أزواج كسروا الطابو وتحدثوا عن معاناتهم في انتظار تحقيق مطالبهم بنبرة مليئة بالحزن والفرح، أيضا، كانت عزيزة غلام، رئيسة جمعية الحالمين بالأمومة والأبوة، تتحدث عن معاناة هذه الفئة من المغاربة، خلال الندوة الوطنية الثانية للفحوصات «الإنجاب والعقم في المغرب»، المنظمة، أخيرا. حزينة لأن حجم تلك المعاناة تثقل كاهل الكثير من الأزواج، ولأنها مضطرة إلى سردها من أجل إيصالها إلى الجهات المختصة حتى يحركوا ساكنا، وفرحة أيضا، لأنها رئيسة جمعية تدافع عن مغاربة قرروا كسر الصمت، ودق أبواب المسؤولين، ولأن الفرصة أتيحت لها لكشف آلامهم ومتاعبهم مع غياب التغطية الصحية، تحت غطاء جمعية استطاعت إثبات ذاتها والخروج إلى العلن بعد أن كانت فكرة تراودها من مدة طويلة. انجاز: إيمان رضيف «إننا لا نطلب سوى منحنا فرصة تجربة حظوظنا في الإنجاب في مقدوركم أنتم إنارة ظلمة طريقنا، وجعل الأشواك زهورا، والدمعة بسمة والحزن سعادة»، بهذه الكلمات المؤثرة، تحدثت رئيسة جمعية الحالمين بالأمومة والأبوة عن معاناة الكثير من الأزواج، يأملون في أن يرزقوا بطفل يملأ حياتهم. بكلمات هزت مشاعر الكثير من الذين حضروا الندوة الوطنية، وجهت نداءها إلى المسؤولين لمنحهم فرصة اختبار فرصتهم، وتجربة سبل شفائهم، وتجاوز الضغوطات الاجتماعية والنفسية، التي يتخبطون فيها. حلم ومشاكل «مشاكل كثيرة يتخبط فيها الكثير من الأزواج، لا مفر منها، سيما أن المسؤولين يتغاضون عن تخفيفها، ويحرمونهم من التغطية الصحية»، هذا من أبزر ما اتفق عليه أعضاء جمعية الحالمين بالأبوة والأمومة، معتبرين أن الفرصة حانت من أجل مساعدتهم على تجاوزها، والأخذ بيدهم من أجل تحقيق حلهم. من جانبه، قال عمر بن جلون، رئيس قسم الاتفاقيات بالوكالة الوطنية للتأمين الصحي، إن الأخيرة تعتزم إدراج علاج العقم والمساعدة على الإنجاب ضمن الأعمال الطبية المقبول إرجاع مصاريفها، وتوفير علاج العقم والمساعدة على الإنجاب داخل المستشفيات العمومية، واعتماد مراكز علاج العقم والمساعدة على الإنجاب من طرف وزارة الصحة، مشيرا إلى أن الوكالة وضعت الموضوع على أنظار لجنة للخبراء، التي درست الموضوع، وتمخض عنها مجموعة من الاقتراحات والتدابير اللازمة لتلبية احتياجات الأشخاص الذين يعانون صعوبات الإنجاب.وكشف المتحدث ذاته أنه خلال الدراسة تم حصر كافة الخدمات الطبية ذات الصلة بعلاج العقم، منها الرعاية والعمليات الجراحية والأدوية الأساسية، وإدراج الخدمات الطبية ذات الصلة، في إطار المفاوضات المتعلقة بتجديد الاتفاقيات الوطنية، مؤكدا أن الوكالة أعطت الأولوية لموضوع العقم وصعوبات الإنجاب، في مفاوضاتها مع مدبري التغطية الصحية، إلى جانب ترقب التنصيص على التحاليل البيولوجية الخاصة بصعوبات الإنجاب ضمن تعديل مصنف الأعمال الطبية والبيولوجية، الذي يرتقب إنهاؤه قريبا في إطار المفاوضات مع ممثلي الإحيائيين.ولم يخف المتحدث ذاته، استعداد الوكالة الوطنية للتأمين الصحي دراسة إدراج الأدوية الخاصة بعلاج العقم وصعوبات الإنجاب، ضمن لائحة الأدوية المعوض عنها، إلا أن الأمر يجب أن يكون مقترح منتجي تلك الأدوية «لابد أن تتقدم الشركات المنتجة لتلك الأدوية بطلب التعويض عنها، حتى نباشر دراسة الأمر»، على حد تعبيره. المساعدة الطبيةوزارة الصحة كانت حاضرة بدورها في الندوة الوطنية الثانية لفحوصات الإنجاب والعقم في المغرب، إذ كشفت حفيظة يرتاوي، رئيسة قسم التخطيط العائلي بمديرية السكان بوزارة الصحة، عن أن وزارة الصحة، تعمل على دمج أسئلة مشاكل صعوبات الإنجاب ضمن دراسة خاصة بالفترة بين 2015 و2016، لتتوفر على معطيات تلامس ما هو موجود في المغرب، لتجاوز أمر الاعتماد على معطيات تقديرية تستند إلى معطيات المنظمة العالمية للصحة لتفرز معطيات محلية. وأوضحت المتحدثة ذاتها خلال مداخلتها التي همت تسليط الضوء على إجراءات الحكومة في هذا الصدد، مؤكدة أنها تنكب على وضع توجيهات سريرية، مرجعها العلمي المنظمة العالمية للصحة، إلى جانب الاشتغال على قانون ينظم المساعدة الطبية على الإنجاب، الذي ينص على تحديد المبادئ العامة للمساعدة الطبية على الإنجاب، وتحديد التقنيات المسموح بها وإخضاع مؤسسات المساعدة الطبية على الإنجاب للتفتيش، مشيرة إلى أنه تنسيقا مع الأمانة العامة للحكومة، في 9 مارس الماضي، عقد لقاء علمي لتسليط الضوء على الجوانب الطبية والقانونية المتعلقة بحماية الإنجاب بالمساعدة الطبية وتحديد شروط إجراء التشخيص الجيني قبل الزرع، وحظر الممارسات التي تشكل مساسا بكرامة الإنسانية والقيم الاجتماعية، وكيفيات وشروط حفظ المضغ والأمشاج وكذا تلك المتعلقة بإدخال الأمشاج إلى التراب الوطني أو ترحيلها إلى الخارج، وإخضاع وحدات المساعدة الطبية على الإنجاب لعمليات الافتحاص والمراقبة والتفتيش.وفي الوقت ذاته كشف، رشيد بزاد، رئيس المركز الوطني للصحة الإنجابية في الرباط، مجموعة من المعطيات حول عمل المركز الذي يقدم خدمة المساعدة الطبية على الإنجاب للعديد من الأزواج في وضعية إنجاب صعبة، مؤكدا أن المركز يعد أول مركز عمومي في المغرب، يقدم خدمة المساعدة الطبية على الإنجاب، تابع للقطاع العام، هو ثمرة مجهود 5 سنوات من العمل المستمر لتوفير مختلف المستلزمات الضرورية لتنفيذ تقنيات المساعدة الطبية على الإنجاب. مطالب ملحة لم تخف الجمعية مطالبها التي تسعى إلى تحقيقها، وأهمها توفير مراكز للخصوبة تراعي حميمية وكرامة الزوجين في وضعية إنجاب صعبة، وأهمها توفير تغطية صحية عن علاج الأمراض والصعوبات المرتبطة بصعوبات الإنجاب. وشددت الجمعية على ضرورة قبول الملفات الطبية لهذه الفئة من المغاربة، من قبل مؤسسات التأمينات والصناديق الاجتماعية مثل»كنوبس» و»التضامن الاجتماعي» وحاملي بطاقة «راميد»، مع ضرورة فتح مراكز للمساعدة الطبية على الإنجاب في المستشفيات الجامعية والعمومية، وباب التخصص في المساعدة الطبية على الإنجاب في وجه طلبة الكليات. ومن بين التوصيات التي خلصت إليها الجمعية، خلق مخطط صحي وطني متعدد التخصصات الطبية للعناية بالصحة النفسية والعضوية للأزواج في وضعية إنجاب صعبة، ومساعدة الجمعية على اتخاذ جميع التدابير الوقائية لحماية الأسر من التفكك، بسبب عدم الإنجاب عبر تعزيز الحملات التحسيسية وسط أفراد المجتمع، معتبرة أن الصحة الإنجابية تستحق العلاجات الضرورية، لأنها غير معزولة عن باقي مكونات الصحة الأخرى.ولم تخف الجمعية ضرورة توفرها على مركز للاستقبال والاستماع إلى الأزواج في وضعية إنجاب صعبة ومساعدتهم على تخطي مشاكلهم المتنوعة، مع وضع برامج لتنظيم الأسرة تشمل احتياجات الراغبين في الإنجاب إطار الصحة الإنجابية، مشيرة إلى أنه من غير المقبول الاستمرار في عزل وحرمان الأزواج في وضعية صعبة في الإنجاب أو ضعف في الخصوبة، من حقهم في الصحة والإنجاب.