من بينهم المخرجة بليزيد والحقوقية جبابدي والوزير الأسبق السعدي شهد افتتاح الدورة الأولى من مهرجان "السينما والمساواة"، الأربعاء الماضي، بالبيضاء، تكريم ثلاث شخصيات وصفت بـ"البارزة" في مسارات النضال من أجل المساواة وحقوق النساء في المغرب، ويتعلق الأمر بالمخرجة القديرة فريدة بليزيد، والحقوقية لطيفة جبابدي، والوزير الأسبق محمد سعيد السعدي. وشكل هذا التكريم لحظة اعتراف بمسارات طبعت الذاكرة الثقافية والنضالية المغربية، فالمخرجة فريدة بليزيد، تعتبر من رواد السينما المغربية ذات البعد النسوي، فيما ارتبط اسم لطيفة جبابدي بالحركة النسائية ومعارك حقوق المرأة داخل البرلمان وخارجه. أما محمد سعيد السعدي، فقد رسخ اسمه من خلال إشرافه على "الخطة الوطنية لإدماج المرأة في التنمية"، إذ أهدى، في لحظة مؤثرة، درع تكريمه إلى روح زوجته الراحلة. كما تميز حفل الافتتاح بعرض كوريغرافي فني، جمع بين فتاة وشابين، قدموا لوحات راقصة على خلفية موسيقية تحاكي مسار نضال المرأة من أجل الحرية والكرامة والمساواة، في توليفة بصرية جذبت انتباه الحاضرين. وشددت بشرى عبدو، رئيسة جمعية "التحدي للمساواة والمواطنة" المنظمة للمهرجان، في كلمة للمناسبة، على أهمية الثقافة والفن، وبشكل خاص السينما، في تغيير العقليات وترسيخ ثقافة المساواة، واعتبرت أن اختيار تيمة "السينما والمساواة" يعكس قناعة الجمعية بالدور المحوري للفن السابع في نشر الوعي الحقوقي، سيما في سياق مغربي يعرف نقاشا واسعا حول تعديل مدونة الأسرة، ما يستوجب تضافر جهود كل الفاعلين، بمن فيهم السينمائيون. وشهد الحفل حضور شخصيات من عالم الفن والسياسة، أبرزهم يونس السكوري، وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، إضافة إلى فنانين وإعلاميين وفاعلين جمعويين مهتمين بقضايا النوع والمساواة. ويشارك في هذه الدورة 14 فيلما قصيرا من داخل المغرب وخارجه، تتنافس على ثلاث جوائز: الجائزة الكبرى، وأفضل إخراج، وأفضل سيناريو. وتشرف على لجنة التحكيم الفنانتان لطيفة أحرار ونجاة الوافي، والإعلامية فاطمة الإفريقي. وانطلقت، صباح أول أمس (الخميس)، أول أنشطة المهرجان بندوة مخصصة لأعمال فريدة بليزيد، تم فيها تسليط الضوء على مسارها السينمائي، وعلاقتها بقضايا الهوية والنوع والاختلاف. كما افتتحت العروض السينمائية بفيلم "ذاكرة للنسيان"، وهو الفيلم الخامس للمخرج الهواري غوباري، المدير الفني للمهرجان، وهو العمل الذي يرصد عودة مخرجة إلى قريتها لتوثيق واقع اجتماعي مختل، تسائل فيه السلطة الأبوية والعنف الرمزي والديني الممارس ضد النساء والأطفال، من خلال شخصيات الأب التقليدي والفقيه المتسلط. ولقي حفل افتتاح الدورة الأولى من مهرجان "السينما والمساواة" إشادة واسعة من الحضور، سواء من حيث التنظيم أو التيمة المتميزة التي تربط لأول مرة بين الفن السابع وقضايا المساواة، في الوقت الذي يأمل القائمون على المهرجان أن يشكل الموعد الثقافي والفني لبنة أساسية نحو مهرجان سنوي دائم. خالد العطاوي