طلبة بالعيون يستهدفون حسابات بنكية أنتربول تدخل على الخط والموقوفون حولوا أموالا من حسابات زبناء مؤسسات دولية لفائدتهم هي قصص حقيقية لتلاميذ وطلبة على دراية بمجال الإعلاميات وتحليل النظم، ارتكبوا جرائم حيرت محققي الضابطة القضائية التي يستعصي عليها حل لغز العديد من الجرائم، بالاعتماد على الأبحاث التقليدية، ما دفع النيابة العامة إلى توجيه تعليماتها بإحالة القضايا ذات الجرائم النوعية على أجهزة أمنية أخرى للوصول إلى الحقائق الكاملة.إعداد: عبد الحليم لعريبي أحدثت برقية صادرة عن منظمة الشرطة الجنائية الدولية المعروفة اختصارا ب"أنتربول"، مارس الماضي، حالة استنفار أمني داخل الفرق الجنائية التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية بالعيون، حينما توصلوا باختراق حسابات بنكية دولية من قبل طلبة يقطنون بعاصمة بوجدور الساقية الحمراء.وتوصلت المعطيات الخاصة بالشرطة الدولية أن طالبا استهدف بنكا برتغاليا واستولى على 800 أورو من حساب زبونة، وبعدما خلصت المشتكية حدوث ضرر في حسابها البنكي تقدمت إلى الشرطة الوطنية البرتغالية ببلاغ في الموضوع، وبعدما اطلعت الأخيرة على الموضوع، اكتشفت أن الجريمة جرى تنفيذها من خارج البلاد، وراسلت "أنتربول" في الموضوع.وبعدما توصلت الضابطة القضائية بالعيون ببرقية البحث من منظمة الشرطة الدولية خلصت الأبحاث إلى أن المتهم الرئيسي الذي جرى نصب كمين له هو العقل المدبر للعملية، وتم حجز معدات إلكترونية من حواسيب وأجهزة أخرى تستعمل في الدخول إلى نظام للمعالجة الآلية للمعطيات البنكية وإلحاق ضرر فيها والاحتيال، واكتشفت الأبحاث معه أنه طالب متدرب بأحد معاهد التكنولوجيا التطبيقية بالمدينة، وبعد الاستمرار في الأبحاث معه دل المحققين على أسماء طلبة آخرين، استفادوا من مبالغ مالية مقابل الدخول إلى نظام البنوك الدولية، وتحويل مبالغ مالية لفائدة مؤسسات تجارية عن طريق التبضع منها.والمثير في الملف، أن الطلبة المتورطين حيروا الأجهزة الأمنية وجرى تكليف فرقة جنائية خاصة بمحاربة الجريمة الإلكترونية، كما قامت الضابطة القضائية بإرسال الحواسيب المحجوزة ومفاتيح التخزين والأقراص المدمجة على مختبر تحليل الآثار الرقمية قصد إجراء خبرة علمية على المحجوزات ومطابقتها مع تصريحات الموقوفين.وأدلى الطلبة بمعطيات مثيرة حول درايتهم بالمعطيات الخاصة بمعالجة الأنظمة البنكية والاطلاع على التفاصيل الكاملة الخاصة بزبناء المؤسسات المالية، واكتشفت التحريات أن ذكاءهم دفعهم إلى استهداف بنوك دولية لتفادي الشبهات.ودل أحد الموقوفين المحققين أنه يجري اختيار الحسابات التي تتوفر على أرصدة مالية كبيرة، مؤكدا أن الأثرياء لا يكتشفون سحب مبالغ بسيطة من حساباتهم وأنه في حال قرصنة حسابات تكون بها مبالغ ضعيفة، يجري اكتشافها من قبل أصحابها فورا و يسرعون إلى إشعار المصالح الأمنية المختصة في بلدانهم بالموضوع.وأثبتت تحريات الضابطة القضائية أن الطلبة جنوا أرباحا مالية مهمة، كما أثبتت نتائج المختبر العلمي لتحليل الآثار الرقمية وجود تطابق في تصريحات الموقوفين مع العمليات التي نفذوها انطلاقا من الحواسيب المحجوزة، واستغرقت منهم هذه العمليات مدة زمنية طويلة للوصول إلى المعطيات الخاصة بالبنوك، ووجهت إليهم النيابة العامة تهما تتعلق بالدخول إلى نظام للمعالجة الآلية للمعطيات وإلحاق خلل فيه وإحداث أضرار بالغة للزبناء، وجرت إحالتهم على أنظار الهيأة القضائية الجنحية بابتدائية العيون .