شواطئ عين الذئاب … اكتظاظ وابتزاز

رجال المرور أغلقوا طرقا بسبب امتلاء المنافذ نحو الشواطئ والسكان يعولون على النهوض بالساحل الشرقي فضلت الكثير من الأسر البيضاوية، هذه السنة، أن تبدأ العطلة الصيفية، من مدينتها، مباشرة بعد يوم عيد الفطر، فولت وجوهها نحو المحيط الأطلسي، تنشد أمواجا تخفف لهيب الحر في الأجساد. ورغم أن الشواطئ الحضرية الغربية للبيضاء، المفتوحة في وجه العموم، غير مهيأة بالشكل الذي يليق بالمصطافين، إلا أن الإقبال عليهما مشتد، ولا يستثني حتى الواجهة البحرية لمسجد الحسن الثاني، وشاطئ العنق، المليئين بالأحجار ولا رمال فيهما تتمدد عليها الأجساد، استقبلت أسرابا من شباب الفئات الشعبية للمدينة القديمة ومنطقة العنق.وبسبب اشتداد الإقبال، تحول محيط مسجد الحسن الثاني، نهاية الأسبوع الماضي، إلى وجهة مفضلة، لعدد من الباعة المتجولين، ممن يقترحون على الأطفال البوظة والمثلجات والذرة المقلية، ولمجات التونة الحارة الرخيصة، المعروفة شعبيا بـ»الطون والحرور»، ويعرضون على مرافقيهم من النساء والرجال، كؤوس عصير قصب السكر والبرتقال.واستعدادا للعطلة الصيفية، استغل بعض أرباب مقاه ومطاعم، مطلة على شارع الأمير سيدي محمد بن عبد الله وشارع الكورنيش، رمضان، فقاموا بتجديد فضاءاتها.واكتسبت تلك الفضاءات رونقا يساير المنافسة التي فرضتها مطاعم المنتجعات التجارية الكبرى، وفتحوا أبوابهم منذ اليوم الأول للعيد، ما سمح بظهور شباب نصبوا أنفسهم حراسا للسيارات بمحيطها. وتمتد الشواطئ الغربية للمدار الحضري للبيضاء، على مسافة 10 كيلومترات، تبدأ من مسجد الحسن الثاني وتنتهي عند المركب التجاري «موروكومول»، غير أن المفتوحة منها في وجه العموم معدودة على رؤوس الأصابع، والولوج إلى البقية، يتطلب المرور عبر منتجعات ومطاعم خاصة.ولم يتردد مواطنون بيضاويون، استاؤوا من ضيق شاطئي مخيم لالة مريم وعين الذئاب، بالمصطافين، منذ اليوم الثاني لعيد الفطر، في الدعوة إلى تهيئة شواطئ مهملة، والنهوض بأحوال الشاطئ الشرقي، الممتد من محطة البيضاء الميناء إلى المحمدية، سيما بعد أن أعلنت شركة التدبير المفوض للمياه والكهرباء والصرف الصحي بالبيضاء، في ماي الماضي، عن معالجتها للشاطئ الشرقي من التلوث.وأكدت الجهة المفوض لها، أن الشاطئ الشرقي، صارت مياهه صحية، بعدما انطلق العمل بمحطة «أوسيان» للمعالجة القبلية للمياه العادمة، وتصريفها في عمق البحر، عن طريق قناة بحرية صنعت في النرويج، ويصل طولها إلى ثلاثة كيلومترات، ما مكن من وقف تصريف المياه العادمة في الساحل مباشرة، على مستوى تسع نقط، في السنوات الماضية.وعاينت «الصباح»، امتلاء مستوى المقطع المعروف بـ»النزاهة» في شاطئ عين الذئاب، عن آخره، حتى بدت الرقعة الممتدة إلى ساحل سيدي عبد الرحمان، غير قادرة على استيعاب الوافدين، خلال أوقات الذروة الشاطئية، التي تبدأ مع منتصف النهار. وفي حدود الساعة الخامسة عصر الأحد الماضي، ومع اقتراب وقت الغروب، بدأ حج آلاف الأسر، بسياراتها نحو المركبين التجاريين «آنفا بليس» و»مروكومول»، المتوفرين على فضاءات ترفيهية، من مقاه ومطاعم، لها منفذ إلى البحر، ما اضطر معه عناصر شرطة المرور، في بعض المدارات، إلى مطالبة السائقين بالعودة من المنافذ الفرعية التي جاؤوا منها، لأن المحج الرئيسي في عين الذئاب ممتلئ عن آخره. ويحكي رب أسرة، أنه أوصل زوجته وأطفاله إلى مركب «موروكومول»، الأحد الماضي، بعد الزوال، وذهب إلى قضاء أغراض خاصة، غير أنه لما أراد العودة إلى المركب لنقل أسرته، بعد الغروب، وجد صعوبة شديدة في إيجاد منفذ، فلجأ إلى بعض المنافذ الفرعية من وسط الفيلات، وفي محيط «سندباد»، التي لا يعرفها سوى سكان المنطقة. وقال المعني بالأمر: «جئت عبر مدارة فندق السويس، لكن شرطي المرور، لم يسمح لي بمواصلة المسير، لأن الشارع ممتلئ عن آخره، وجربت شارع سيدي عبد الرحمان عبر مدارة خط نهاية الطرامواي، وتكرر الموقف نفسه، ثم جربت الدخول عبد مدارة سندباد، دون جدوى، فاضطررت إلى سلك طريق أزمور المسمى بشارع عبد الهادي بوطالب، ووصلت إلى أطفالي عبر مرأب مرجان موروكومول».امحمد خيي كراء الشمسيات قسرا ليس الاكتظاظ وحده ما يثير حفيظة المصطافين وأطفالهم الصغار، بل أيضا، تحرشات المشغلين من قبل المكرين للمظلات الشمسية، الذين يتهمهم مواطنون، باستغلال ضيق الشواطئ ونصب المظلات بشكل مسبق في المساحات الفارغة، حتى يقوم المصطافون الملتحقون على التو، بكرائها قسرا، كما يشتكي مصطافون من شباب يخوضون مباريات في كرة القدم، في توقيت الذروة التي يضيق فيها شاطئ عين الذئاب بالبيضاويين. "فال آنفا"... قريب من كل شيء يوجد فندق نادي «فال آنفا»، في قلب عين الذئاب، في موقع لا تخطئه العين، ويطل على المحيط الأطلسي، وميزته أنه، من الفضاءات القليلة، التي مازالت تحافظ على بعض الخدمات الموجهة إلى الأسر، ويمنح اختيارات في المطعمة تناسب كل الأذواق ويضمن القرب من باقي فضاءات عين الذئاب. ويتخذ الفندق الذي يقع في زاوية تقاطع شارعي المحيط الأطلسي والكورنيش، وهما الشارعان الرئيسيان لعين الذئاب، شعارا له: المزاوجة بين المعايير الحديثة للراحة وأفضل شروط حسن الاستقبال والكرم المغربيين. فعلى مستوى المطعمة، يقترح الفندق ثلاثة مطاعم، الأول يسمى «باسمان»، وهو مطعم مغربي يتردد صيته في البيضاء، بوصفه الأفضل في تقديم الوجبات المغربية، وسبق أن استقبل شخصيات رفيعة، مثل الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك، وتبدأ أسعاره من 200 درهم لتصل إلى 400 درهم. ويقترح هذا الفندق، الذي يتوفر على حديقة ومسبح مطلين على البحر، مطعم «علاء الدين»، وهو عبارة عن فضاء يمنح تصميمه ظروف التشاور والمناقشة حول موائد الغذاء، أما «لو لاكون بلو»، فهو فضاء شاسع صمم خصيصا من أجل وجبة فطور في طابق مطل على المحيط الأطلسي، ويقترح الفندق أخيرا، على المولوعين بالمطبخ المتوسطي، سيما أطباق السمك، مطعم «لوبيسترو»، ذي الهوية الخاصة.وفي «فال آنفا»، منتجع علاجي (spa)، للعناية بالجسد ويقترح أنواعا متنوعة من التدليك بالزيوت الطبيعية، وصالون للحلاقة والتجميل وحمام مغربي، وتبدأ أسعار خدمات الفضاء بـ100 درهم لتصل إلى 400 درهم. والجيد في الفندق، الذي حصل في 2014، على شهادة التميز من الموقع المتخصص «تريب أدفيسور»، أنه قريب من كل شيء، ويغني المقيمين فيه من استعمال وسائل النقل للوصول إلى باقي المرافق الترفيهية والتجارية في عين الذئاب. وسواء تعلق الأمر بالشواطئ الخاصة، أو «موروكومول»، المركب التجاري الأكبر بإفريقيا، أو بالمركب السينمائي «ميكاراما» أو المركب التجاري «أنفا بليص»، فالفندق يقع في منطقة الوسط، ولا تتجاوز المسافة التي تفصله عن تلك الفضاءات 500 متر، أما أسعار الغرف فهي تبدأ من 800 درهم لتصل إلى 1050 درهما.

شواطئ عين الذئاب … اكتظاظ وابتزاز

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"سلوى والزوبير" جديد الفد

فتاح في جولة بأمريكا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات