حطم عبد الغني الصبار، عامل مكناس، الرقم القياسي باعتباره أقدم عامل بوزارة الداخلية، الذي لم تسعفه كفاءته وتجربته وأقدميته، في أن يترقى إلى منصب وال. وها هو العامل نفسه، الذي عمر نحو 40 سنة في وزارة الداخلية، وتدرج من رتبة قائد إلى عامل، يحطم رقما قياسيا جديدا، بقضائه أكثر من تسع سنوات على رأس عمالة مكناس، ولم يطله التغيير في حركة التنقيلات والتعيينات الأخيرة، التي شملت عمالا، ولا الترقية إلى منصب وال، وهو الذي ظل يتجرع "مرارة التهميش" في صمت، عندما يقرأ أو يسمع بتعيين اسم من الأسماء التي يتم استقدامها من خارج أسوار الوزارة، واليا على جهة من جهات المملكة. العامل الصبار، الذي جايل أكثر من وزير داخلية، والذي يصفه كل من اشتغل معه بـ "الرجل الحكيم"، هو اليوم أقدم عامل في الوزارة، وينتظر أن ينهي مسيرته، وقد تمت ترقيته إلى منصب وال في الحركة المقبلة، قياسا لتجربته، ولـ "الزمن الطويل" الذي قضاه مسؤولا ترابيا، يتجاوز ربع قرن، دون احتساب 17 سنة أخرى قضاها متنقلا بين الأقاليم والعمالات، بين منصب قائد وباشا وكاتب عام. في انتظار ذلك، لم تحمل حركة التعيينات الجديدة مفاجآت تذكر، باستثناء ترقية عاملين في الإدارة المركزية إلى منصب وال، ويتعلق الأمر بحسن أغماري، الرجل الخلوق، الذي ترقى إلى منصب والي مدير الشؤون الانتخابية، وهو الخبير فيها، وذلك على بعد سنة ونصف سنة من استحقاقات 2026، وترقية عبد الحق الحراق، إلى المنصب نفسه، مديرا لأنظمة المعلومات والاتصالات، وملء المقعد الشاغر للمفتشية العامة للإدارة الترابية، بتعيين فوزي واليا عليها، وهو الذي كان يشغل منصب كاتب عام، ليعوض بسمير محمد تازي، الذي يعرفه رؤساء الجماعات المحلية حق المعرفة، خصوصا الذين كانوا يحصلون على قروض صندوق التجهيز الجماعي، أو تمويلات برامج التأهيل الحضري. وعكس الحركة السابقة، "تصالحت" الوزارة مع مقاربة النوع، إذ تم تعيين امرأتين في منصب عامل، ويتعلق الأمر ببشرى برادي، عامل عمالة مقاطعة عين الشق، التي شغلت سابقا منصب مديرة لوكالة "راديس" بآسفي، وحنان الرياحي، عامل مكلف بالشؤون الداخلية الجهوية بولاية مراكش آسفي، قادمة من مقاطعة "السواني" بطنجة، حيث شغلت منصب رئيسة دائرة. وظلت الوزارة مخلصة لاستقدام عناصر من خارج أسوارها، وتعيينهم في منصب عامل، تماما كما حدث مع عبد المومن طالب، المدير السابق لأكاديمية التربية والتكوين بجهة البيضاء سطات، الذي عين عاملا على إقليم اليوسفية، ومحمد رشيد، عامل الصويرة، القادم من وزارة المالية، وتحديدا من المركز المالي للبيضاء. للتفاعل مع هذه الزاوية: mayougal@assabah.press.ma