ساهم انتشار القنوات الفضائية الإسلامية واختلاط المغاربة بعدد من مواطني البلدان الإسلامية الأخرى إلى بروز سلوكات وممارسات للشريعة الإسلامية لم تكن معهودة في المغرب، كما برزت مجموعة من الفتاوى الشاذة على المغاربة. سنحاول من خلال حلقات ستنشر طيلة رمضان، وضع هذه الممارسات في ميزان الشرع مع الأستاذ لحسن بن إبراهيم السكنفل، رئيس المجلس العلمي لعمالة الصخيرات تمارة. علماء رأوا الأمر واجبا وآخرون اعتبروه ندبا يعتبر البعض أن حلق اللحى خروج عن أمر الرسول صلى الله عليه وسلم الذي أمر في حديث صحيح بقص أو حف الشوارب والإعفاء عن اللحى. هل يوجد حديث صحيح الإسناد يلزم إعفاء اللحى؟ إعفاء اللحى من سنن الفطرة وهي : الختان وتقليم الأظافر وإكرام الشعر، وترك الشيب وإبقاؤه فلا ينتف سواء كان في اللحية أو في الرأس بالنسبة إلى الرجل أو المرأة على السواء وتغيير الشيب بالحناء والحمرة والصفرة، والتطيب بالمسك. ومنه الاستحداد (حلق العانة) ونتف الإبط. وهل يعتبر، بالفعل، حلق اللحى خروجا عن أمر رسول الله؟ يعتبرإعفاء اللحية من سنن الفطرة لقول النبي صلى الله عليه وسلم فيها "خالفوا المشركين وفروا اللحى واحفوا الشوارب" وهو حديث رواه الشيخان البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وقد حمل عدد من الفقهاء الأمر الوارد في هذا الحديث وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم "وفروا اللحى "على الوجوب، ومنهم من حملها على الندب باعتبارها من كمال الرجولة ومظهر من مظاهر الوقار.وذهب عدد من العلماء إلى ضرورة إكرامها (عدم تركها حتى تفحش، بل يؤخذ منها كما كان يفعل راوي الحديث السابق حيث كان إذا حج أو اعتمر قبض على لحيته، فما زاد على ما قبضه أخذه.وفي الحديث أيضا توجيه نبوي إلى حف الشوارب، والمقصود أن لا يطول الشارب حتى يغطي الشفتين، وقد ورد عن الإمام أحمد والنسائي من حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من لم يأخذ من شاربه فليس منا".وكل هذه من الأمور المرتبطة بحسن الخلقة والمظهر، فالمؤمن نقي طاهر نظيف والله أعلى وأعلم.عبد الواحد كنفاوي