الصحراء في الوثائق الامريكية9

الحسن الثاني عازم على اقتناء أسلحة أمريكية تكشف الوثائق السرية التي أفرجت عنها وزارة الخارجية الأمريكية حديثا، تفاصيل دقيقة حول الوجه العسكري لتحضيرات الحسن الثاني لاسترجاع الصحراء وإخراج الإدارة الإسبانية منها. وتظهر تفاصيل التفاوض العسير الذي انطلق بين الحسن الثاني والإدارة الأمريكية، من خلال إيفاد عبد الهادي بوطالب إلى واشنطن، واستقبال موفد شخصي للرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون. وبمجرد شروع الطرفين في استعادة الثقة، كان أكبر ملف يضعه الحسن الثاني على طاولة التفاوض والمساومة، هو تحديث وتسليح قواته العسكرية، وهو المسلسل الذي استمر إلى الساعات القليلة التي سبقت انطلاق المسيرة الخضراء. إحدى هذه المفاوضات التي أبرزتها وثائق الخارجية الأمريكية، تمت خلال لقاء جمع الحسن الثاني بالسفير الأمريكي بالرباط. عقارب الساعة تشير إلى العاشرة و15 دقيقة من صباح يوم 6 يونيو 1974، يجلس السفير الأمريكي بالمغرب، روبرت نيومان، أمام الحسن الثاني في قصره بالصخيرات، حيث كان جدول عمل اللقاء الذي أتى بعد سلسلة اتصالات ورسائل وتبادل للوفود على مدى ثلاث سنوات الماضية، يتمحور حول "الدعم العسكري الأمريكي للمغرب". تفاصيل اللقاء أفردها السفير الأمريكي بالرباط، في برقية مستعجلة أرسلها إلى وزير الخارجية، نقل فيها "توجس" الراحل الحسن الثاني من الآجال المتأخرة التي عرضتها واشنطن لتسليم الأسلحة التي طلبها المغرب، رغم طمأنة السفير الأمريكي نية أمريكا، بكافة مسؤوليها بمن فيهم الرئيس نيكسون، التعاون إلى أقصى الحدود مع المغرب. وزاد نيومان بالقول إن توتر الحسن الثاني، كان بسبب إلغاء غير متوقع لزيارة كان الرئيس الأمريكي سيقوم بها إلى المغرب، قبل أن يوضح السفير نقلا عن رئيس بلاده، أنه حاسم في مسألة الدعم العسكري، " قال لي الملك إن المغرب لا يطلب الحصول على هدايا، بل هو مستعد لدفع مقابل الأسلحة التي يريد، لكن على الأمريكيين أن يعلموا أنه سيشتريها بهدف حماية أمن البلاد، وقد سبق لهم أن قالوا إن هذا الأمن يهمهم". غير أن ما زاد من توتر الراحل الحسن الثاني المقابل المالي الذي طلبته أمريكا مقابل بيع أسلحة للمغرب، "تعلمون أنه، للأسف العتاد العسكري ليس مثل باقي الاستثمارات التي تنتج عائدا اقتصاديا، وبالتالي، فإن طلبكم أداء المقابل خلال سبع سنوات وبمعدل فائدة 12 في المائة كثير جدا"، وهو الرد الذي اعتبره السفير الأمريكي محاولة من الملك المغربي لمعرفة نية أمريكا الحقيقية حول تسليح المغرب، أي هل ستكون داعمة له أو تضع شروطا تعجيزية فقط؟ لقاء السفير الأمريكي بملك البلاد، كشف رغبة الحسن الثاني حيازة جيشه على ما لا يقل عن 100 دبابة، "هذا رقم لا يمثل شيئا بالنسبة إلى دولة تنتج الآلاف من الدبابات مثل أمريكا"، يقول الحسن الثاني للسفير الأمريكي دون أن يفوته تنبيهه إلى أن ضباط الجيش المغربي الذين عادوا من سوريا عقب مشاركتهم في الحرب ضد إسرائيل بهضبة الجولان، وقفوا على مدى تطور الأسلحة السوفياتية التي تتوفر عليها دول عربية، في إشارة إلى الجارة الجزائر. إعداد: هجر المغلي

الصحراء في الوثائق الامريكية9

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

رياضيون وراء القضبان5

إيقاف مروج مخدرات بواويزغت

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات