إيراوي… الدكالي آسر القلوب

الآلاف تنتظره في التراويح وعسل "الدغموس" للمحافظة على قوة الصوت انطلاقة الشهرة كانت من سيدي معروف بالبيضاء، بعد أن ذاع صيته في الرباط والجديدة لسنوات طويلة، وأصبح له معجبون أسرهم بقوة صوته وطريقته الرائعة في قراءة القرآن، خصوصا في صلاة التراويح.مباشرة بعد تناول الإفطار، تبدأ جحافل النساء والرجال في التقدم إلى مسجد رياض الألفة للحصول على مكان داخله للاستمتاع بصوت محمد الإيراوي، هذا الفقيه القادم من إحدى القبائل التابعة لإقليم سيدي بنور.الفترة الزمنية التي قضاها بالبيضاء، جعلته مشهورا ومحبوبا لدى الجميع، لما يتمتع به أيضا من أخلاق وحب لفعل الخير. كان مسجد حي قريون في العكاري بالرباط أول مسجد أقام فيه إيراوي صلوات التراويح ليلتحق بعدها بالعديد من مساجد العاصمة، وأهمها مساجد الحي الصناعي والجامع الكبير في حي اليوسفية و السنة الشهير الذي حدث أن صلى فيه ذات رمضان أحد المحسنين، ولما أعجب بقراءة الإمام اتصل به وعرض عليه الإمامة في مسجد الأدارسة الموجود في حي سيدي معروف بالبيضاء.وفي 2005، قرر إيراوي الانتقال من مسجد الأدارسة إلى مسجد رياض الألفة، حيث مازال إلى اليوم يصلي التراويح، كما كان خطيبا للجمعة بمسجد الإمام مالك بقصبة الأمين قرب ليساسفة.بالنسبة إلى إيراوي، فللمحافظة على المستوى الذي عرفه الجميع يستلزم الكثير من الاستعدادات النفسية والروحية والبدنية.يقول ل "الصباح"، "أحتاط كثيرا من البرد لأنه هو عدو الصوت لذلك أختار في الأوقات التي أحس فيها بقرب الألم الراحة التامة مع شرب الماء الدافئ الممزوج بالعسل الحر خصوصا عسل نبتتي الدغموس والزعتر، إضافة إلى تحضير الحزب الذي ستتم قراءته واستيعابه بتفسيراته لتكون القراءة جيدة وعن فهم، وأنت تعلم جيدا أنه إذا كنت تقرأ شيئا وأنت مستوعبه فستبدع فيه".ويضيف "أركز في رمضان على شيئين مهمين الراحة البدنية من خلال اختيار أوقات النوم والراحة النفسية إضافة إلى الدراسة والتحصيل، لأكون في مستوى الثقة الموضوعة في".وهب أبو أميمة وأسامة وأيوب، حياته للإمامة والتحصيل العلمي فبعد حصوله على شهادة الباكلوريا تخصص التعليم العتيق، أصر على استكمال دراسته حتى الحصول على الإجازة في الدراسات الإسلامية من كلية عين الشق، ما أهله ليكون حكم دوليا في المسابقات الوطنية والعالمية في تجويد القرآن الكريم، كما أهلته أخلاقه وصوته الجميل وقراءته العجيبة، للحصول على جائزة محمد السادس الوطنية في حفظ القرآن وترتيله سنة 2003، وعلى الرتبة الثانية في الجائزة نفسها سنة 2006.ولم ينس إيراوي وهو يودع "الصباح" الإشارة إلى ضرورة الاهتمام بالمساجد "ما يحدث في جنبات المساجد خطير، لذلك أقول يجب أن يعمل المصلي والسلطات المحلية على الاهتمام بنظافة محيط المسجد وكأنه بيته بل أكثر لأنه بيت الله". نوم في السجدة الأولى تعب إيراوي كثيرا خلال أداء صلاة التراويح لكنه فضل البقاء مستيقظا لأداء صلاة الصبح قبل النوم، وهو ما كان، إذ رفع آذان الصلاة وأقيمت الصلاة وفي الركعة الثانية لم يحس إلا وأحد المصلين في الصف الأمامي يوقظه من النوم.يقول إيراوي والضحك يغالبه "لم أحس بأي شيء قلت الله أكبر وبعدها النوم العميق، لكن المصلي أنقذني رغم تأخري لثوان، وهذا ما جعلني أؤكد أن الراحة ضرورية للإمام والمقرئ لأنها تمنحه التركيز والقدرة على الإقناع في الصلاة والقراءة". كلب "سيدنا قدر" في التراويح قبل ثلاث سنوات، وإيراوي يستعد لإقامة الصلاة في ليلة القدر، بدأ الصراخ والعويل بين النساء في الطابق العلوي بمسجد رياض الألفة، ما جعل الرجال يتدخلون لمعرفة ما يحدث، ليتم اكتشاف أن كلبا تسلل بين صفوف النساء ما أثار خوفهن.استمر الصراخ والعدو في الطابق العلوي، المخصص للنساء، لدقائق معدودة، قبل أن يتدخل إيراوي في مكروفون المسجد ليؤكد للجميع أن الأمر انتهى.يقول إيراوي "تدخل أحد المصلين الذين كانوا في الصفوف الأولى ليؤكد لي أن الكلب الذي دخل المسجد هو تجسيد لسيدنا قدر كما تقول الخرافة، وكان يتكلم بلغة الواثق ما جعل الجميع ينفجر ضحكا".ويضيف إيراوي "رغم أننا ضحكنا وعدنا إلى الصلاة إلا ما استفزني كثيرا في هذا الرجل هو إيمانه الراسخ بهذه الخرافة التي تقول إن سيدنا قدر يتجسد في شخص أو حيوان في هذه الليلة المباركة، لا حول ولا قوة إلا بالله".أ.ن

إيراوي… الدكالي آسر القلوب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تأجيل جمع نهضة الزمامرة

متى يكون القاضي مسؤولا مدنيا؟

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات