظم سنويا لمناسبة عيد العرش.والقليلون من المواطنين هم الذين يعرفون كيف يتم اختيار من سيحضر حفل الولاء، حيث يتحمل مسؤولية الاختيار بالدرحة الأولى الوالي أو العامل، ولا يتم اختيار إلا الموالين والأصدقاء المقربين من هذا المسؤول الترابي، أو ذاك. ويحكي برلماني من إقليم الخميسات، كيف أن عاملا سابقا على الإقليم كان يقصيه من حضور حفل الولاء، لالشيء سوى لأنه كان يرفض أن يتحول إلى "ممثل الشعب" المنبطح أمام رجل سلطة بدرجة عامل. مقابل ذلك كان يختار مقربين منه، ويضع اسماءهم في لائحة من سيحضر إلى حفل الولاء. وكشف أكثر من مصدر ل"الصباح"، أن عملية اختيار الأسماء التي ستحضر إلى حفل الولاء من المجتمع المدني والأعيان تسودها "المحسوبية" و"الزبونية"، وأن الأسبقية تعطى للمقربين والمتعاونين، أو "لباك صاحبي". أما المغضوب عليهم من طرف الوالي، أو العامل، فيكون مصيرهم الإقصاء، دون رحمة ولا شفقة، ولا يتلقون حتى الاعتذار، كأن يقال لهم على سبيل المثال، إن المقاعد المخصصة للإقليم غير كافية، وإن السنة المقبلة سيتم تسجيلكم في إطار ما يعرف بالتناوب، لكن شيئا من ذلك لم يحدث، وأن الوجوه نفسها التي يقال إنها تنشط في جمعيات المجتمع المدني، هي التي يتم اختيارها كل سنة للحضور، شأنها شأن بعض أعيان المدن الذين تربطهم علاقات خاصة مع بعض رجال الإدارة الترابية. ويأمل مقصيون من حفل الولاء أن تعيد وزارة الداخلية من خلال مؤسسات الوالي أو العامل طريقة اختيار من سيحضر الولاء، وألا يبقى الأمر منحصرا في أسماء بعينها، خصوصا التي تزعم أنها تنتمي إلى فعاليات المجتمع المدني، أو تنتسب إلى أعيان المدينة. يشار أن جميع رؤساء الجماعات المنتخبة، سواء الجماعية أو المهنية، أو رؤساء مجالس العمالات والأقاليم والجهات يحضرون تلقائيا دون انتظار "بركة" الوالي أو العامل. كما يتم اختيار طاقم من رجال السلطة، من قياد وباشوات للحضور، وحتى هذا الاختيار يخضع لموازين قوى الوالي أو العامل، إذ سبق للعديد من رجال السلطة أن حرموا من الحضور، لالشيء سوى، لأن مسؤوله المباشر، غاضب عليه. وقبل التوجه إلى المدينة التي ستحتضن حفل الولاء، يتم عقد اجتماع مع الذين وقع عليهم الاختيار للحضور إلى مقرات الولايات والعمالات، حيث يتم تزويدهم بالنصائح، تتعلق أساسا بطبيعة اللباس الذي يجب أن يرتدوه، وهو لباس وطني بلون موحد، يكون مرفوقا بشاشية و"بلغة" بيضاء أو صفراء اللون. كما يرشدون إلى طريقة الدخول والخروح، والوقوف في الأماكن المخصصة لهم. وعكس حفلات ولاء سابقة، فإن طقوس حفل الولاء في السنوات حصل فيها تغيير على مستوى التغذية، حيث أصبح المدعوون يستفيدون من وجبتي الفطور والغذاء. وخلال حفل هذه السنة، سيتم تخصيص حفل خاص على شرف المشاركين بعد نهاية الحفل، كما أخبر بذلك الولاة والعمال جميع الذين وجهت لهم دعاوات الحضور.عبدالله الكوزي