“حراك” مغربي أنقذ فرنسيا من الغرق بإيطاليا

ابن العطاوية قال للصباح إن ما قام به جلب له الأنظار فقط ووضعيته لم تتغير عرفت فلورانسا الإيطالية حادث غرق تناقلته الصحافة على نطاق واسع، إذ وضع شاب مغربي، وصف بالبطل، حياته في خطر في سبيل إنقاذ سائح فرنسي، كان في زيارة إلى إيطاليا. كما تناقلت وسائل الإعلام، فيديو يظهر فيه الشاب المغربي، وهو يمسك بالسائح الغريق، إلى حين حضور رجال الإنقاذ. وتعود أحداث الواقعة عندما كان سائح فرنسي، بصدد التقاط صور فوق قنطرة وادي (أرنو) ليسقط بالنهر... فتطوع توفيق الشتوكي «28 سنة» ابن منطقة الصهريج دائرة العطاوية بإقليم قلعة السراغنة، لإنقاذه من الغرق. «الصباح» التقته بفلورانسا، وتحدثت إليه عن ظروف الحادث ووضعيته نبيل الخافقي (موفد الصباح إلى إيطاليا) خلال بحثنا عن الشاب، توفيق الشتوكي، بفلورانسا الإيطالية، لم نجد صعوبة في العثور عليه حيث وجدنا توفيق الذي تظهر عليه ملامح الشاب الذي فعلت فيه أشعة شمس المتوسط الحارقة فعلتها، بشرة سمراء وسروال قصير، ويحمل صورا للفنون التشكيلية عن مدينة فلورانسا يعرضها للسياح الوافدين على جنبات نهر آرنو ، ما إن اقتربنا منه حتى أخذ يتحدث لنا عن معاناته وقصته مع الهجرة وحكايته المثيرة، « أنا ابن العطاوية»، يقول توفيق « درست بها حتى المستوى السادس، وغادرت الدراسة، واشتغلت بعدها في مجال البناء، ومن وقتها وأنا أحلم بالهجرة إلى إيطاليا، وهو ما تأتى لي منذ أربع سنوات، حيث قدمت إلى إيطاليا عبر «الحريك» عن طريق «تركيا، بعدما دفعت مبلغا ماليا تجاوز 4 ملايين، بعدما اتصلت ببعض الأصدقاء الذين هاجروا قبلي بطريقة سرية، وكلهم من إقليم قلعة السراغنة، هذه هي قصتي مع «لحريك». "حركت" نحو فيرونا ...ثم فلورانسافي البداية، كانت محطته الأولى نحو ضواحي فيرونا وبالضبط منطقة «كاستين» ماسة، والتي قضى بها أربعة أشهر، لينتقل إلى فلورانسا بمنطقة توسكا، حاول البحث عن عمل، لكن دون جدوى. مرجعا ذلك إلى صعوبة الحياة في إيطاليا.ويعبر عن ذلك بقوله «تزيرات الوقت»، كما أن الوضع تغير وأصبحت الهجرة صعبة جدا، ولا أخفيكم سرا أنني أعاني بشكل يومي، كما أنني لا أملك وثائق الإقامة لتمكنني من فرصة شغل قارة ...». أقيم في بيت مهجور والبوليس يطاردني ... أكد توفيق الشتوكي أن صعوبة الإقامة والحياة التي يواجهها في فلورانسا جعلته مضطرا للعيش في منزل مهجور، رفقة مجموعة من المهاجرين المغاربة، وكذلك «البدون»، وهم أشخاص لا يحملون أي جنسية، في ظروف مزرية جدا، وهو ما جعله يعتبر مجرد التفكير في الهجرة في حد ذاته مخاطرة غير محسوبة العواقب ...حينما سألناه عن محل سكناه، علق على السؤال بعبارة « آش من سكنى ...راه حنا غير مخبيين»، متابعا قوله بعبارة «الله إيصاوب» مبرزا أن البوليس يطارده بائعا متجولا .أكره الحديث عن بطولتي...يقول توفيق الشتوكي «كثر الحديث عن بطولتي، وما قمت به، «وأنا أرى أنه لم يجلب لي أي شيء، وإنما جلب لي الأنظار فقط، بل إن جزاء الله هو فوق كل شيء، فلحد الساعة مازلت «حارك»، ولا أتوفر على وثائق الإقامة الشرعية، وكل ما تلقيته عبارة عن وعود فقط، لم ينفذ منها أي شيء، مع العلم أنني قضيت الليل كله في مخفر الشرطة ليلة الحادث، ولم أخذ حمامي إلا في اليوم الموالي» حسب تعبير الشتوكي، الذي وصف عملية الإنقاذ التي قام بها بـ"العادية" جدا. عمدة المدينة لم يستقبلني...نفى توفيق الشتوكي أن يكون عمدة فلورانسا التقاه أو استقبله، كما نفى أن يكون قد حصل على شقة، كما أشيع من قبل، مضيفا أنه كل ما يتم ترديده لا علاقة له بالواقع، فوضعيته مهاجرا غير شرعي مستمرة، مبرزا أن أمنيته الكبيرة تسوية وضعية إقامته، وبناء أسرة، وتحقيق الاستقرار والعيش حياة عادية، بعيدا عن الضغط اليومي الذي يعانيه، فهو بائع متجول بدون وثائق إقامة، مع العلم أن الهجرة حلم راوده منذ الصغر، وهو تحول، حسب تعبيره إلى «كابوس» يومي يقض مضجعه، بسبب المشاكل الكثيرة التي يعانيها، مضيفا أنه رفع دعوى قضائية أمام المحكمة، ووكل لذلك محاميا يتمنى من القضاء الإيطالي إنصافه. "هاشحال كنصور" ومعاناتي مستمرة ...قال توفيق الشتوكي، إنه مضطر لممارسة مهنة بائع متجول عبر بيعه صور تشكيلية عن مدينة فلورنسا التاريخية، والتي يجني منها يوميا، وفي أحسن الحالات مبلغا ماليا ما بين 20 أورو و30 في أحسن الأحوال، ما يجعل معاناته مستمرة، لأنه بدون إقامة قانونية، ويوميا يتعرض لمطاردة البوليس بائعا متجولا. ظروف الهجرة صعبة أكد توفيق الشتوكي أن حاجته كبيرة إلى وثائق الإقامة لسبب بسيط أنها ستمكنه من التوجه إلى المغرب والعطاوية على وجه الخصوص للقاء أفراد عائلته، لأنه «توحش الوالدة»، لكنه بالمقابل وجه نداءا للمغاربة: «المغاربة بقاو في بلادكم راه المغرب زين» واصفا ما يردده البعض بخصوص الهجرة بالخاطئ، ولا أساس له من الصحة ...وقال الشتوكي، إن المغرب تطور كثيرا والمغربي أينما كان سيعود يوما إلى بلده، والمغرب «راه زين»، وللمناسبة أريد أن أطلب من أبناء المغرب أن يكملوا دراستهم، فما نعيشه في إيطاليا بلد الهجرة والغربة صعب جدا ...

“حراك” مغربي أنقذ فرنسيا من الغرق بإيطاليا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تطورات في ملف أمنيي الفرقة الوطنية

"الأولى" تكشف برمجتها الرمضانية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات